دراسات

قراءة في مواقف الامام السيستاني.. ثالثاً:موقفه من الاقتصاد

2883 2016-08-05

بسمه تعالى:((أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ **أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ **لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ **إِنَّا لَمُغْرَمُونَ **بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ)).
العراق، اصبح قطاع مستهلك فقط، يعتمد على السلع المستوردة 90 بالمئة، ولا يوجد فيه انتاج سوى الثروة النفطية، وإذا ما تعرض السوق العالمي لاهتزاز، كسوء الادارة، أو كارثة طبيعية، أو حرب دولية كبرى، فحتماً ستكون النتيجة، مجاعة شديدة بالعراق، وذلك لغياب الناتج المحلي الذي شبه يكاد معدوماً، ان لم يكن معدوماً بالفعل!
المرجع الديني الأعلى الامام السيستاني-دام ظله الوارف- في أكثر من خطبة في صلاة الجمعه كرر القول، وانتقد فيها الحكومة-السابقة والحالية-والمسؤلين القائمين على إدارة اقتصاد البلد، لاعتمادهم على النفط، كمورد مالي وحيد للبلد، وطالبهم بتحسين القطاع الزراعي، والصناعي، والسياحي، لدعم المدخول والسوق المحلي.
يعترف كثير من الاقتصاديين، وصانعي السياسات في العالم، بأهمية تحسين النظام الزراعي في الصين، وقد أعلن زعماء الصين بأن على البلاد ان تكتفي ذاتياً من المواد الغذائية، للاستقرار الاجتماعي، والامن القومي.
فعلاً كما قال الزعماء الصينيون، فالصين بلد عدد سكانه، مليار واربعمائة مليون نسمة تقريباً(1،377،680،000)،ويشكل نسبة 20%من سكان العالم، انتاجه النفطي يقدّر ب(4،073،000)برميل نفط يومياً، ويستهلك من النفط مقدار (6،939،000)برميل يومياً-ضعف انتاج النفط العراقي- كما ترون لا يوجد توازن بين الانتاج والاستهلاك، فماذا يفعل الصينيون حتى يشبعون خبزاً !؟
الشعب الصيني، عرف انه لايوجد امامه سوى الزراعة، لانه يواجه تحديات وصعوبات، حتى قيل انه يزداد 14 مليون نسمة كل عام! وهذه كارثة ومصيبة، إلا انه استطاع ان يحافظ على ثباته وأستقراره، في انتاج الحبوب الزراعية، رغم ان الاراضي الصالحة للزراعة تشكل نسبة 13%من مساحة الصين الكلية، ويقدّر عدد المزارعين ب 300 مليون مزارع-عشرة اضعاف الشعب العراقي- حتى اصبحت الصين، المتصدر الأول لبلدان العالم في الانتاج الزراعي.
سؤال عارض للعلمانين، الذين يجعلون العقل بدل احكام الدين، والعلم بدل الايمان بالله:لماذا لم يصلح الصينيون الاراضي المتصحرة، وهي اضعاف الاراضي الصالحة للزراعة، وعندهم العقول الكبيرة، والتقدم العلمي الهائل؟! سبحان خالق الخلق ومدبر امورهم، سبحان الرحمن الرحيم!
الهند كذلك، عدد السكان( 1،292،340،000)، ينتج( 897،300)برميل نفط يومياً، ويستهلك( 86،290،000) برميل نفط يومياً، ويحتل المرتبة الثانية بعد الصين، فتصوروا معي لو ان الصين والهند، لم يوجد لديهما زراعة يكتفون بها، وهما يشكلان نسبة 40%من سكان العالم، فماذا يحدث، من المؤكد انه سيختل النظام الغذائي العالمي، وتزداد أسعار المواد الغذائية، والعراق بهكذا وضع عليه السلام( المقصود بالسلام هو اللبن الذي يضع على قبر الميت).
تصوروا معي أيضاً، لو حكم الصين، صدام، والحكومات العراقية ما بعد التغيير 2003، ماذا يفعلوا بالشعب الصيني؟ سيفعلون بهم كما فعل بهم الحاكم الصيني الشيوعي( ماوتسي تونگ)عام 1958، عندما حول الاراضي الزراعية الى جمعيات تعاونية( كوميونات)تضم الواحدة 4 الآف أسرة، وبالتالي ادت الكوميونات الى حرمان المزارعين من اراضيهم، فجلبت لهم الزراعة الجماعية كارثة، إذ قضى ما يقدر بثلاثين مليون صيني نحبهم، في الفترة 1959-1962 وتعتبر أسوء مجاعة عرفها العالم.
الانتاج الزراعي، يحتاج الى أربعة عناصر رئيسية:(الارض الصالحة، الايدي العاملة، المال، المياه)، وهذه كلها متوفرة في العراق، وفي اعتقادي ان الثروة النفطية ليست غاية بذاتها، بقدر ما هي وسيلة، وعامل مساعد ودعم للانتاج المحلي، من الصناعة والزراعة، فالاقتصاد ينبغي ان يكون منظومة متكاملة، فإذا كان النفط العمود الفقري للاقتصاد، فالزراعة نخاعه.
الشعب الذي يزرع لا يفتقر، وقد سمعت قولاً لأمير المؤمنين عليه السلام، يقول:( عجبت لمن عنده الماء والتراب كيف يفتقر).
زيدة الكلام:على الحكومة العراقية والمسؤلين، التمسك والأخذ بتوجيهات هذا الرجل العظيم( الامام السيستاني)، ولا سيما مسألة دعم الانتاج المحلي.
بان كي مون، الامين العام للأمم المتحدة، زار المرجع الأعلى السيد السيستاني"دام ظله"، مجرد ان يسلم عليه، وعندما خرج منه، قال للمسؤلين:(عليكم ان تحافظوا على هذا الرجل).
أقول: والله"خوش"حفاظ حافظوا عليه حكومات بعد التغيير !…

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك