المدن الإقتصادية هي مدن حضارية تتسم بالحيوية وجمال التصميم والذي يعكس قوتها الإقتصادية وتعتمد هذه المدن
على مايسمى بالمروج الخظراء Green Fields,وإن أهداف المدن الإقتصادية هي:
اولاً:الإرتقاء بتوازن الإقتصاد الإقليمي.
ثانياً:تحقيق التنوع الإقتصادي.
ثالثاً:إستحداث الوظائف.
رابعاً:زيادة التنافسية.
وتتسم هذه المدن بالريادة في الطاقة,للحصول على نسبة متدنية من التلوث والتصميم البيئي والإرتقاء بالاداءالفعال بالطاقة والمرافق الرياضية المتطورة ومستويات قياسية للعيش ومدارس للأطفال تقدم مناهج عالمية ,ومكاناً مريحاً لرجال الاعمال ولعائلاتهم,والتصميم الحديث للمباني وشبكة الربط الكلي والدائم ووجود حوافز إستثمار جاذبة,وتقديم الخدمات للمستثمرين خلال مدة لاتتجاوز( 60 )دقيقة وعلى مدار الساعة وخلال جميع ايام الإسبوع, بالاضافة إلى وضع الضوابط التي تحدد أفضل المواصفات والمقاييس العلمية لجميع أعمال البنية التحتية للمدن الإقتصادية.
يعتمد مقياس القوة الإقتصادية للمدن على ضخامة المدن والناتج المحلي ونمو الدخل النسبي وفي أحدث تقرير لوحدة البحوث الإقتصادية التابعة لمجلة الإيكونومست في العدد الخاص في 13 اٌذار 2012والخاص ب(المؤشر الدولي لتنافسية المدن),والمذكورة أعلاه وتصدرت المدن الصينية تيانجين,وتشبنشن ,وداليان لائحة المدن الثلاثين الأقوى إقتصادياًفي العالم,وجاءت نيويورك التسلسل الرابع,وهناك مقاييس إقتصادية أخرى للقوة الإقتصادية للمدن( مقياس النضج المالي,البيئة والأخطار الطبيعية , ورأس المال البشري والمالي),والمدن الأكثر تنافسية في العالم هي لندن,باريس, زيورخ, فرانكفورت,جنيف,امستردام,وغيرها.
وتهتم مؤسسة بروكينغس بالمدن الإقتصادية, حيث قسمت العالم في دراستها إلى مناطق ,وتعني كلمة منطقة بالمنطقة إلأقتصادية,والتي يمكن أن تضم مدينة وضواحيها اوعدداًمن المدن في دولة معينة,وفي دراسة لهذه المؤسسة نشرت في مجلة ((Global Metro Moniter Zonحول الأداء الأداء الإقتصادي ل200 دولة في العالم,إحتلت مدينة شنغهاي
المرتبة الاولى في معدل نمو المدن الإقتصادية في العالم فبلغ معدل نمو الدخل (8, 9%),ومعدل نمو التوظيف (8 ,5 %),ونصيب الفرد من التاتج المحلي الإجمالي(027 , 9) دولاراُ وترتبط المدن الإقتصادية بعلاقات تبادل تجاري وإقتصادي وثيق.
وفي نفس الإتجاه نشير إلى إستخدام المدن الذكية عن طريق الإستدامة التشغيلية لمشاريع البنية التحتية للمدن الذكية
ونشر أنظمة إدارة المباني الذكية, وتنفيذ أنظمة النقل الذكية للحد من تعطل حركة المرور والتمويل والخدمات المصرفي, إن الخدمات في المدن الذكية تبنى على أساس إندماج الخدمات في نظام واحد سواءً النقل او الغاز او الماء من أجل الحصول على الخدمات بأقل التكاليف وهو الأمر الذي يتوفر في تصاميم المدن الذكية ,وكما يسهل إندماج الخدمات
في نظام معلوماتي واحد,وتساهم مثل هذه المدن في ترشيد الإستهلاك على الأمد الطويل,حيث تقلل من الفقدان من الماء خلال عملية النقل والتي تبلغ 25% في المدن العادية, وفي المدن الذكية يمكن إستخدام جميع الأجهزة المنزلية بواسطة الريمونت الصغير.
إن كون محافظة النجف الأشرف مدينة روحية عالمية,ومزاراً للجنسيات المختلفة كما بينا في الباب الثالث,فلانستبعد من أن تكون مرشحة لكي تكون مركزاً إقتصادياً عالمياً ,إلا إنه إقتصاداً نوعياً وقيمياً وتنافسياً يعطي ملاذاً اُمناً وضمانات كافية للإستثمارات الدولية,والمدينة بصورة عامة تتجه بمواصفات التطور وبشكل متصاعد نحو مدينة تزداد ضخامةًيوماً بعد يوم ,وترتفع فيها دخول الأفراد,والطرق والجسور,وتصميم المباني الحديثة, وكثرة التشجير بعد أن غابت الأشجارعن مركز المحافظة ولفترة طويلة إلا ماندر,ولضمان هذا التحول فإن اول الخطوات هو تغيير التركيبة المهنية والتخصصية للمجتمع,ومن خلال الجدول(20) ,(21) تتضح تلك التركيبة: إن نسبة العاملون من الخدمات والباعة في محافظة النجف الأشرف من أجمالي المهن والتخصصات الأخرى15,5% والعاملون الحرفيون 22,7% والعاملون في المهن الأولية19%وبنسبة كلية57,2%,وإن المهمة الأساسية هي في تخفيض هذه النسبة,لصالح نسبة المهن الأخرى , مثل مشرعون وإدارات عليا والتي تبلغ نسبتهم0,7%والعمال المهرة في الزراعة والصيد و متخصصون التي تبلغ نسبتهم لكل منهما 8,4% بالمقارنة بمحافظة اربيل نرى العمال المهرة في الزراعة والصيد تزداد نسبتهم في أربيل وتبلغ 11,6% وكذلك المتخصصون وبنسبة 11,3% وفنيون متخصصون مساعدون وبنسبة 14,9% وكما تزداد نسبة المشرعون والادارات العليا إلى 1,3% في حين تنخفض نسبة المهن الأخرى,مثل العاملون في الخدمات والباعة وبنسبة 13,9% والمهن الأولية إلى 9,2% وعمال حرفيون إلى 21,3% وبنسبة كلية 44,4%, وعلى الرغم من إرتفاع النسبة إلا إنها منخفضة عن النسبة الكلية المماثلة في محافظة النجف الأشرف ,ولذلك يجب العمل على مساعدة الحرفيون في ألإنتقال إلى أعمال أكثر إنتاجية ونوعية ومهارة ومواكبة التطورات التكنولوجية,والخروج عن التردد والخشية من المخاطرة,إن تحديث نوعية المهن وزيادة التخصص يساهم في بلورة مجتمع,قادر على تقديم السلع الخدمية والمنتجة في أسرع وقت وبأفضل صورة ,كما إنها تحسن مستوى المعيشي وهذا الأمر له التأثير البالغ على مستوى أداء المجتمع,والجدول(22 )يوضح نسبة الأعمال الأجرية ونسبة الأعمال غير الأجرية للمحافظات العراقية ومنها محافظة النجف الأشرف حيث يبلغ نسبة العمل الأجري فيها (54,2% ) ونسبة العمل غير الأجري (55,8) , والذي يدلل على إرتفاع نسبة العمل الأسري وغير النقدي وهو الأمر الذي يقتل الإبداع ويحد من التوسع ويقللمن طرح نماذج جديدة من الأعمال المستحدثة ,بينما ترتفع نسبة العمل الأجري في أربيل إلى (68,4% )و تنخفض نسبة العمل غير الأجري إلى (31,6% )عنهما في محافظة النجف الأشرف , ويكرس مستوى التعليم في المحافظة العمل غير الأجري ويقلل من الحافز نحو تغيير المهنة وزيادة التخصص, حيث تبلغ نسبة الأمية(24% ومن يقرأ فقط( 2,6% )ومن يقرأ ويكتب(23,6%) والأبتدائية( 24,9% ) والمتوسطة (10,1 % ) ,والأعداديات بجميع أنواعها( 6,4%) ,ودبلوم المعاهد (3,7%) والبكالريوس فأعلى (5, 3 %)كما في الجدول(23),ولذلك فأن تقليل الأمية يساعد وبشكل كبير على بناء مجتمع تتوفر في مدينته نقاط الأنطلاق نحو التقدم والتطور ,ولم تبتعد المحافظة في هذه المجالات عن بقية المحافظات العراقية,مثل أربيل فتصل نسبة الأمية إلى نسبة (27% ,ومن يقرأ فقط( 4,2 %),ومن يقرأويكتب (24% ),ومن هم خريجو الأبتدائية( 22,7%) , وخريجو المتوسطة (9,7%),وخريجو الإعدادية (5%) و 2% بكالاريوس فأعلى وهكذ ..
إن تحسين مستويات المجتمع المعرفية يجب ان يصاحبه وضع ستراتيجية عقارية ملائمة , والتركيز على البناء المتميز والمجمعات السكنية المتكاملة ,وعلى سبيل المثال كأطول شارع تجاري في العالم أو مدينة خضراء متكاملة , أو أبراج وغيرها.
35/5/13910
https://telegram.me/buratha