يعد مصطلح الارهاب الأكثر تداولا" وشيوعا" وإثارة" للجدل من غيره, فنحن نسمعه باستمرار في مختلف المجالات سواء كانت المجال الإعلامي او السياسي, بل والأكثر من ذلك إننا نلمس آثاره في العراق من قتل وترويع, يعرف الارهاب في اللغة الانكليزية ب (terrorism) التي تعني الترويع والرعب, كما يعرف في الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب, (بأنه فعل من أفعال العنف أو التهديد به أيا" كان بواعثه وأغراضه يقع تنفيذا" لمشروع إجرامي فردي او جماعي يهدف الى إلقاء الرعب بين الناس وترويعهم وتعريض حياتهم للخطر) (التعريف بالإرهاب ص35), وتتنوع مصادر الارهاب تبعا للأهداف, فقد يكون إرهابا تمارسه دولة كما تفعل إسرائيل مع الشعب الفلسطيني, وقد يكون إرهاب جماعات منظمة كتنظيم القاعدة, وجماعات المرتزقة كما هو الحال في بعض الدول الأفريقية, وتعددت أسبابه كذلك, فمن أول وأهم الأسباب لنشوئه الدول الاستعمارية التي تمثل حاضنة للإرهاب, وذلك لبسط سيطرتها في المنطقة العربية خصوصا, وتتراوح الأسباب الأخرى بين الفقر الذي يمثل أرضا" خصبة له, وبين انضمام بعض الأفراد لهذه الجماعات لأسباب نفسية مثل البحث عن الهوية, وتقدير الذات, من اجل الحصول على القوة والسلطة , فمن أشخاص مشردين وضائعين الى ما يسمى لديهم بالأمير أو القائد حسب اصطلاحهم, وأيضا من الأسباب الأخرى, أن البعض لديهم نوع من الاضطرابات النفسية والميول الإجرامية ورغبة في القتل بسبب خلل بالكروموسوم حسب علم النفس الجنائي والأبحاث الطبية التي أجريت على عدد من المجرمين, وبذلك فأن الانخراط في صفوف هذه الجماعات يحقق لهم مبتغاهم في القتل ويوفر لهم الغطاء أيضا" للقيام بذلك, ومن الملاحظ أن الارهاب لا يندرج ضمن العمل الفردي إلا نادرا", فالطابع الذي يغلب على هذا السلوك والفكر هو التشكيلات والانضمام للمجاميع , التي تكون غاية في التنظيم والتدريب, تتخذ مقرات, وقيادات , ومعسكرات ,وتكون لها شعارات, وتكون مدعومة من دول بعينها في اغلب الأحيان من حيث التمويل والمتابعة والإشراف عليها, والسبب في الانخراط ضمن المجاميع هو ما يسمى بسيكولوجية القتل او ممارسة العنف ضمن المجموعة, ويفسر غوستاف لوبونle bon"" هذا التصرف في كتابه سيكولوجية الجماهير((أن الفرد بمجرد انضوائه داخل صفوف الجمهور ينزل درجات على سلم الحضارة, فهو عندما يكون فردا معزولا ربما يكون متعقلا, ولكن ما إن ينضم للجماعة أو الجمهور فأنه يصبح مقودا بغريزته وبالتالي همجيا" ويتصف بعفوية الكائنات البدائية وعنفها وضراوتها)), وفقا" لهذا الأساس فأن الانضمام للجماعة يحقق الهدف المنشود, فالفرد عندما يكون وحيدا" لا يتمكن من تحقيق المطلوب لأسباب عدة فقد يتردد في الإقدام على القتل, وقد يعود الى طبيعته البشرية للحظات لكن عندما ينخرط ضمن جماعة جميع أفرادها ليس لهم عمل سوى ذلك فأنه سيكون أكثر قدرة وجرأة وأكثر تجردا" من الإنسانية, بالإضافة الى أن الأساليب التي تعتمدها هذه الجماعات هي بث روح الحماسة بين الصفوف وإيهامهم بأن هذا نوع من الجهاد ونصرة للدين, في حين ان ذلك ليس اكثر من مجرد قتل مدفوع الأجر, وتنفيذا" لأجندات خارجية , وتحويل حياة الآمنين ساحة حرب ليس لهم فيها ناقة ولا جمل ولم يقترفوا ذنبا" إلا أن القائمين على هذه الجماعات والممولين لها ,لديهم مصالح وغايات قائمة على القتل وإراقة الدماء, والتلذذ بآلام الضحايا, ويجعلون من هذه الجماعات وسيلة لتحقيق ما يصبون اليه, وبدلا من آن يجدوا أنفسهم مع الحور العين , سيكونون في جهنم خالدين, مصداقا" لقوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم( ومن يقتل مؤمنا" متعمدا" فجزاؤه جهنم خالدا" فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا" عظيما") ,سورة النساء اية93, فطريق الحق واضح وطريق الباطل واضح لا لبس فيه , كيف لا وقد نظم الخالق العظيم العالم وبين الحدود والشرائع من خلال الرسل والكتب السماوية, فمن المستحيل ان يحكم الكون بعد ذلك وفق شريعة الغاب إلا لمن أتخذ من الضلال طريقا" ومن الشيطان صديقا" ولا يؤمن بشرائع السماء وما انزل الخالق جل وعلا, نعم فهذا هو سبيل صناع الموت.
https://telegram.me/buratha