ثانيا: من الخطأ بمكان ان نخرج هذه العلامة المهمة والجوهرية ونطلقها في الهواء الطلق دون محددات ودون الالتزام بالمنهج الذي حددته الروايات وسأضرب لكم مثلا بل امثلة على ضرورة الالتزام بهذه المحددات.
١: يجب حساب الزمان الذي تتحدث عنه الروايات لهذه الشخصية فوقته ومدته محددة جدا والافتراضات التي نفترضها نعرف صدقيتها من غيرها من خلال المدى الزماني الذي نحتاجه وهنا تعالوا لنحسب على سبيل المثال الزمن بالطريقة التالية:
ما بين السفياني واليماني والخراساني وبين الامام صلوات الله عليه في ابعد التقادير هو ١٥ شهرا. لو قلنا بان الخروج المتحدث عنه من اول يوم خروج للسفياني سيكون امامنا سنة وربع لحركة اليماني، وحيث ان معركة انهاء وجود السفياني في النجف ستكون قبل ظهور الامام بحوالي اربعة أشهر عندئذ المتبقي من الوقت هو اقل من أحد عشر شهرا وهذه المدة التي افترضناها على ابعد التقادير يجب ان نستوعب بها المُدد التي بموجبها تتحرك الجيوش وتصل فيها الى مواضع الاحتكاك حول مدينة الكوفة.
ولو قدر لنا ان نقول بأن الخروج المتزامن ليس هو المرتبط بموعد خروج السفياني الاول وانما هو خروج من نقطة مقاربة للكوفة كما أستظهِر ذلك فما من شك ان المدة الزمانية ستتقلص الى حد كبير جدا.
وعليه فإن حركة الجيوش وما يتعلق بها يجب ان تحسب ضمن الحسابات الزمانية التي تتناسب وحركة الجيوش المعتادة وتحسب معها ايضا الاعاقات الميدانية والسياسية التي يمكن ان تعترض ذلك.
ولذلك لو اتبعتم هذا المحدد ستجدون ان البحث سيكون له إطار محدد زمانيا وبالتالي سيحول دون الافتراضات التي تطرح بعض الأحيان للجدل أكثر ما تطرح بغية الوصول الى الحقيقة، وسيضع امامنا خيارات محددة لا يمكن ان نعلوها او ان نتجاوزها.
فعلى سبيل المثال لو قلت ان اليماني من الصين سيحدر بك الاعتراض لأن المُدد الزمانية التي سيحتاجها للوصول الى نقطة الاحتكاك تمنع ان يكون من ذلك المكان.
ولو قلت ان اليماني هو من الكوفة فستعترض بحق وتقول لي كيف ذلك والسفياني يسبقه اليها؟
هذا بالنسبة الى المحدد الأول.
هناك المحدد الثاني وهو محدد المكان.
وأمامنا جدل متخصص لا انصح الخوض به بالنسبة لغير المختصين في عالم الرواية وهو هل ان الموروث الروائي في شان انطلاقة اليماني ناهض بتحديد اليمن كمنطلق او لا؟ فعلى اقل التقادير هناك اتجاهان الاول يقول بأن الروايات الموجودة بين أيدينا لا تنهض بذلك واتجاه اخر يقول به وهو بحث تخصصي.
ولذلك دعوا النقاش يذهب الى المسلمات وهذه المسلمات تشير الى أن اليماني لا توجد لديه اي معركة الا الكوفة وعليه نعثر هنا على محدد مكاني ومن ثم علينا ان نقيس الافتراضات وفق معطيات هذا المكان.
وهنا لدينا عدة امور للنقاش اولها كيف يصل الى الكوفة؟ ثانيها لماذا يسبقه السفياني؟ ثالثها اين سيلتقي بالخراساني؟ رابعها كيف سنطبق مقولة افراس الرهان؟
هذه الاسئلة هي التي تتعلق بالمحدد المكاني ولكن الاجابات يجب ان توزن ايضا بناء على المحدد الزماني.
عندئذ سنجابه بجملة موانع مكانية يجب ان تلحظ بدقة:
الأول: ان طريق الحجاز ممتنع لوجود حكم ناصبي سيستمر بوجوده وان كان ضعيفا الى اخر يوم من خروج الامام (عليه السلام) أي ان هذا النظام سيبقى على ناصبيته حتى مع ظهور الامام (عليه السلام) وهذا بطبيعته حد مكاني، مما يعني ان الطريق الغربي للكوفة ممتنع.
الثاني: ان الطريق الشمالي للكوفة هو الآخر ممتنع بسبب وجود جيش السفياني والطريق الشرقي ممتنع لوجود الخراساني فلا يبقى الا الطريق الجنوبي وهذه كلها محددات مكانية.
وحينما تكون هذه الطرق ممتنعة فان الجنوب يجب ان يعطينا طريق للوصول يتناسب مع المحدد الزماني هذا إن قلنا بأن المهلة الممنوحة لنا هي الأشهر الاحدى عشر وايضا ان استبعدنا محورية افراس الرهان.
والجنوب وفق مقولة يمنية اليماني سينحصر بالبحر تحديدا وسيفترض عدم وجود ممانعات وحرية تجول وبطريقة تسمح بمرور ٧٠ ألف مقاتل مع كل مواد حركتهم من نقل ووقود وما الى ذلك مما يعني اننا بحاجة الى عشرات السفن البحرية العملاقة لتنقل ذلك، وكل ذلك يجب ان يكون في حدود المدة الزمانية الممنوحة.
وهذا ما يحتاج الى الكثير من التخصص عند البحث عن امكانيات التطبيق ولو حصل ان اعتمدنا هذا الخيار فيجب ان نسقط خيار الخروج لأن الخروج هو النهوض بالراية الى المعركة ولا يعقل ان يخرج انسان ليصل الى ارض معركته من بعد هذه الاشهر ونسمي كل ذلك خروجا.
يبقى ان نراقب المحدد الثالث وهو مسالة الهدى:
فاليماني وجيشه ليس أي جيش آخر وانما هو جيش عقائدي وسلامته العقائدية هي في الذروة وبالتالي فإن اليماني يجب ان يكون في اعلى درجات الهدى وحاضنته التي يخرج منها جيشه هي ايضا يجب ان تكون في درجات عالية من الهدى.
هذه المحددات إن التزم النقاش بها سيكون من السهل تفكيك عقد الحديث ومن دونها فان النقاش لن يكون مثمرا ولا عمليا.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha