الكاتب : اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم ( قدس سره )
اعداد : مركز الرافدين للدراسات والبحوث الاستراتيجية
نظام الشعائر و العبادات ، النظرية العامة لنظام الشعائر و العبادات :يحسن بنا أن نشير إلى الرؤية النظرية العامة التي يمكن أن نستخلصها من هذا الاستعراض للايام و الليالي ، و هنا تبدو امامنا عدة قضايا مهمة :الاولى : أن الليالي الشريفة تتميز بالاحياء بالعبادة لما في الليل من خصوصية الخلوة باللّه تعالى للمناجات بالدعاء في العبادة له تعالى ، كما أن الاتجاه فيها هو الاهتمام بالطهارة المتمثلة بالغسل .الثانية : أن الايام الشريفة كالاعياد تتميز بموضوع النظافة و الزينة، لذا جاء التأكيد ايضاً للغسل و الطيب و حسن الثياب ، و الاعمال الاجتماعية العامة بحيث أن الصلوات فيها تقسم بهذا الطابع ايضاً كما في صلوات الجمعة و العيدين ، و كذلك التأكيد لاهمية زيارة الاخوان و الانفاق و الاحسان و غيرها من المفردات الاجتماعية.الثالثة : التعبير عن الولاء و الحب لاهل البيت و الارتباط بهم ، و كذلك التمجيد لاعمالهم و البراءة من اعدائهم ، و عمل هذه الاعمال يمثل ظاهرة عامة في جميع الليالي والايام الفاضلة ، ويبدو ذلك واضحاً من خلال التأكيد لزيارة الامام الحسين و الامام علي ( عليهما السلام ) فيها ، و كذلك الاكثار من الصلوات على النبي و آله ، بل ارتباط هذه الايام بمناسباتهم .الرابعة : أن عبادة الصوم لها خصوصية في الايام الشريفة ، ففي يومي العيدين تحرم هذه العبادة ، و أما في الايام الاخرى فهي مستحبة بدرجة عالية كما في الايام الاربعة ، و أما في يوم الجمعة فلم يرد تأكيد استحباب صومه إلاّ في حالات خاصة مثل طلب الحاجة أو تكميل الصوم للاربعاء و الخميس .الخامسة : تقسيم الايام و الليالي على المراسم العبادية في اكثر اشهر السنة ، و هي رجب ، و شعبان ، و رمضان ، و شوال ، و ذو القعدة ، و ذو الحجة ، و ربيع الاول ، فإذا أضفنا إليها المناسبات الخاصة باهل البيت ( عليهم السلام ) تصبح هذه الايام على مدار السنة كلها .السادسة : أن الكثير من التفاصيل في هذه الايام والليالي والاختلاف فيها إنما كان من اجل ملء محتوى هذه الخطوط العامة التي تمثل اتجاهاً في النظرية ، حيث كان ذلك ضمن المخطط العام الذي وضعه إئمة اهل البيت للتربية الروحية و الاخلاقية ، و بناء الارادة و التكامل النفسي و معالجة الامراض النفسية و الروحية .السابعة : أن الملاحظ في الايام و الليالي أنها تمثل بمجمل برامجها و اعمالها امتداداً لايام الجمعة و العيدين و ليلة الجمعة و القدر ، بحيث تمثل الاعمال و العبادات في الايام و الليالي التي شرعها الاسلام في اصل الرسالة الإسلامية ، الاصل الذي تفرعت عنها بقية الاعمال و العبادات في الايام و الليالي الاخرى ، و بذلك نعرف أن ماجاء عن اهل البيت ( عليهم السلام ) بشأن هذه الايام و الليالي إنما هو من علمهم الواسع بتفاصيل الشريعة ، أو يعبر عن رؤية نظرية اصيلة و واقعية للشريعة و تشريعاتها ، بحيث يمكن أن ينفتح و يستنبط منها هذه التفاصيل استنباطاً صحيحاً يتطابق مع ما روي عن الامام علي ( عليه السلام ) من قوله : " علّمني رسول اللّه ألف باب من العلم ، ينفتح لي من كل باب ألف باب " .ثالثاً : المساجد و الاماكن المقدسة :و من مفردات الشعائر الإسلامية لدى الجماعة الصالحة مفردة المساجد و الاماكن المقدسة ، حيث تحظى هذه المفردة بأهمية خاصة في نظرية أهل البيت ( عليهم السلام ) ، تتميز بسعتها و شمولها و عمقها ، و ذلك إلى جانب مفردة ( الايام المباركة ) التي تناولناها بالحديث السابق .و مفردة الاماكن المقدسة من المفردات التي يجمع عليها المسلمون بل أقرتها جميع الاديان السماوية ، و العنوان العام للمكان المقدس عند المسلمين هو ( المسجد ) الذي هو مكان العبادة لدى المسلمين ، و قد أشير إليه في القرآن الكريم في عدة مواضع منها : قوله تعالى ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾ [1] .و قوله تعالى : ﴿ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ﴾ [2] .و قوله تعالى : ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾ [3] ، [4] .و كذلك في آيات اخرى .و مصطلح المسجد خاص بالمسلمين في مقابل مصطلحات اخرى لاهل الاديان السابقة ، تدعى بها الاماكن المقدسة مثل ( الصومعة ) للنصارى و ( البيعة ) لليهود و ( المصلى ) للصابئة ، حيث وردت هذه المصطلحات في قوله تعالى : ﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [5] .و قد كان للمسجد دور خاص في الاسلام و الشريعة الاسلامية لا يقتصر على العبادة وحدها ، بل كان له - إلى جانب ذلك - دور في الثقافة و التعليم و التعبئة السياسية و الروحية العامة ، كما كان يستفاد منه احياناً ـ و لا سيما في الصدر الاول للاسلام - في ادارة شؤون البلاد والقضاء و فصل الخصومات ، و بذلك اصبح المسجد مؤسسة عبادية ، ثقافية ، سياسية ، اجتماعية ، تمارس دورها الفعال في المجتمعات الاسلامية و تحظى بقدسية و احترام و تكريم .و لذلك ايضاً نجد هذا القدر الكبير من النصوص التي وردت عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) و اهل بيته الكرام ( عليهم السلام ) تتناول أحكام المساجد و آدابها و شؤونها ، و كيفية التعامل معها في تعظيمها و تقديسها و اعمارها بالبناء و العبادة ، و ثواب التردد عليها و الصلاة فيها أو الاعتكاف و المكث فيها [6] .نظرية أهل البيت في الاماكن المقدسة :و في احاديث و نظرية اهل البيت نجد أن هذه القدسية - في بعض ابعادها - تمتد إلى اماكن اخرى ، مثل بيوت النبي و اهل بيته و مشاهدهم الشريفة و بعض الاماكن التي ارتبطت تاريخياً بالانبياء و الصالحين من عباد اللّه ، بحيث صلى فيها هؤلاء الصالحون أو كان لها علاقة بهم أو بأحداثهم .هذه النظرية تنطلق من رؤية الاسلام إلى قضية الاهتمام بالمواقع التي ارتبطت تاريخياً بالانبياء و الصالحين ، و الاحداث التي مرت بها رسالتهم ، حيث يستفاد من بعض الايات القرآنية و النصوص الاخرى التوجه في النظرية القرآنية إلى الاهتمام و العناية بالمعالم و الذكريات التاريخية التي تجسد حركتهم و مواقفهم و اعمالهم و شكرهم للّه تعالى ، و لزوم تكريسها و توظيفها تاريخياً .و يمكن أن نجد الاساس لهذا الفهم في بعض الحوادث التي اثبتها القرآن الكريم ، و كذلك في بعض الشعائر التي اقرها أو وظَّفها القرآن الكريم ، أو المفاهيم التي ثبتها لجزء من معالم الرسالة الاسلامية . و كذلك في السيرة النبوية المباركة .و نشير هنا إلى بعض هذه المعالم :الاول : قضية اهل الكهف التي أشار القرآن الكريم فيها إلى أن المؤمنين الذين غلبوا على أمرهم في ذلك العصر ، اتخذوا عليهم مسجداً تمجيداً لموقف هؤلاء الصالحين الذين رفضوا الوثنية و الطغيان : ﴿ وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا ﴾ [7] .الثاني : تمجيد مقام إبراهيم ( عليه السلام ) و هو الصخرة التي كان يقف عليها لبناء الكعبة الشريفة ، حيث ورد في القرآن الكريم استحباب أو وجوب الصلاة عند المقام بعد الطواف كما في قوله تعالى : ﴿ ... وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ... ﴾ [8] ، و هذا مما يجمع عليه المسلمون .الثالث : ما ورد في ادخال حجر اسماعيل في الطواف مع أنه ليس من الكعبة الشريفة و استحباب الصلاة فيه ، و ذلك لانه مدفن أمه و مجموعة من الانبياء ، و هذا مما يجمع عليه المسلمون .الرابع : ما ورد في القرآن الكريم من التأكيد للسعي بين الصفا و المروة ، و أنه من شعائر اللّه كما في قوله تعالى : ﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ﴾ [9] .و يذكر تاريخياً وجود ارتباط بين هذا السعي و سعي هاجر أم اسماعيل لانقاذ ولدها من العطش ، الذي انتهى بعد ذلك إلى حصولها على ماء زمزم .فقد روى الكليني بسند معتبر عن ابي عبد اللّه الصادق ( عليه السلام ) قال : " إن ابراهيم ( عليه السلام ) لما خلف اسماعيل بمكة عطش الصبيّ ، فكان فيما بين الصفا و المروة شجر فخرجت أمه حتى قامت على الصّفا فقالت : هل بالبوادي من أنيس ؟ فلم يجبها أحد ، فمضت حتى انتهت إلى المروة فقالت : هل بالبوادي من أنيس ؟ فلم تجب ، ثم رجعت إلى الصفا و قالت ذلك حتى صنعت ذلك سبعاً ، فأجرى اللّه ذلك سنّة . . . " [10] .الخامس : ما ورد في تمجيد و تعظيم المسجد الاقصى لانه القبلة الاولى و محل عبادة الانبياء السابقين ، و مسرى و معراج رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) كما اشار إليه القرآن الكريم .السادس : ما أجمع عليه المسلمون من احترام مسجد قبا ، حيث كان المسجد الذي بني على التقوى من أول يوم كما اشار القرآن الكريم ، و لانه كان الموضع الذي صلى فيه رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) عند قدومه للمدينة قبل أن يدخلها . و سوف يأتي الحديث عنه .السابع : ما ثبته القرآن الكريم من مفهوم البيوت التي اذن اللّه تعالى أن ترفع و يذكر فيها أسمه ، و هي تلك البيوت التي يسكنها الصالحون من الناس كما في قوله تعالى : ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾ [11] .و انطلاقاً من هذا الفهم نجد أن اهل البيت ( عليهم السلام ) - بسبب علمهم الواسع بتاريخ الرسالات الالهية و فهمهم الدقيق المستوعب للرسالة الاسلامية - قاموا بعمل تميزوا به ، و هو احياء معالم هذا التاريخ الالهي - سواء في الرسالات السابقة أو الرسالة الاسلامية - و الدعوة إلى تقديس هذه الاماكن و احياء تاريخها .و يحظى المسجد الحرام و مسجد النبي ( صلى الله عليه و آله ) في المدينة المنورة ، و كذلك المسجد الاقصى في القدس الشريف ، بتقديس و احترام خاصين لدى جميع المسلمين .و قد روى جمهور المسلمين بشأن فضل هذه المساجد الثلاثة أنه لا تشد الرجال إلاّ لها [12] ، و أنها تختص بهذا الاحترام و العمل الشرعي دون غيرها من المساجد الاخرى ، كما أن هذه المساجد ورد الحديث عنها في القرآن الكريم و لاسيما المسجد الحرام .و لكن اهل البيت ( عليهم السلام ) اعطو هذه المفردة تصوراً واسعاً شاملاً من حيث الكم و الكيف .أما من حيث الكيف فنجد أن الاحترام و التقديس من ناحية ، و الجذر التاريخي لهذه المساجد من ناحية اخرى و الاعمال المرتبطة بهذه الاماكن من ناحية ثالثة جاءت شاملة و واسعة .وأما من حيث الكم فنجد أن هناك اماكن اخرى حظيت بهذا التقديس و الاحترام اجمالاً على اختلاف بينها في مستويات و درجات التقديس ، و من هذه الاماكن مسجد الكوفة و مسجد قبا و مسجد الخيف و مسجد السهلة أو السهيل و الحائر الحسيني و وادي السلام في النجف و حرم امير المؤمنين علي ( عليه السلام ) و مسجد براثا و حرم الامام الرضا في طوس من خراسان و مشاهد أئمة اهل البيت ( عليهم السلام ) عامة .أحكام المساجد :و قبل الحديث عن تفاصيل اهم هذه المفردات يحسن بنا أن نتحدث قليلاً عن الاحكام العامة للمساجد في عدة نقاط [13] .1 ـ يستحب الصلاة في المساجد و افضلها المسجد الحرام فالصلاة فيه تعدل الف الف صلاة ، ثم مسجد النبي ( صلى الله عليه و آله ) و الصلاة فيه تعدل عشرة آلاف ، و مسجد الكوفة و فيه تعدل ألف صلاة ، و المسجد الاقصى و فيه تعدل ألف صلاة ايضاً ، ثم المسجد الجامع و فيه تعدل مئة ، و مسجد القبيلة ( المحلة ) و فيه تعدل خمساً و عشرين ، و مسجد السوق و فيه تعدل اثني عشر .و يستحب أن يجعل في بيته مسجداً أي مكاناً معداً للصلاة فيه ، و إن كان لا يجري عليه أحكام المسجد ، و الافضل للنساء الصلاة في بيوتهن و افضل البيت المخدع.2 ـ يستحب الصلاة في مشاهد الائمة ( عليهم السلام ) ، و هي البيوت التي أمر اللّه تعالى أن ترفع و يذكر فيها اسمه ، بل هي أفضل من بعض المساجد .3 ـ يستحب تفريق الصلاة في اماكن متعددة لتشهد له يوم القيامة ، ففي الخبر سأل الراوي ابا عبد اللّه ( عليه السلام ) عن الرجل يصلي نوافله في موضع أو يفرقها ، قال ( عليه السلام ) : " لا بل هنا و هنا فإنها تشهد له يوم القيامة " .4 ـ يكره لجار المسجد أن يصلي في غيره لغير علة كالمطر . قال النبي ( صلى الله عليه و آله ) : " لا صلاة لجار المسجد إلاّ في مسجده " و يستحب ترك مؤاكلة من لا يحضر المسجد و ترك مشاربته و مشاورته و مناكحته و مجاورته .5 ـ يكره تعطيل المسجد ، فعن أبي عبد اللّه الصادق ( عليه السلام ) : " ثلاثة يشكون إلى اللّه عَزَّ و جَلَّ : مسجد خراب لا يصلي فيه أهله ، و عالم بين جهال ، و مصحف معلق قد وقع عليه غبار لا يقرأ فيه " [14].6 ـ يستحب كثرة التردد إلى المساجد ، فعن النبي ( صلى الله عليه و آله ) : " من مشى إلى مسجد من مساجد اللّه فله بكل خطوة خطاها متى يرجع إلى منزله عشر حسنات و يمحى عنه عشر سيئات و يرفع له عشر درجات " [15] .7 ـ يستحب بناء المسجد و فيه اجر عظيم قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : " من بنى مسجداً في الدنيا اعطاه اللّه بكل شبر منه ( أو بكل ذراع منه ) مسيرة اربعين الف عام ، مدينة من ذهب و فضة و لؤلؤ و زبرجد " ، و عن الصادق ( عليه السلام ) : " من بنى مسجداً بنى اللّه له بيتاً في الجنة " .8 ـ يحرم زخرفة المسجد أي تزيينه بالذهب ، و الاحوط ترك نقشه بالصور .9 ـ لا يجوز بيع المسجد و لا بيع الاثر و إن صار المسجد خراباً ، و لا ادخاله في الملك .10 ـ يحرم تنجيس المسجد و إذا تعرض للنجاسة وجب ازالتها على المكلفين فوراً ، و يحرم ادخال ما يوجب هتكه من الاشياء .11 ـ يستحب للانسان المؤمن أن يسبق الناس في الدخول إلى المسجد و التأخر عنهم في الخروج منه .12 ـ يستحب خدمة المسجد كالاسراج فيه ، و تنظيفه بالكنس و المسح ، و الابتداء في الدخول فيه بالرجل اليمنى و في الخروج بالرجل اليسرى ، و أن يلتفت إلى نعله و حذائه لئلا يكون فيه الاوساخ و النجاسات ، و أن يستقبل القبلة فيه و يدعو اللّه و يحمده و يصلي على النبي ( صلى الله عليه و آله ) ، و أن يكون على طهارة و وضوء .13 ـ يستحب صلاة التحية في المسجد بعد الدخول فيه و هي ركعتان ، و يجزي عنها الصلاة الواجبة أو النافلة أو الصلوات المستحبة الاخرى .14 ـ يستحب التطيب للمسجد وأن يلبس الثياب الفاخرة والنظيفة عند التوجه إليه .15 ـ يكره للانسان الاستطراق في المساجد بأن يجعلها طريقاً له ، إلاّ أن يصلي فيها ركعتين ، و كذا يكره له القاء النخامة و النخاعة أو النوم فيه إلاّ لضرورة ، أو رفع الصوت فيه إلاّ في الاذان و نحوه كالوعظ و الارشاد أو الدروس و المحاظرات ، و يكره حذف الحصى و رميها ، و قراءة الاشعار غير المواعظ و نحوها من مدائح و مراثي اهل البيت ( عليهم السلام ) ، و يكره البيع و الشراء و التكلم في امور الدنيا الشخصية لانه محلّ العبادة و الفائدة العامة ، و يكره اظهار السلاح و جعله إلى القبلة و دخول من اكل البصل و الثوم و نحوهما مما له رائحة تؤذي الناس و المصلين ، و يكره ايضاً تمكين الاطفال أو المجانين من الدخول فيها أو اتخاذها محلاً لعمل الصنائع ، و التعري فيها وكشف العورة حتى مع الامن من الناظر أو كشف السرة و الفخذ و الركبة ، و اخراج الريح و غير ذلك من الاعمال التي تعتبر على خلاف الاداب العامة .1 ـ المسجد الحرام و البيت الحرام و مكة :المسجد الحرام هو المسجد الذي يحيط بالكعبة الشريفة التي هي البيت الحرام ، و هو أول بيت وضع للناس : ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ ﴾ [16] و ﴿ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ... ﴾ [17] .و في المسجد الحرام مقام ابراهيم الذي ورد النص في القرآن الكريم بالصلاة فيه : ﴿ ... وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ... ﴾ [18] ، و لذا فالمسجد الحرام هو اول مسجد عرفته البشرية في تاريخها .و قد تحدث عنه القرآن الكريم في مواضع عديدة باسمه الصريح و هو المسجد الحرام ، كما اشار إليه عندما تحدث عن الكعبة الشريفة و البيت الحرام و بنائها ، و جعلها من قبل اللّه تعالى مثابة للناس و أمناً و طهرها للطائفين و العاكفين و الركع السجود ، و كذلك عن الحج و قيام الناس و الصلاة عنده [19] ، فإن كل ذلك أنما يمارس في المسجد الحرام .و قد سبق في الحج أن البيت الحرام كان يحج إليه قبل آدم بالفي عام ، كما ورد في الروايات أن اول ما خلق اللّه تعالى من الارض كان موضع البيت ، و أنه قد دحا الارض من تحته [20] .كما يبدو من مجموعة أخرى من الروايات أن تصميم البيت و الطواف حوله قد بدأ منذ القرار الالهي بخلق آدم الذي يتحدث عنه القرآن الكريم : ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ... ﴾ [21] ، [22] .و أن اللّه تعالى جعله في منطقة وعرة ( بوادي غير ذي زرع ) كما يعبر القرآن الكريم ، من أجل أن يختبر طاعة عباده و انقيادهم له في تعظيمه و زيارته [23].و يبدو من بعض الروايات المعتبرة أن حد المسجد الحرام الذي وضعه ابراهيم ( عليه السلام ) كان واسعاً ، بحيث كان يشمل ما بين الحزورة [24] إلى المسعى ، و في بعضها جاء التعبير أن حده ما بين الصفا و المروة فيكون اوسع من المسجد الفعلي [25] .كما أن الكعبة الشريفة كانت في زمن ابراهيم تسعة أذرع ، ثم زيدت في زمن قريش إلى ثمانية عشر ذراعاً ، ثم في زمن الحجاج إلى سبعة و عشرين ذراعاً [26] .و حجر اسماعيل ليس من الكعبة و إنما هو مدفن أمه هاجر و جماعة من الانبياء ، و كان ادخاله في الطواف من أجل كراهة وطء هذه القبور [27] .و تدل بعض النصوص المعتبرة على أن الحجر الاسود كان من الجنة ، و أن اللّه تعالى وضعه في هذا المكان من الكعبة بعد أن التقم ميثاق الخلق كلهم ، و هو شاهد في يوم القيامة على من أدى الامانة و الميثاق و الموافاة ، و منه جاء الدعاء عند استلام الحجر : " أمانتي اديتها و ميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة يوم القيامة " [28] .و للكعبة فضل عظيم عند اللّه تعالى و قد أعظم حرمتها مع البيت الحرام ، سواء على مستوى الاثار التكوينية أو الشرعية أو الاجر والثواب المترتب على تقديسها ، أو الطواف حولها أو الصلاة في المسجد الحرام .فقد ورد في القرآن الكريم قصة أصحاب الفيل الذين رماهم اللّه تعالى بحجارة من سجيل ، بواسطة الطير الابابيل لانهم قصدوا هدم الكعبة ، و كان قبل ذلك ما اشارت إليه النصوص مما اصاب ( تبع ) عند نيته لهدمها ثم عدوله عن ذلك و تعظيمه لها [29] . و هكذا شاء اللّه تعالى أن ينزل عقوبته بكل جبار قصدها بشر ، و قد ورد في الحديث عن امير المؤمنين أنه قال : " مكة حرم اللّه و المدينة حرم رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) و الكوفة حرمي لا يريدها جبار إلاّ قصمه اللّه " [30] .و باعتبار هذه الحرمة الخاصة للبيت الحرام كانت مصالحه مقدمة على جميع المصالح الاخرى في مكة ، كما يشير إلى ذلك بعض النصوص [31] .و قد حرّم اللّه تعالى على المشركين دخول المسجد الحرام ، كما نص على ذلك القرآن الكريم [32] .كما ورد في النصوص المعتبرة أن من أحدث في الكعبة متعمداً استحق القتل [33] . و قد ورد بطريق معتبر عن ابي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال : " لا ينبغي لاحد أن يرفع بناءً فوق بناء الكعبة " [34] .و قد ورد في فضل الكعبة روايات كثيرة ، منها ما روي بطريق معتبر عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) : " إن اللّه عَزَّ و جَلَّ ما خلق بقعة في الارض أحب إليه منها ، و إن النظر إليها عبادة " [35] .كما ورد عن رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : " إن النظر إليها يهدم الخطايا هدماً " [36] .و بطريق معتبر عن الصادق : " إن اللّه تعالى حول الكعبة عشرين و مئة رحمة ، منها ستون للطائفين و اربعون للمصلين و عشرون للناظرين " [37] .كما ورد في حديث آخر معتبر عن الصادق ( عليه السلام ) قال : " من نظر إلى الكعبة فعرف من حقنا و حرمتنا مثل الذي عرف من حقها و حرمتها ، غفر اللّه له ذنوبه كلها و كفاه هم الدنيا و الاخرة " [38] .و الصلاة في المسجد الحرام هي افضل الصلوات ، و قد ورد أنها أفضل من الصلاة بمسجد رسول اللّه ، حيث تعدل الصلاة في المسجد الحرام الف صلاة في مسجد رسول اللّه ، و الصلاة في مسجد رسول اللّه تعدل الف صلاة في غيره من المساجد غير المسجد الحرام ، أو مئة الف صلاة في غيره [39] من المساجد .كما ورد في رواية اخرى عن ابي حمزة الثمالي ، عن ابي جعفر ( عليه السلام ) أنه قال : " من صلّى في المسجد الحرام صلاة مكتوبة قبل اللّه منه كل صلاة صلاها منذ يوم وجبت عليه الصلاة ، و كل صلاة يصلّيها إلى أن يموت " [40] .و قد فضل اللّه تعالى مكة المكرمة لفضل المسجد الحرام و الكعبة ، حيث ورد أن افضل البقاع هي مكة و افضل بقاعها البيت الحرام ، و افضل بقاع المسجد هو ما بين الركن الاسود و المقام و باب الكعبة و هو حطيم اسماعيل [41] .و قد ورد في فضلها و فضل العبادة فيها و العمل الصالح و مجاورتها و العذاب الاليم لمن ارتكب الاثم فيها نصوص متعددة منها قوله تعالى : ﴿ ... وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [42] .كما أن اللّه تعالى جعل حرم مكة حرماً آمناً لمن دخله إلى قيام الساعة ، و لا يجوز فيه صيد البر و لا قلع الاشجار إلاّ ما استثني ، و لا ينبغي فيه حمل السلاح ظاهراً و إخافة الناس و غير ذلك من الاحكام .و لكل من الحرم و مكة و المسجد الحرام و الكعبة المشرفة آداب و رسوم و اعمال اشرنا إلى بعضها في الحج ، و يحسن الاطلاع عليها من خلال كتب الحج و احكامه و آدابه و مستحباته .2 ـ مسجد النبي ( صلى الله عليه و آله ) :و يأتي في الفضل بعد المسجد الحرام مسجد الرسول ( صلى الله عليه و آله ) في المدينة ، و قد سبق أن فضل الصلاة في مسجد رسول اللّه تعدل الف صلاة ، و قد ورد في عدة روايات أخرى أن الصلاة فيه تعدل عشرة آلاف صلاة [43] .و توجد في مسجد النبي روضة من رياض الجنة ، و هي المكان الذي يقع بين بيت رسول اللّه الذي هو محل قبره الشريف و منبره صلوات اللّه عليه و على آله الطاهرين .فقد روى الكليني في الكافي بسند معتبر عن معاوية بن وهب قال : " قلت لابي عبد اللّه ( عليه السلام ) : هل قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : ما بين بيتي و منبري روضة من رياض الجنة ؟ فقال : نعم ، و قال : و بيت علي و فاطمة ( عليهما السلام ) مابين البيت الذي فيه النبي ( صلى الله عليه و آله ) إلى الباب الذي يحاذي الزقاق إلى البقيع ، قال : فلو دخلت من ذلك الباب و الحائط مكانه أصاب منكبك الايسر ، ثم سمّى سائر البيوت ، و قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : الصلاة في مسجدي تعدل الف صلاة في غيره إلاّ المسجد الحرام فهو افضل " [44] .كما ورد في حديث آخر ان قبره الشريف على ترعة من ترع الجنة [45] .و قد ورد في عدة روايات و بعضها بسند معتبر عن الامام الصادق ( عليه السلام ) أن الصلاة في بيت فاطمة أفضل من الصلاة في الروضة .فقد روى الكليني في الكافي عن يونس بن يعقوب قال : " قلت لابي عبد اللّه ( عليه السلام ) : الصلاة في بيت فاطمة أفضل أو في الروضة ؟ قال : في بيت فاطمة " [46] .و في رواية اخرى أن الصلاة في بيوت النبي ـ و بيت علي منها ـ مثل الصلاة في مسجد النبي ، بل هو افضل منها [47] ، و بيت علي و فاطمة هو ما بين البيت الذي فيه النبي ( صلى الله عليه و آله ) إلى الباب الذي يحاذي الزقاق إلى البقيع [48] .و حدود مسجد الرسول على ما جاء في رواية اعتبرها جماعة من كبار العلماء هو ثلاثة آلاف و ستمئة ذراع مكسرة [49] .قد جاء حدُّ المسجد و حدُّ الروضة في روايتين صحيحتين ، فعن أبي بصير يعني المرادي عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) قال : " حد الروضة في مسجد الرسول ( صلى الله عليه و آله ) إلى طرف الظلال ، و حدُّ المسجد إلى الاسطوانتين عن يمين المنبر إلى الطريق مما يلي سوق الليل " [50] .و عن محمد بن مسلم قال : " سألته عن حد مسجد الرسول ( صلى الله عليه و آله ) قال : الاسطوانة التي عند رأس القبر إلى الاسطوانتين من وراء المنبر عن يمين القبلة ، و كان من وراء المنبر طريق تمر فيه الشاة و يمر الرجل منحرفاً و كان ساحة المسجد من البلاط إلى الصحن " [51] .و اضافة إلى فضل المسجد و الروضة و بيوت النبي و علي و فاطمة ، توجد في مسجد النبي ( صلى الله عليه و آله ) مواقع اخرى لها فضل و فيها بركة ، و ذلك مثل منبر النبي ( صلى الله عليه و آله ) و محرابه الذي كان يصلي فيه .فقد روى الكليني في الكافي بسند معتبر عن معاوية بن عمّار قال : " قال ابو عبداللّه ( عليه السلام ) : إذا فرغت من الدعاء عند قبر النبي ( صلى الله عليه و آله ) فأت المنبر فأمسحه بيدك و خذ برمانتيه ، و هما السفلاوان ، و امسح عينيك و وجهك فأنه يقال : إنه شفاء للعين ، و قم عنده و احمد اللّه و أثن عليه و سل حاجتك ، فإن رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) قال : ما بين قبري و منبري روضة من رياض الجنة و منبري على ترعة من ترع الجنة ، و الترعة هي الباب الصغير ، ثم تأتي مقام النبي ( صلى الله عليه و آله ) فتصلي فيه ما بدالك " [52] .و من هذه المواقع مقام جبرئيل ( عليه السلام ) الذي كان يقف فيه مستأذناً النبي ( صلى الله عليه و آله ) عند الدخول عليه .فقد روى الكليني في الكافي بسند معتبر عن معاوية بن عمار قال : " قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : ائت مقام جبرائيل ( عليه السلام ) و هو تحت الميزاب ، فانه كان مقامه إذا استأذن على رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) فقال : أي جواد أي كريم أي قريب أي بعيد ، أسألك أن تصلّي على محمد و اهل بيته ، و أن تردّ عليّ نعمتك " [53] .و من هذه المواقع الاسطوانات الثلاثة ، و هي اسطوانة ابي لبابة [54] المعروفة بأسطوانة التوبة ، و الاسطوانتان اللتان تليانها باتجاه مصلى النبي و مقامه و محرابه ، حيث استحب لزائر قبر النبي و مسجده أن يقوم بعمل مخصوص عندها .فقد روى الكليني في الكافي و الشيخ الطوسي في التهذيب عدة روايات بأسانيد معتبرة تذكر هذه المواقع و الاعمال التي تؤدى فيها .عن محمد بن الحسن ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) قال : " إن كان لك مقام بالمدينة ثلاثة أيام صمت أول يوم اربعاء ، و تصلي ليلة الاربعاء عند أسطوانة أبي لبابة ، و هي أسطوانة التوبة التي كان ربط نفسه إليها حتى نزل عذره من السماء ، و تقعد عندها يوم الاربعاء ثم تأتي ليلة الخميس التي تليها مما يلي مقام النبي ( صلى الله عليه و آله ) ليلتك و يومك ، و تصوم يوم الخميس ، ثم تأتي الاسطوانة التي تلي مقام النبي ( صلى الله عليه و آله ) و مصلاه ليلة الجمعة فتصلي عندها ليلتك و يومك و تصوم يوم الجمعة ، فإن استطعت أن لا تتكلم بشيء في هذه الايام فافعل إلاّ ما لابدّ لك منه ، و لا تخرج من المسجد إلاّ لحاجة ، و لا تنام في ليل و لا نهار فافعل فإن ذلك مما يعد فيه الفضل ، ثم احمد اللّه يوم الجمعة و أثن عليه و صل على النبي ( صلى الله عليه و آله ) و سل حاجتك ، و ليكن فيما تقول : اللّهم ما كانت لي إليك من حاجة شرعت لنا في طلبها و التماسها أو لم أشرع ، سألتكها أو لم أسألكها فإني أتوجه إليك بنبيك محمد ( صلى الله عليه و آله ) نبي الرحمة في قضاء حوائجي صغيرها و كبيرها ، فإنك حري أن تقضى حاجتك إن شاء اللّه تعالى " [55] .3 ـ المساجد في المدينة المنورة :و توجد في المدينة المنورة مجموعة من المساجد الشريفة التي تشرفت بصلاة رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) في مواضعها ، و بنيت عليها المساجد أو تصدى رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) لبناءها .و اهم هذه المساجد و افضلها هو مسجد ( قبا ) الذي وردت الاشارة إليه في القرآن الكريم في قوله تعالى : ﴿ ... لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴾ [56] .و قد ورد عن رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) أنه قال : " من أتى مسجدي مسجد قبا فصلّى فيه ركعتين رجع بعمرة " [57] .و كذا يوجد مسجد الفضيح ، و هو الموقع الذي ردت فيه الشمس لامير المؤمين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، و قد صلى فيه النبي ( صلى الله عليه و آله ).و مسجد الاحزاب و الفتح ، و هو المكان الذي دعا فيه النبي بالفتح لعلي ( عليه السلام ) عندما برز لقتال عمرو بن عبد ود العامري في معركة الاحزاب .و مشربة ام ابراهيم حيث كانت مسكن رسول اللّه و مصلاه في قبا عند وروده إلى المدينة .و مسجد اُحد و قبور الشهداء فيه و منها قبر حمزة بن عبد المطلب عم رسول اللّه و سيد الشهداء .فقد روى الكليني في الكافي عن معاوية بن عمار قال : " قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : لا تدع إتيان المشاهد كلها : مسجد قبا فإنه المسجد الذي اُسس على التقوى من اول يوم ، و مشربة ام ابراهيم ، و مسجد الفضيح ، و قبور الشهداء ، و مسجد الاحزاب ، و هو مسجد الفتح . قال : و بلغنا أن النبي ( صلى الله عليه و آله ) كان إذا اتى قبور الشهداء قال : السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار . و ليكن فيما تقول عند مسجد فتح : يا صريخ المكروبين ، و يا مجيب دعوة المضطرين اكشف همّي و غمّي و كربي ، كما كشفت عن نبيك همّه و غمّه و كربه و كفيته هول عدوّه في هذا المكان " [58] .وعن عقبة بن خالد قال : " سألت أبا عبد اللّه ( عليه السلام ) : إنا نأتي المساجد التي حول المدينة فبأيّها أبدأ ؟ قال : ابدأ بقبا فصل فيه و اكثر فانه اول مسجد صلى فيه رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) في هذه العرصة ، ثم ائت مشربة ام ابراهيم فصل فيها فإنها مسكن رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) و مصلاه ، ثم ائت مسجد الفضيح فتصلي فيه فقد صلى فيه نبيك ، فإذا قضيت هذا الجانب أتيت جانب اُحد فبدأت بالمسجد الذي دون الحيرة فصلّيت فيه ، ثم مررت بقبر حمزة بن عبد المطلب فسلّمت عليه ، ثم مررت بقبور الشهداء فقمت عندهم فقلت : السلام عليكم يا اهل الدّيار أنتم لنا فرط و إنا بكم لا حقون ، ثم تأتي المسجد الذي في المكان الواسع إلى جنب الجبل عن يمينك ، حتى تأتي احداً فتصلي فيه فعنده خرج النبي ( صلى الله عليه و آله ) إلى احد حين لقي المشركين ، فلم يبرحوا حتى حضرت الصلاة فصلّى فيه ، ثم مرّ ايضاً حتى ترجع فتصلّي عند قبور الشهداء ما كتب اللّه لك ، ثم امض على وجهك حتى تأتي مسجد الاحزاب فتصلّي فيه و تدعو الله ، فإن رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) دعا فيه يوم الاحزاب و قال : يا صريخ المكروبين ، و يا مجيب دعوة المضطرين ، و يا مغيث المهمومين اكشف همّي و كربي و غمّي فقد ترى حالي و حال اصحابي " [59] .وعن عمار بن موسى في حديث عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) في مسجد الفضيح ، أن قصة رد الشمس لامير المؤمنين ( عليه السلام ) كانت في هذا المسجد [60] .و هناك مساجد اخرى معروفة في المدينة ، كمسجد القبلتين الذي يروى أن آية تغيير القبلة نزلت فيه : ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ... ﴾ [61] .و كذلك مسجد الغمامة ، و هو الموضع الذي اضلت فيه الغمامة رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) من حر الشمس ، و المساجد الخمسة المنسوبة إلى أبي بكر و عمر و عثمان و علي و فاطمة ، و مسجد المباهلة و هو المكان الذي باهل فيه النبي نصارى نجران ، و اشار إليها القرآن الكريم بقوله تعالى : ﴿ ... فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾ [62] ، و مسجد سلمان الفارسي [63] .و من هذه الاماكن الشريفة في المدينة معرّس رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) ، و هو المكان الذي أقام فيه رسول اللّه عند رجوعه من مكة إلى المدينة و كان يصلي فيه ، فقد روى الكليني في الكافي مجموعة من الروايات منها هذه الرواية المعتبرة عن معاوية بن عمار قال : " قال ابو عبد اللّه ( عليه السلام ) : إذا انصرفت من مكة الى المدينة و انتهيت إلى ذي الحليفة و أنت راجع إلى المدينة من مكة ، فأتِ معرّس النبي ( صلى الله عليه و آله ) ، فإن كنت في وقت صلاة مكتوبة أو نافلة فصل فيه ، و ان كان [64] في غير وقت صلاة مكتوبة فانزل فيه قليلاً ، فإن رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) قد كان يعرّس فيه و يصلّي فيه " [65] .و في الطريق بين مكة و المدينة يوجد مسجد الغدير ، و هو الموضع الذي اقام فيه رسول اللّه في غدير خم و نصب فيه علياً ( عليه السلام ) للامامة و الولاية .فقد روى الكليني بسند معتبر عن عبد الرحمن بن الحجاج ، قال : " سألت ابا ابراهيم ( عليه السلام ) عن الصلاة في مسجد غدير خم بالنهار و أنا مسافر ، فقال : صل فيه فإن فيه فضلاً ، و قد كان أبي يأمر بذلك " [66] .4 ـ الكوفة و مساجدها :للكوفة في نظر اهل البيت ( عليهم السلام ) منزلة خاصة ، سواء في البعد التاريخي أو في البعد السياسي و موقفها الولائلي لاهل البيت ( عليهم السلام ) ، أو في البعد الثقافي و دورها في حمل رسالة وثقافة اهل البيت ( عليهم السلام ) ، أو في بعدها المستقبلي و الادوار التي يمكن أن تقوم بها .و قد وردت روايات كثيرة تبلغ حد الاستفاضة إن لم نقل التواتر عن اهل البيت ، تؤكد هذه المنزلة الخاصة لها إجمالاً و بقطع النظر عن بعض التفاصيل التي لا يمكن إثباتها بالطرق العلمية .و يؤكد هذه الحقائق التي رواها الرواة عن اهل البيت ( عليهم السلام ) نتائج بعض الدراسات العلمية ( الاثارية ) ، و كذلك بعض النصوص القديمة الاصلية للكتب الدينية كالتوراة و الزبور [67] .فعن ابي بكر الحضرمي ، عن ابي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال : " قلت له : أي البقاع أفضل بعد حرم اللّه و حرم رسوله ؟ قال : الكوفة يا ابا بكر ، هي الزكية الطاهرة ، فيها قبور النبيين و المرسلين و غير المرسلين و الاوصياء الصادقين ، و فيها مسجد سهيل الذي لم يبعث اللّه نبياً إلاّ و قد صلّى فيه ، و فيها يظهر عدل اللّه ، و فيها يكون قائمه و القوام من بعده ، و هي منازل النبيين و الاوصياء و الصالحين " [68] .و عن سليم مولى طربال و غيره قال : " قال ابو عبد اللّه ( عليه السلام ) : نفقة درهم بالكوفة تحسب بمئة درهم فيما سواها ، و ركعتان فيها تحسب بمئة ركعة " [69] .و عن عاصم بن عبد الواحد المديني قال : " سمعت أبا عبد اللّه ( عليه السلام ) يقول : مكة حرم اللّه ، و المدينة حرم محمد ( صلى الله عليه و آله ) ، و الكوفة حرم علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) . إن علياً حرَّم من الكوفة ما حرّم ابراهيم من مكة و ما حرّم محمد ( صلى الله عليه و آله ) من المدينة " [70] .و عن اسحاق بن يزداد قال : " أتى رجل ابا عبد اللّه ( عليه السلام ) فقال : إني قد ضربت على كل شيء لي ذهباً و فضة و بعت ضياعي فقلت : أنزل مكة ، فقال : لا تفعل فإن اهل مكة يكفرون باللّه جهرة ، قال : ففي حرم رسول اللّه ؟ قال : هم شرّ منهم ، قال : فأين انزل ؟ قال : عليك بالعراق الكوفة ، فإن البركة منها على اثني عشر ميلاً هكذا و هكذا ، و إلى جانبها قبر ما أتاه مكروب قطّ و لا ملهوف إلاّ فرّج اللّه عنه " [71] .و عن أبي أسامة ، عن ابي عبد اللّه ( عليه السلام ) قال : " سمعته يقول : الكوفة روضة من رياض الجنة ، فيها قبر نوح و ابراهيم ( عليهما السلام ) و قبر ثلاثمئة نبي و سبعين نبياً و ستمائة وصيّ و قبر سيد الاوصياء امير المؤمنين ( عليه السلام ) " [72] .إلى جانب هذه الابعاد نجد مجموعة من الاماكن المقدسة في الكوفة تزيدها اهمية و فضلاً و قدسية .أ ـ المسجد الاعظم في الكوفة :و يأتي المسجد الاعظم في الكوفة في مقدمة هذه الاماكن المقدسة ، إذ وردت في قدسيته و فضل الصلاة و العبادة فيه روايات كثيرة عن اهل البيت ( عليهم السلام ) نذكر بعضها .فقد روى الكليني في الكافي و الصدوق في المجالس و الامالي و البرقي في المحاسن و ابن قولويه في كامل الزيارات و الشيخ الطوسي في التهذيب بسند عن هارون بن خارجة ، عن ابي عبد اللّه ( عليه السلام ) قال : " قال لي : يا هارون بن خارجه ، كم بينك و بين مسجد الكوفة ، يكون ميلاً ؟ قلت : لا ، قال : فتصلّي فيه الصلوات كلها ؟ قلت : لا ، قال : أما لو كنت بحضرته لرجوت أن لا تفوتني فيه صلاة ، و تدري ما فضل ذلك الموضع ؟ ما من عبد صالح و لا نبيّ إلاّ و قد صلّى في مسجد كوفان ، حتى إن رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) لما أسري به قال له جبرئيل : أتدري أين أنت الساعة يا رسول اللّه ؟ قال : أنت مقابل مسجد كوفان . قال : فاستأذن لي ربي حتى آتيه فاُصلّي ركعتين ، فاستأذن اللّه عَزَّ و جَلَّ فأذن له ، و إن ميمنته لروضة من رياض الجنة ، و إن وسطه لروضة من رياض الجنة ، و إن مؤخرّه لروضة من رياض الجنة ، و إن الصلاة المكتوبة فيه لتعدل بألف صلاة ، و إن النافلة فيه لتعدل بخمسمئة صلاة ، و إن الجلوس فيه بغير تلاوة و لا ذكر لعبادة ، و لو علم الناس ما فيه لاتوه و لو حبواً " [73] .كما روى الشيخ الطوسي في التهذيب و الصدوق في من لا يحضره الفقيه عن علي بن مهزيار بإسناد له قال : " قال ابو عبد اللّه ( عليه السلام ) : حد مسجد الكوفة آخر السراجين خطه آدم ، و أنا أكره أن ادخله راكباً ، قال : قلت : فمن غيّره عن خطّته ؟ قال : أمّا أوّل ذلك فالطوفان في زمن نوح ، ثم غيّره أصحاب كسرى و النعمان ، ثم غيّره زياد بن أبي سفيان " [74] .و عن نجم بن حطيم ، عن ابي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال : " لو يعلم الناس ما في مسجد الكوفة لأعدّوا له الزاد و الرواحل من مكان بعيد ، إن صلاة فريضة فيه تعدل حجة ، و صلاة نافلة فيه تعدل عمرة " [75] .كما روى الصدوق في الفقيه بسند عن امير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : " لا تشدّ الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد ، المسجد الحرام ، و مسجد الرسول ( صلى الله عليه و آله ) ، و مسجد الكوفة " [76] .و عن الاصبغ بن نباتة أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : " يا أهل الكوفة ، لقد حباكم اللّه عَزَّ و جَلَّ بما لم يحب به أحداً ، من فضل مصلاّكم بيت آدم و بيت نوح و بيت ادريس ، و مصلّى ابراهيم الخليل ، و مصلّى أخي الخضر ، و مصلاّي ، و إن مسجدكم هذا لاحد المساجد الاربعة التي اختارها اللّه عَزَّ و جَلَّ لاهلها ، و كأني به قد أتي به يوم القيامة في ثوبين أبيضين بتشبّه بالمحرم و يشفع لاهله و لمن يصلّي فيه فلا ترد شفاعته ، و لا تذهب الايام و الليالي حتى ينصب الحجر الاسود فيه ، و ليأتين عليه زمان يكون مصلّى المهدي من ولدي ، و مصلّى كل مؤمن ، و لا يبقى على الارض مؤمن إلاّ كان به أو حنّ قلبه إليه ، فلا تهجروه و تقرّبوا إلى اللّه عَزَّ و جَلَّ بالصلاة فيه و ارغبوا إليه في قضاء حوائجكم ، فلو يعلم الناس ما فيه من البركة لاتوه من اقطار الارض و لو حبواً على الثلج " [77] .و قد جاء في الروايات ترجيحه على المسجد الاقصى في الفضل و الثواب .فعن محمد بن يعقوب ، عن ابي عبد اللّه ( عليه السلام ) قال : " جاء رجل إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) و هو في مسجد الكوفة فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته ، فردّ عليه فقال : جعلت فداك إني أردت المسجد الاقصى فأردت أن اُسلّم عليك و أودّعك ، فقال له و أيّ شيء أردت بذلك ؟ قال الفضل جعلت فداك ، قال : فبع راحلتك و كل زادك و صلّ في هذا المسجد ، فإنّ الصلاة المكتوبة فيه حجة مبرورة و النافلة عمرة مبرورة و البركة منه على اثني عشر ميلاً يمينه يمن و يساره مكر ، و في وسطه عين من دهن و عين من لبن و عين من ماء شراب للمؤمنين ، و عين من ماء طاهر للمؤمنين منه سارت سفينة نوح ، و كان في نسر و يغوث و يعوق ، و صلّى فيه سبعون نبياً و سبعون وصيّاً أنا أحدهم ـ و قال بيده في صدره ـ ما دعا فيه مكروب بمسألة في حاجة من الحوائج إلاّ أجابه اللّه تعالى و فرج عنه كربته " [78] .و في مسجد الكوفة مقامات الانبياء و ائمة اهل البيت كما أشير إلى ذلك في الروايات ، ففيها أن من معالم المسجد مقام امير المؤمنين ( عليه السلام ) عند الاسطوانة السابعة ، و مقام الحسن ( عليه السلام ) عند الاسطوانة الخامسة ، و مقام ابراهيم عند الاسطوانة الثالثة ، و مقام جبرائيل عند الخامسة مما يلي باب كندة [79] .و توجد لمسجد الكوفة اعمال و صلوات و ادعية و مناجاة وردت في كتب الدعاء و الزيارة ، منها صلاة الحاجة بركعتين يقرأ في كل منها بالحمد و المعوذتين و الاخلاص و الكافرون و النصر و القدر ، ثم يسبح تسبيح الزهراء بعد التسليم و يسأل اللّه تعالى حاجته فانها تقضى إن شاء اللّه و يستجاب دعاؤه فيها [80] .ب ـ قبر الامام علي ( عليه السلام ) و وادي السلام :و في الكوفة قبر الامام علي ( عليه السلام ) الذي يوجد في ( ظهر الكوفة ) عند الربوات البيض ، وتسمى هذه المنطقة ( بالغري ) و النجف ، وقد كانت خالية من الزرع و يدفن فيها اموات الكوفة بعد ظهور قبر الامام علي ( عليه السلام ) ، و قد تأسست مدينة النجف الاشرف حول قبره حتى اصبحت هي مركز المحافظة و المدينة الام ، و أصبحت مدينة الكوفة ( قضاء ) تابعاً لها [81] .و قد تحدثنا سابقاً عن زيارته و فضلها و اشرنا في ضمن هذا الحديث إلى فضل هذا المكان المقدس .فعن نصير الدين الطوسي ، عن محمد بن محمد بن الفضل ابن بنت داود السرّقي قال : " قال الصادق ( عليه السلام ) : أربع بقاع ضجّت إلى اللّه أيام الطوفان : البيت المعمور فرفعه اللّه ، و الغري و كربلا و طوس " [82] .و عن محمد بن علي بن الحسن العلوي في كتاب فضل الكوفة بإسناد رفعه إلى عقبة بن علقمة ابي الجنوب قال : " اشترى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ما بين الخورنق إلى الحيرة في الكوفة ، و في حديث ما بين النجف إلى الحيرة إلى الكوفة من الدّهاقين بأربعين الف درهم ، و أشهد على شرائه . قال : فقيل له يا أمير المؤمنين تشتري هذا بهذا المال و ليس ينبت حظاً ؟ فقال : سمعت من رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) يقول : كوفان كوفان يردّ أوّلها على آخرها ، يحشر من ظهرها سبعون الفاً يدخلون الجنة بغير حساب ، فاشتهيت أن يحشروا من ملكي " [83] .و عن بدر بن خليل الاسدي ، عن رجل من اهل الشام قال : " قال أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه : أوّل بقعة عبد اللّه عليها ظهر الكوفة ، لما أمر اللّه الملائكة أن يسجدوا لادم سجدوا على ظهر الكوفة " [84] .و عن حبّة العرني قال : " خرجت مع امير المؤمنين إلى الظهر فوقف بوادي السلام كأنه مخاطب لاقوام ، فقمت بقيامه حتى أعييت ، ثم جلست حتى مللت ، ثم قمت حتى نالني مثل ما نالني أولاً ، ثم جلست حتى مللت ، ثم قمت و جمعت ردائي ، فقلت يا أمير المؤمنين ، إني قد أشفقت عليك من طول القيام فراحة ساعة ، ثم طرحت الرداء ليجلس عليه فقال : يا حبّة ، إن هو الاّ محادثة مؤمن أو مؤانسته . قال : قلت : يا أمير المؤمنين ، و إنهم لكذلك ؟ قال : نعم لو كشف لك لرأيتهم حلقاً محتبين يتحادثون ، فقلت أجسام أم أرواح ؟ فقال : أرواح ، و ما من مؤمن يموت في بقعة من بقاع الارض إلاّ قيل لروحة : الحقي بوادي السلام ، و إنها لبقعة من جنّة عدن " [85] .و عن صفوان الجمال أنه قال : " خرجت مع الصادق ( عليه السلام ) من المدينة أريد الكوفة ، فلما جزنا بالحيرة قال : يا صفوان ، قلت : لبيك يا بن رسول اللّه ، قال : تخرج المطايا إلى القائم و حدّ الطريق إلى الغريّ ، قال صفوان : فلما صرنا إلى قائم الغري أخرج رشاء معه دقيقاً قد عمل من الكِنبار ، ثم أبعد من القائم مغرِّباً خُطاً كثيرة ، ثم مدّ ذلك الرّشاء حتى إذا انتهى إلى آخره وقف ، ثم ضرب بيده إلى الارض فأخرج منها كفاً من تراب فشمه مليّاً ، ثم أقبل يمشي حتى وقف على موضع القبر الان ، ثم ضرب بيده المباركة إلى التربة فقبض منها قبضة ثم شّمها ، ثم شهق شهقة حتى ظننت أنه فارق الدنيا ، فلما أفاق قال : ههنا واللّه مشهد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ثم خط تخطيطاً فقلت : يابن رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) ما منع الابرار من اهل البيت من إظهار مشهده ؟ قال : حذراً من بني مروان و الخوارج أن تحتال في أذاه ، قال صفوان : فسألت الصادق أبا عبد اللّه ( عليه السلام ) : كيف تزور أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ؟ فقال : يا صفوان ، إذا أردت ذلك فاغتسل والبس ثوبين طاهرين غسيلين أو جديدين و نل شيئاً من الطيّب ، فإن لم تنل أجزاك ، فإذا خرجت من منزلك فقل : اللّهم إني خرجت من منزلي ، و تمم الزيارة و تركتها لطولها " [86].جـ ـ مسجد السهلة :و من جملة الاماكن المقدسة في الكوفة مسجد السهلة ، إذ ورد في فضله عن الامام الصادق ( عليه السلام ) أنه ما من مكروب يأتي مسجد السهلة و يصلي فيه ركعتين بين العشائين ، و يدعو اللّه عَزَّ و جَلَّ إلاّ و فرج اللّه كربته .كما أن الروايات تشير إلى أنه من المساجد التي صلى فيها الانبياء و الصالحون منذ ابراهيم ( عليه السلام ) بل قبله .فقد روى الكليني عن عبد اللّه بن أبان قال : " دخلنا على أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) فسألنا : أفيكم أحد عنده علم عمّي زيد بن عليّ ؟ فقال له رجل من القوم : أنا عندي علم من عمّك ، كنّا عنده ذات ليلة في دار معاوية ابن إسحاق الانصاري إذ قال : انطلقوا بنا نصلي في مسجد السهلة ، فقال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : وفعل ؟ فقال : لا ، جاءه أمر فشغله عن الذهاب ، فقال : أما واللّه لو استعاذ اللّه به حولاً لاعاذه ، أما علمت أنه موضع بيت إدريس النبي ( عليه السلام ) الذي كان يخيط فيه ، و منه سار ابراهيم إلى اليمن بالعمالقة ، و فيه سار داود إلى جالوت ، و إن فيه لصخرة خضراء فيها مثال كلّ نبيّ ، و من تحت تلك الصخرة أُخذت طينة كل نبيّ ، و إنه لمناخ الراكب . قيل : و من [87] الراكب ؟ قال : الخضر ( عليه السلام ) " [88] .و كذلك عن صالح بن أبي الاسود قال : " قال ابو عبد اللّه ( عليه السلام ) : و ذكر مسجد السهلة فقال : أما إنه منزل صاحبنا إذا قام بأهله " [89] .و عن عبد الرحمان بن سعيد الخزّار ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) قال : " قال : بالكوفة مسجد يقال له مسجد السهلة ، لو أن عمّي زيداً أتاه فصلى فيه و استجار اللّه لاجاره عشرين سنة . فيه مناخ الراكب ، و بيت ادريس النبي ، و ما أتاه مكروب قط فصلّى فيه بين العشائين و دعى اللّه إلاّ فرج اللّه كربته " [90] .5 ـ حرم الامام الحسين ( الحائر الحسيني ) :لقد تحدثنا في مبحث الزيارات عن الثواب العظيم و الاجر الجزيل و الفضل الكبير لزيارة سيد الشهداء أبي عبد اللّه الحسين ( عليه السلام ) التي تحظى بأهمية خاصة و متميزة من بين الزيارات ، باعتبار خصوصية واقعة كربلاء و مداليلها الروحية و الثقافية و السياسية الفرديه و الجماعية .يضاف إلى ذلك أن الحرم الحسيني ( الحائر الحسيني ) يختص بفضل كبير أيضا يكاد ألاّ يضاهيه فضل آخر باعتبار الخصوصيات المشار إليها آنفاً .و قد جاء في تحديد الحائر الحسيني و فضله روايات ، منها ما رواه الكليني و الشيخ ابن قولويه و الشيخ الطوسي بأسانيد معتبرة عن الصادق ( عليه السلام ) : " إن لموضع قبر الحسين ( عليه السلام ) حرمة معروفة من عرفها و استجار بها أجير ، قلت : فصف لي موضعها ، قال : امسح من موضع قبره اليوم خمسة و عشرين ذراعاً من ناحية رجليه وخ مسة و عشرين ذراعاً من ناحية رأسه ، و موضع قبره من يوم دفن روضة من رياض الجنة ، و منه معراج تعرج فيه بأعمال زوّاره إلى السماء ، و ما من ملك في السماء و لا في الارض إلاّ و هم يسألون اللّه أن يأذن لهم في زيارة قبر الحسين ( عليه السلام ) ، ففوج ينزل و فوج يعرج " [91] .و عن عمر بن ثابت ، عن أبيه ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : " خلق اللّه كربلا قبل أن يخلق الكعبة بأربعة و عشرين الف عام ، و قدّسها و بارك عليها ، فما زالت قبل أن يخلق اللّه الخلق مقدّسة مباركة و لا تزال كذلك ، و جعلها اللّه أفضل الارض في الجنّة " [92] .و عن محمد بن سنان ، عمن حدّثه ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) قال : " خرج أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يسير بالناس ، حتى إذا كان من كربلا على مسيرة ميل أو ميلين تقدّم بين أيديهم ، حتى إذا صار بمصارع الشهداء قال : قبر فيها مئتا نبيّ ، و مئتا وصيّ ، و مئتا سبط شهداء بأتباعهم ، فطاف بها على بغلته خارجاً رجليه من الركاب و أنشأ يقول : مناخ و كاف و مصارع شهداء لا يسبقهم من كان قبلهم ، و لا يلحقهم من كان بعدهم " [93] .و قد جعل اللّه سبحانه و تعالى لهذا الحرم الشريف و البقعة المباركة آثاراً خارجية وضعية مضافةً إلى قدسيتها و الثواب المترتب عليها ، و منها تحقق الشفاء بتناول تربته الشريفة ، و لذا افتى الفقهاء بجواز تناول القدر القليل من هذه التربة للاستشفاء بالرغم من فتواهم بحرمة اكل الطين " [94] .و قد وردت روايات عديدة في استحباب الاستشفاء بتربته نذكر بعضها .روى الكليني ، عن يونس بن الربيع ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) قال : " عند رأس الحسين ( عليه السلام ) لتربة حمراء فيها شفاء من كل داء إلاّ السام " [95] .و عن ابن أبي يعفور قال : " قلت لابي عبد اللّه ( عليه السلام ) : يأخذ الانسان من طين قبر الحسين ( عليه السلام ) فينتفع به و يأخذ غيره فلا ينتفع به ، فقال : لا واللّه لا يأخذه أحد وىهو يرى أن اللّه ينفعه به إلاّ نفعه به " [96] .وعن الطوسي ، عن زيد الشحام ، عن الصادق ( عليه السلام ) قال : " إن اللّه جعل تربة الحسين شفاء من كل داء ، وىأماناً من كل خوف ، فإذا اخذها أحدكم فليقبّلها و ليضعها على عينه ، و ليمرّها على سائر جسده ، و ليقل : اللّهم بحق هذه التربة ، و بحق من حلّ بها و ثوى فيها و بحق أبيه و أمّه و أخيه و الائمة من ولده ، و بحق الملائكة الحافين به إلاّ جعلتها شفاء من كل داء ، و برءاً من كل مرض ، و نجاة من كل آفة ، و حرزا مما أخاف و أحذر ، ثم يستعملها . قال ابو أسامة : فإني استعملتها من دهري الاطول كما قال و وصف أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) ، فما رأيت بحمد اللّه مكروهاً " [97] .كما يستحب اتخاذ المسبحة من تربته الشريفة حيث يكون من آثارها أن يكتب له التسبيح حتى لو غفل عنه .فعن محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري قال : " كتبت إلى الفقيه أسأله : هل يجوز أن يسبح الرجل بطين القبر ؟ و هل فيه فضل ؟ فأجاب و قرأت التوقيع و منه نسخت : تسبّح به ، فما في شيء من السبح أفضل منه ، و من فضله أن المسبّح ينسى التسبيح و يدير السبحة فيكتب له ذلك التسبيح " [98] .و من هذه الاثار استجابة الدعاء تحت قبته الشريفة :فعن احمد بن فهد قال : " روي أن اللّه عوّض الحسين ( عليه السلام ) من قتله أربع خصال : جعل الشفاء في تربته ، و إجابة الدعاء تحت قبته ، و الائمة من ذريّته ، و ألاّ تعدّ أيّام زائريه من أعمارهم " [99] .و عن شعيب العقرقوفي ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) قال : " قلت له : من أتى قبر الحسين ( عليه السلام ) ماله من الاجر و الثواب ؟ قال : يا شعيب ، ما صلّى عنده أحد و دعا دعوة إلاّ استجيب عاجلة و آجلة ، قلت : زدني ، قال : أيسر ما يقال لزائر الحسين ( عليه السلام ) : قد غفر لك فاستأنف اليوم عملاً جديداً " [100] .و قد ورد أيضاً في ثواب الصلاة و العبادة عند قبر الحسين ( عليه السلام ) روايات عديدة نذكر بعضها .فعن جعفر بن محمد بن إبراهيم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : " قال لرجل : يا فلان ، ما يمنعك إذا عرضت لك حاجة أن تأتي قبر الحسين ( عليه السلام ) فتصلّي عنده أربع ركعات ، ثم تسأل حاجتك ؟ فإن الصلاة المفروضة عنده تعدل حجّة ، و الصلاة النافلة عنده تعدل عمرة " [101] .و عن أبي النمير قال : " قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : إن ولايتنا عرضت على أهل الامصار فلم يقبلها قبول أهل الكوفة شيء ، و ذلك أن قبر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فيه و إن إلى لزقته لقبر آخر ، يعني قبر الحسين ( عليه السلام ) و ما من آت أتاه يصلّي عنده ركعتين أو أربعا ثم سأل اللّه حاجته إلاّ قضاها له ، و إنه ليحفه كل يوم ألف ملك " [102] .و قد ورد في بعض الروايات أن الحائر الحسيني هو احد الاماكن الاربعة التي يخيَّر فيها المسافر بين القصر و التمام و هي ( مكة أو المسجد الحرام ) و ( المدينة أو المسجد النبوي ) و ( مسجد الكوفة ) و ( الحائر الحسيني ) ، و افتى بذلك الكثير من العلماء و المجتهدين [103] .فقد روى حمّاد بن عيسى ، عن ابي عبد اللّه ( عليه السلام ) أنه قال : " من مخزون علم اللّه الاتمام في أربعة مواطن حرم اللّه ، و حرم رسوله ( صلى الله عليه و آله ) ، و حرم امير المؤمنين ( عليه السلام ) ، و حرم الحسين بن علي ( عليه السلام ) " [104] .و كذلك روى زياد القنديّ قال : " قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : يازياد ، أحب لك ما أحب لنفسي و أكره لك ما أكره لنفسي ، أتم الصلاة في الحرمين و بالكوفة و عند قبر الحسين " [105] .6 ـ بيت المقدس و المسجد الاقصى :المسجد الاقصى هو المكان الذي اسرى إليه رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) و اشار إليه القرآن الكريم في قوله : ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ... ﴾ [106] .كما يذكر في بعض الروايات أن معراج رسول اللّه إلى السماء كان من المسجد الاقصى [107] ، و فيه صخرة معروفة بأنها هي موضع المعراج .و قد وردت في فضله روايات معروفة يكاد يجمع عليها جميع المسلمين ، و هي رواية لا تشد الرحال إلاّ إلى مساجد ثلاث : المسجد الحرام و مسجد النبي ( صلى الله عليه و آله ) و المسجد الاقصى .و قد جاءت الروايات عن اهل البيت ( عليهم السلام ) تؤكد هذا الفضل ، فقد روى أبو حمزة الثمالي عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : " المساجد الاربعة المسجد الحرام ، و مسجد رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) ، و مسجد بيت المقدس ، و مسجد الكوفة . يا أبا حمزة ، الفريضة فيها تعدل حجّة ، و النافلة فيها تعدل عمرة " [108] .و كذلك روى السّكوني عن جعفر ، عن أبيه ، عن علي ( عليه السلام ) ، قال : " صلاة في بيت المقدس تعدل الف صلاة ، و صلاة في المسجد الاعظم مئة صلاة ، و صلاة في مسجد القبيلة خمس و عشرون صلاة ، و صلاة في مسجد السّوق اثنتا عشرة صلاة ، و صلاة الرجل في بيته وحده صلاة واحدة " [109] .7 ـ مسجد الخيف :و من الاماكن المقدسة المعروفة بين المسلمين مسجد الخيف بمنى ، و هو المسجد الاعظم فيها ، و قد وردت في فضله احاديث عن اهل البيت كما وردت احاديث اخرى في فضل العبادة فيه و في كيفيتها ايضاً .فقد روى الكليني بسند معتبر عن ابي عبد اللّه الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : " صلّ في مسجد الخيف و هو مسجد منى ، و مكان مسجد رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) على عهده عند المنارة التي في وسط المسجد ، و فوقها إلى القبلة نحواً من ثلاثين ذراعاً و عن يمينها و عن يسارها و خلفها نحواً من ذلك ، قال : فتحرّ ذلك فإن استطعت أن يكون مصلاّك فيه فافعل ، فإنه قد صلّى فيه ألف نبي ، و إنما سمّي الخيف لانه مرتفع من الوادي ، و ما ارتفع عن الوادي سمّي خيفاً " [110] .كما ورد في الصلاة و العبادة فيه ما رواه الصدوق بسند معتبر عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) أنه قال : " من صلّى في مسجد الخيف بمنى مئة ركعة قبل أن يخرج منه عدلت عبادة سبعين عاماً ، و من سبّح اللّه فيه مئة تسبيحة كتب له كأجر عتق رقبة ، و من هلّل اللّه فيه مئة تهليلة عدلت أجر إحياء نسمة ، و من حمد اللّه فيه مئة تحميد عدلت أجر خراج العراقين يتصدق به في سبيل اللّه عَزَّ و جَلَّ " [111] .كما روى الكليني ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) قال : " صل ستّ ركعات في مسجد منى في أصل الصومعة " [112] .8 ـ مسجد براثا :مسجد براثا من المساجد المعروفة في بغداد ، و يقع في الطريق بينها و بين الكاظمية ، و قد تحدث عنه الحموي في معجم البلدان و وردت عن اهل البيت ( عليهم السلام ) روايات في فضله ، و قد تناول الحديث عنه و عن فضله بشيء من التفصيل الشيخ القمي في كتابه مفاتيح الجنان [113] ، و نورد هنا رواية الصدوق في من لا يحضره الفقيه و الشيخ في التهذيب عن الصحابي المعروف جابر بن عبد اللّه الانصاري قال : " صلّى بنا علي ( عليه السلام ) ببراثا بعد رجوعه من قتال الشراة و نحن زهاء عن مئة الف رجل ، فنزل نصراني من صومعته فقال : أين عميد هذا الجيش ؟قلنا : هذا .فأقبل إليه فسلّم عليه ، ثم قال : يا سيّدي أنت نبيّ ؟قال : لا ، النبيّ سيدي قد مات .قال : فأنت وصيّ نبيّ ؟قال : نعم ، ثم قال له : اجلس ، كيف سألت عن هذا ؟فقال : إنما بنيت هذه الصومعة من أجل هذا الموضع و هو براثا ، و قرأت في الكتب المنزلة أنه لا يصلّي في هذا الموضع بهذا الجمع إلاّ نبيّ أو وصيّ نبي ، و قد جئت أُسلم فأسلم و خرج معنا إلى الكوفة .فقال له عليّ ( عليه السلام ) : فمن صلّى ههنا ؟قال : صلّى عيسى بن مريم و أمّه .فقال له عليّ ( عليه السلام ) : فأخبرك من صلّى ههنا؟قال : نعم .قال : الخليل ( عليه السلام ) " [114] .9 ـ مشهد الامام الرضا ( عليه السلام ) :لقد وردت روايات مستفيضة في فضل و ثواب و اهمية زيارة الامام علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) في ارض خراسان ، اشرنا إليها في بحث الزيارات .يضاف إلى ذلك أنه وردت روايات و نصوص تؤكد قدسية هذا المشهد الشريف بالاضافة إلى ثواب زيارة مرقده .و من هذه الروايات عن الصادق ( عليه السلام ) قال : " أربع بقاع ضجّت إلى اللّه تعالى من الغرق أيام الطوفان : البيت المعمور فرفعه اللّه إليه و الغري ، و كربلا ، و طوس " [115] .كما روى الشيخ الصدوق في الفقيه و المجالس و عيون اخبار الرضا بسند معتبر عن الحسن بن علي بن فضال ، عن ابي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال : " إن بخراسان لبقعة يأتي عليها زمان تصير مختلف الملائكة فلا يزال فوج ينزل من السماء و فوج يصعد إلى أن ينفتح في الصور ، فقيل له : و أيّة بقعة هذه ؟ فقال : هي بأرض طوس و هي واللّه روضة من رياض الجنة ، من زارني في تلك البقعة كان كمن زار رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) ، و كتب اللّه تعالى له ثواب الف حجّة مبرورة ، و الف عمرة مقبولة ، و كنت أنا و آبائي شفعاءه يوم القيامة " [116] .و عن الصقر بن دلف قال : " سمعت سيدي علي بن محمد بن علي الرضا ( عليه السلام ) يقول : من كانت له إلى اللّه حاجة فليزر قبر جدّي الرضا ( عليه السلام ) بطوس و هو على غسل ، و ليصل عند رأسه ركعتين ، و ليسأل اللّه تعالى حاجته في قنوته ، فإنه يستجيب له ما لم يسأل مأثماً أو قطيعة رحم . إن موضع قبره لبقعة من بقاع الجنة لا يزورها مؤمن إلاّ أعتقه اللّه تعالى من النار ، و أدخله دار القرار " [117] .10 ـ قم و قبر فاطمة بنت موسى ( عليه السلام ) :لبقعة قم في نظر اهل البيت ( عليهم السلام ) اهمية خاصة و دور مهم في تاريخ و حياة الجماعة الصالحة ، و يبدو أنها في بعدها الثقافي تأتي في المرتبة الثانية بعد الكوفة ، و قد قرن اسمها في كثير من الروايات باسم الكوفة .و تعتبر من الناحية العلمية امتداداً لمدرسة الكوفة و الموقع الثاني بعدها ، حيث هاجر إليها الاشعريون من الكوفة ، و توافد عليها علماء الجماعة الصالحة في مختلف ادوار تاريخهم ، و قد تنبأت بعض النصوص أنها سوف يكون لها الدور الاول في حياة الجماعة الصالحة في المستقبل [118] .و قد تحققت هذه النبوءة بعد الظروف القاسية التي مرت بها مدرسة ( النجف ) في هذا العصر ، و بعد هذا الفضل الكبير الذي أنعم اللّه به على ايران بقيام دولة الاسلام فيها ، و انطلاق العمل البناء و الانجاز العظيم من مدينة قم و بقيادة عالم رباني هو الامام الخميني ( قدس سره ) ، و مشاركة الحوزة العلمية في قم بهذا الدور و العمل بشكل فعّال .و قد ادى ذلك إلى حدوث تطور كبير و مهم في حوزة قم و دورها و مكانتها .و قد كان لقبر السيدة فاطمة بنت الامام موسى الكاظم ( عليه السلام ) دور كبير في تطور و نمو الحالة العلمية و الدينية ، كما ورد في زيارتها من روايات عن الامام الرضا ( عليه السلام ) ، بالاضافة إلى أنها كانت مأوى طبقة مهمة و عالية من الرواة في بعض الادوار . و قد اشرنا في الزيارات إلى استحباب زيارة هذا القبر الشريف ، و أنه من أهم المراقد المعروفة لاولاد الائمة ( عليهم السلام ) [119] .
[1] القران الكريم : سورة التوبة ( 9 ) ، الآية : 18 ، الصفحة : 189 .[2] القران الكريم : سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية : 29 ، الصفحة : 153 .[3] القران الكريم : سورة الجن ( 72 ) ، الآية : 18 ، الصفحة : 573 .[4] و الاية الاولى نص في المسجد بالمعنى الاصطلاحي المعهود ، و اما الايتان الاخريان فيحتمل أن يكون المراد منها مواضع السجود أو فعله .[5] القران الكريم : سورة الحج ( 22 ) ، الآية : 40 ، الصفحة : 337 .[6] لقد تناولت كتب الفقه و الحديث هذه الابعاد في مواضع متعددة ، اهمها البحث في مكان المصلي من كتاب الصلاة .[7] القران الكريم : سورة الكهف ( 18 ) ، الآية : 21 ، الصفحة : 296 .[8] القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 125 ، الصفحة : 19 .[9] القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 158 ، الصفحة : 24 .[10] الكافي : 4 / 202 ، حديث : 2 .[11] القران الكريم : سورة النور ( 24 ) ، الآية : 36 و 37 ، الصفحة : 354 .[12] التاج الجامع للاصول : 1 / 224 ، عن الخمسة و هم : البخاري و مسلم و ابن داود و الترمذي و النسائي ، و سوف نعرف في احاديث اهل البيت ان هذا النوع من الاحترام لا يختص بهذه المساجد .[13] وردت هذه النقاط في العروة الوثقى للسيد الطباطبائي في بحث مكان المصلي ( الاماكن المستحبة ) و ( احكام المسجد ) : 1 / 598 - 600 طبعة محمود الكتابچي و اولاده تاريخ 1399 هـ و قد ذكرناها مع الاختصار و التصرف غير المخل .[14] بحار الانوار : 83 / 385 ، حديث : 63.[15] بحار الانوار: 83 / 367 ، حديث : 25 .[16] القران الكريم : سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية : 96 ، الصفحة : 62 .[17] القران الكريم : سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية : 97 ، الصفحة : 62 .[18] القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 125 ، الصفحة : 19 .[19] سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 125 و 127 ، سورة المائدة ( 5 ) ، الآية : 97 ، سورة الحج ( 22 ) ، الآية : 26 .[20] جامع احاديث الشيعة : 10 / 1 ـ 3 ، حديث :1 و2 و4 و5 و6 .[21] القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 30 ، الصفحة : 6 .[22] جامع احاديث الشيعة : 10 / 5 باب 2 البيت و علة بنائه و طوافه .[23] جامع احاديث الشيعة : 10 / 19 باب 3 .[24] الحزورة منطقة مجاورة للمسجد .[25] جامع احاديث الشيعة : 10 / 23 ـ 25 ، حديث : 1 و3 و4 و5 .[26] جامع احاديث الشيعة : 10 / 25 ، حديث : 8 .[27] جامع احاديث الشيعة : 10 / 25 ، حديث : 12 .[28] جامع احاديث الشيعة : 10 / 27 ، حديث : 5 و 6 .[29] جامع احاديث الشيعة : 10 / 41 .[30] جامع احاديث الشيعة : 10 / 50 ، حديث : 19 .[31] جامع احاديث الشيعة : 10 / 58 ، حديث : 1 و2 .[32] سورة التوبة ( 9 ) ، الآية : 27 .[33] جامع احاديث الشيعة : 10 / 59 ، باب 11 .[34] جامع احاديث الشيعة : 10 / 83 .[35] جامع احاديث الشيعة : 10 / 63 ، حديث : 6 .[36] جامع احاديث الشيعة : 10 / 65 ، عن المحاسن .[37] جامع احاديث الشيعة : 10 / 64 ، عن الكافي .[38] جامع احاديث الشيعة : 10 / 66 ، حديث : 15 ، و هو معتبر برواية ابن ابي عمر عن علي بن عبدا لعزيز .[39] وسائل الشيعة : 3 / 536 ، حديث : 3 و4 و5 و7 و8 و كذلك بحار الانوار : 97 / 146 ـ 148 ، حديث : 4 و 5 و 10 عن الكافي و التهذيب .[40] وسائل الشيعة : 3 / 536 ، حديث :1 و2 .[41] جامع احاديث الشيعة : 10 / 69 رواية ميسرة .[42] القران الكريم : سورة الحج ( 22 ) ، الآية : 25 ، الصفحة : 335 .[43] وسائل الشيعة : 3 / 543 ، حديث : 2 و 3 و 4 .[44] وسائل الشيعة : 3 / 542 ، حديث : 1 .[45] وسائل الشيعة : 3 / 543 ، حديث : 4 .[46] وسائل الشيعة : 3 / 547 ، حديث : 1 .[47] وسائل الشيعة3 : 543 ، حديث : 4 .[48] وسائل الشيعة : 3 / 542 ، حديث : 1 ، و قد أزيلت جميع هذه المعالم ، و الظاهر أن المقصود منه الباب الذي يؤدي الان إلى المنطقة الخلفية من الضريح الموجود فعلاً على قبر الرسول ( صلى الله عليه و آله ) .[49] وسائل الشيعة : 3 / 546 ، حديث : 2 .[50] وسائل الشيعة : 3 / 546 ، حديث : 3 .[51] وسائل الشيعة : 3 / 546 ، حديث : 1 .[52] وسائل الشيعة : 10 / 270 ، حديث : 1 .[53] وسائل الشيعة : 10 / 271 ، حديث : 1 .[54] أبو لبابة : هو بشير بن عبد المنذر الانصاري أحد الصحابة . كان ممن استخلفه رسول اللّه على المدينة في بدر و ضرب له بسهم ، و لاسطوانته قصة هي أن يهود بني قريظة عندما حاصرهم رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) طلبوا الصلح ، فأبى رسول اللّه عليهم ذلك و طلب منهم أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ ، فطلبوا أن يستشيروا في ذلك أبا لبابة ، إذ كان مناصحاً لهم ، فأشار عليهم بعدم قبول ذلك لان وراءه الذبح ، ثم ندم على هذا الموقف و أحسَّ بأنه خيانة لرسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) ، فتاب و ربط نفسه الى هذه الاسطوانة و امتنع عن تناول الطعام سبعة أيام حتى غُشي عليه ، فنزل الوحي بتوبة اللّه عليه ، فلما أخبر بذلك طلب من رسول اللّه أن يفك رباطه . راجع ترجمته في تنقيح المقال : 1 / 175 .[55] وسائل الشيعة : 10 / 274 ، حديث : 1 .[56] القران الكريم : سورة التوبة ( 9 ) ، الآية : 108 ، الصفحة : 204 .[57] وسائل الشيعة : 3 / 548 ، حديث : 3 ، و كذلك : 10 / 278 ، حديث : 5 .[58] وسائل الشيعة : 10 / 275 ، حديث : 1 .[59] وسائل الشيعة10 : 276 ، حديث : 2 .[60] وسائل الشيعة10 : 277 ، حديث : 4 .[61] القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 144 ، الصفحة : 22 .[62] القران الكريم : سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية : 61 ، الصفحة : 57 .[63] مفاتيح الجنان : 334 ـ 335 ، و كتب الحج و الزيارة .[64] و في بعض النسخ " و إن كنت " .[65] وسائل الشيعة : 10 / 289 ، حديث : 1 .[66] وسائل الشيعة: 10 / 292 ، باب 22 .[67] هناك بعض الدراسات قام بها بعض الاخوة في هذا المجال قد يوفق لنشرها في المستقبل .[68] وسائل الشيعة : 3 / 524 ، حديث : 10 .[69] وسائل الشيعة : 3 / 526 ، حديث : 20 .[70] بحار الأنوار : 97 / 399 ، حديث : 43 .[71] بحار الانوار : 97 / 404 ، حديث : 60 .[72] بحار الانوار : 97 / 404 ، حديث : 61 .[73] وسائل الشيعة : 3 / 521 ، حديث : 3 .[74] وسائل الشيعة : 3 / 523 ، حديث : 8 .[75] وسائل الشيعة : 3 / 525 ، حديث : 14 .[76] وسائل الشيعة : 3 / 525 ، حديث : 16 .[77] وسائل الشيعة : 3 / 526 ، حديث : 18 .[78] وسائل الشيعة : 3 / 528 ، حديث : 1 .[79] وسائل الشيعة : 3 / 530 ، باب استحباب الصلاة عند الاسطوانة السابعة والخامسة .[80] وسائل الشيعة : 3 / 532 ، ومفاتيح الجنان : 386 ـ 401 حيث يذكر تفاصيل اعمال مسجد الكوفة .[81] في بحث الشعائر : قسم الزيارات .[82] بحار الأنوار : 97 / 231 ، حديث : 22 .[83] بحار الأنوار : 97 / 231 ، حديث : 21 .[84] بحار الأنوار : 97 / 232 ، حديث : 25 .[85] بحار الأنوار : 97 / 234 ، حديث : 26 .[86] بحار الأنوار : 97 / 235 ، حديث : 1 .[87] في رواية " و ما " .[88] وسائل الشيعة : 3 / 533 ، حديث : 3 .[89] وسائل الشيعة : 3 / 533 ، حديث : 4 .[90] وسائل الشيعة : 3 / 533 ، حديث : 5 .[91] وسائل الشيعة : 10 / 400 ، حديث : 4 .[92] وسائل الشيعة : 10 / 404 ، حديث : 5 .[93] وسائل الشيعة : 10 / 405 ، حديث : 6 .[94] و قد ورد في الحديث عن الامام الكاظم ( عليه السَّلام ) : " و لا تأخذوا من تربتي شيئاً لتبرّكوا به ، فإن كل تربة لنا محرمة إلاّ تربة جدي الحسين بن علي ( عليه السَّلام ) ، فإن اللّه عَزَّ و جَلَّ جعلها شفاء لشيعتنا و اوليائنا " وسائل الشيعة : 10 / 414 .[95] وسائل الشيعة : 10 / 408 ، حديث : 1 .[96] وسائل الشيعة : 10 / 408 ، حديث : 2 .[97] وسائل الشيعة : 10 / 409 ، حديث : 5 .[98] وسائل الشيعة : 10 / 420 ، حديث : 1 .[99] وسائل الشيعة : 10 / 421 ، حديث : 1 .[100] وسائل الشيعة : 10 / 422 ، حديث : 4 .[101] وسائل الشيعة : 10 / 406 ، حديث : 3 .[102] وسائل الشيعة : 10 / 406 ، حديث : 4 .[103] منهاج الصالحين للامام الحكيم : 1 / 361 المسألة 71 ، طـبعة دار التعارف 1396 ، و منهاج.[104] وسائل الشيعة 5 : 543 ، حديث : 1 .[105] وسائل الشيعة 5 : 546 ، حديث : 13 .[106] القران الكريم : سورة الإسراء ( 17 ) ، الآية : 1 ، الصفحة : 282 .[107] نور الثقلين : 3 / 103 ، حديث : 19 ، عن تفسير علي بن إبراهيم .[108] وسائل الشيعة : 3 / 55 ، حديث : 1 ، باب 64 .[109] وسائل الشيعة : 3 / 551 ، حديث : 2 .[110] وسائل الشيعة : 3 / 534 ، حديث : 1 .[111] وسائل الشيعة : 3 / 535 ، حديث : 1 .[112] وسائل الشيعة : 3 / 535 ، حديث : 2 .[113] مفاتيح الجنان : 488 ـ 490 .[114] وسائل الشيعة : 3 / 549 ، حديث : 1 .[115] وسائل الشيعة : 10 / 441 ، حديث : 2 .[116] وسائل الشيعة : 10 / 445 ، حديث : 4 .[117] وسائل الشيعة : 10 / 446 ، حديث : 2 .[118] جاء في تاريخ قم عن ابي عبد اللّه الصادق ( عليه السَّلام ) أنه ذكر كوفة و قال : ستخلو كوفة من المؤمنين و يأزر عنها العلم كما تأزر الحية في جحرها ، ثم يظهر العلم ببلدة يقال لها قم ، و تصير معدناً للعمل و الفضل حتى لا يبقى في الارض مستضعف في الدين حتى المخدّرات في الحجال ، و ذلك عند قرب ظهور قائمنا ، فيجعل اللّه قم و أهله قائمين مقام الجنّة ، و لولا ذلك لساخت الارض بأهلها و لم يبق في الارض حجّة ، فيفيض العلم منه إلى سائر البلاد في المشرق و المغرب ، فيتمّ حجّة اللّه على الخلق حتى لا يبقى أحد على الارض لم يبلغ إليه الدين و العلم ، ثم يظهر القائم ( عليه السَّلام ) و يسير سبباً لنقمة اللّه و سخطه على العباد ; لان اللّه لا ينتقم من العباد إلاّ بعد إنكارهم حجّة " عن بحار الانوار : 57 / 213 ، حديث : 23 .[119] راجع مفاتيح الجنان : 562 ، فقد نقل عن الصدوق أنه روى بسنده كالصحيح عن سعد بن سعد عن الرضا ( عليه السَّلام ) أنه قال : " من زارها فله الجنّة " و بسند معتبر آخر عن الامام الجواد ( عليه السَّلام ) قال : " من زار قبر عمتي بقم فله الجنّة " و نقل عن المجلسي أن الرضا ( عليه السَّلام ) قال لسعد الاشعري القمي : " يا سعد ، عندكم لنا قبر ، قلت : جعلت فداك ، قبر فاطمة بن موسى بن جعفر ( عليه السَّلام ) ؟ قال : بلى ، من زارها عارفاً بحقها فله الجنّة . . . " ...........اعداد القسم الثقافيمركز الرافدين للدراسات والبحوث الاستراتيجيةhttp://www.alrafedein.com/
https://telegram.me/buratha