( بقلم : حياة البيضاني )
ان الدافع الحقيقي الذي دفعني الى كتابة هذا البحث المتواضع هو لايضاح الفكر الشيعي كمذهب اسلامي لكل من يجهل اويتجاهل هذا الفكر ولكل من ينبز اتباعه بكل ماهو بعيد عن خلق الشريعة الاسلامية دون اطلاع .واردت منخلال جهدي المتواضع هذا ان او ضح هذا الفكر للاوساط الاسلامية وغير الاسلامية في وقت تكالب على اتباع هذا الفكر الكثيرون واصدروا فيهم شتى الفتاوى الظالمة ، وتصدر هذه الفتاوى في وقت نحن فيه بامس الحاجة الى الوحدة والتوحد ونبذ الخلافات والفرقة والتشتت ولاباس بان نكون طوائف متعددة من دون ان تكون هناك طائفية ،ولهذا بحثت عن مصدر يعينني في بحثي هذا فلم اجد افضل من كتاب( اصل الشيعة واصولها للعلامة المصلح محمد حسين آل كاشف الغطاء ) وهذا الكتاب يستند مؤلفه الى مصادر غير شيعية ،لذلك لم اجد انفع ولا اوضح من هذا الكتاب ولقد اعاد نشره الكاتب محمد كاظم المظفر وهذا الكاتب يذكر (ان هذا الكتاب من من انفع الكتب واكثرها صدقا وتحريا على الواقع )ولهذا لقي العناية الفائقة واحتاج الى اعادة طبعه عدة مرات ،كما ترجم الى اللغات الحية كالانكليزية والهندية والفارسية .ويبدا الكاتب في بيان مبدا التشيع واسباب نشؤه ونموه ثم بيان اصوله ومعتدقداته لذا اذكر بدوري كل من اصدر فتاوى في ابادة الشيعة بقوله تعالى ((وقاتلوا الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لايحب المعتدين ))صدق الله العلي العظيم .فاقول لهؤلاء باي ذنب يكفر الشيعة ولاي ذنب تصدر فيهم الفتاوى تلو الفتاوى والتي تبيح دمهم واموالهم واعراضهم ؟؟؟وفي الحقيقة مما زاد من اصراري على البحث والكتابة هو مارايته من تحريف وتحريض في بعض المواقع على الانترنت وذلك كي استطيع الرد على الافتراءات التي ينشرها البعض فاستندت في ردي هذا على كتاب اصل الشيعة واصولها والذي نال الثقة والشكر والامتنان من بعض المستشرقين وعلماء الغة البارزين امثال (( اغناطيوس كراتشكوفسكي في لينين (غراد روسيا) وشخت في كونيكوسوج (المانيا) وكذلك العلامة احمد زكي باشا وغيرهم يستطيع القارئ ان اراد الاستزادة العودة الى نفس الكتاب المذكور )) .
وسنبدا اولا في بيان مبدا التشيع واسباب نشؤه ونموه ثم بيان اصوله ومعتقداته ،فالتشيع اول من وضع بذرته الاولى في حقل الاسلام هو نفس صاحب الشريعة الاسلامية ،وهذا يعني ان بذرة التشيع وضعت مع بذرة الاسلام الاولى جنبا الى جنب والشاهد على ذلك احاديث الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم )وهذه الاحاديث ليست مروية من طرف الشيعة او رواة الامامية حتى يقال عنهم بانهم يقولون بالرجعة او ان روايتهم غير صحيحة ،بل هي من نفس احاديث علماء السنة واعلامهم ومنها مارواه السيوطي في كتابه (الدر المنثور في تفسير كتاب الله الماثور )في تفسير قوله تعالى ((اولئك هم خير البرية )) قال :اخرج ابن عساكر عن جابر ابن عبد الله قال :كنا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاقبل علي عليه السلام فقال((والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ،ثم نزلت الآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم ((إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية )) صدق الله العلي العظيم .
واخرج ابن عدي عن ابن عباس قال :لما نزلت (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) قال رسول الله لعلي :هو انت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ،ويورد العلامة المصلح امثلة كثيرة عن نفس الآية الكريمة على هذا النحو ومنها (كتاب نهاية ابن الاثير مانصه في مادة قمح والزمخشري في ربيع الابرار).
فاذا كان نفس صاحب الشريعة الاسلامية ذكر شيعة وينوه عنهم بانهم الآمنون يوم القيامة وهم الفائزون والراضون المرضيون ولاشك ان كل معتقد بنبوته يصدقه فيما يقول وانه لاينطق عن الهوى ،إن هو الا وحي يوحى .
ويقول الكاتب ايضا ((نعم وهكذا كان الامر فان عددا ليس بالقليل اختصوا في حياة النبي بعلي ولازموه وجعلوه إماما كمبلغ عن الرسول وشارح ومفسر لتعاليمه واسرار حكمه واحكامه وصاروا يعرفون بانهم شيعة علي كعلم خاص بهم كما نص على ذلك اهل اللغة راجع كتاب (النهاية ،ولسان العرب )تجدهم ينصون على ان هذا الاسم غلب على اتباع عليٍ وولده ومن يواليهم حتى صار اسما خاصا بهم .
ثم ان صاحب الشريعة (ويقصد الكاتب هنا الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم )لم يزل يتعاهد تلك البذور ويسقيها بالماء النمير العذب من كلماته واشاراته واحاديثه المشهورة عند ائمة الحديث من علماء السنة فضلا عن الشيعة واكثرها مروي عن الصحيحين (صحيح البخاري وصحيح مسلم) وكذلك صحيح الترمذي ومن احاديثه صلى الله عليه وآله وسلم :1- (علي مني بمنزلة هارون من موسى )2- (لايحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق ) ويقصد الرسول الكريم هنا ان من يبغض عليا ماهو الامنافق ومن يحبه الامؤمن .3- (وقوله (لاعطين الراية غدا ًرجلاًيحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله )4- (وقوله :إني تارك فيكم الثقلين ،كتاب الله وعترتي اهل بيتي ما ان تمسككتم بهما لن تضلوا )5- (علي مع الحق والحق مع علي )6- إذن هذه هي احاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن علي عليه السلام وعن شيعته ومحبيه ماخوذة من مصادر علماء السنة فضلا عن الشيعة . وبعد ان بينا اسباب نشوء هذا الفكر الاسلامي ومن وضع بذرته الاولى ننتقل الى ((عقائد الشيعة اصولاٍ وفروعاًفنقول إن الدين ينحصر في قضايا خمس وهي ( 1-معرفة الخالق 2- معرفة المبلغ عنه 3- معرفة ماتعبدبه والعمل به 4-الاخذ بالفضيلة ورفض الرذيلة 5-الاعتقاد بالمعاد والدنيوية ).. فالدين علم وعمل (وان الدين عند الله الاسلام والاسلام والايمان مترادفان ويطلقان على معنى اعم يعتمد على ثلاثة اركان (التوحيد والنبوة والمعاد ،فلو انكر الرجل واحدأمنها فليس بمسلم ولا بمؤمن )وهنا يسترسل صاحب كتاب اصل الشيعة واصولها في هذا الموضوع ويعطي شرحاً وافيا الى ان يصل الى قوله (إن الاسلام والايمان مترادفان يطلقان على ثلاثة اركان ( التوحيد والنبوة والمعاد ويطلقان على معنى اخص يعتمد على تلك الاركان الثلاثة وركن رابع هو العمل بالدعائم التي بني عليها الاسلام وهي خمس : الصلاة ، الصوم، الزكاة ،الحج والجهاد ) لكن الشيعة الامامية زادوا ركناً خامساً وهو الاعتقاد بالامامية وهذا يعني (ان يعتقد ان الامامة هي منصب الهي كالنبوة ،فكما ان الله سبحانه يختار من يشاء من عباده للنبوة والرسالة ويؤيده بالمعجزة التي هي كنص من الله عليه (وربك يخلق من يشاء ويختار ماكان لهم الخيرة ) وهي منسورة القصص فكذلك يختار للامامة منيشاء ويامر نبيه بالنص عليه ،وان ينصبه إماماًللناس من بعده للقيام بالوظائف التي كان على النبي القيام بها سوى ان الامام لا يوحى اليه كالنبي ،انما يتلقى الاحكام منه مع تسديد الهي .فالنبي مبلغ عن الله والامام مبلغ عن النبي والامامة متسلسلة في اثني عشر كل سابق ينص على الاحق..ويقول الكاتب ايضاً(ان الشيعة يشترطون بان يكون الامام معصوماً عن الخطا والخطيئة كالنبي والا زالت الثقة به والآية الكريمة قال تعالى (إني جاعلك للناس إماماً،قال ومن ذريتي ،قال لا ينال عهدي الظالمين ) فهي صريحة في لزوم العصمة في الامام لمن تدبرها جيداً.ويختص اسم الشيعة اليوم على اطلاقه بالامامية التي تمثل اكبر طائفة في المسلمين بعد طائفة السنة ،والقول الاثني عشر ليس بغريب عن اصول الاسلام وصحاح كتب المسلمين ،فقد روى البخاري وغير ه في صحيحه حديث الاثني عشر خليفة بطرق متعددة منها :نبذة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( ان هذا الامر لاينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة ) وروي (لايزال امر الناس ماضياً ماوليهم اثنا عشر رجلاً) وروي ايضاً (لا يزال الاسلام عزيزاً الى اثني عشر خليفة ) اذن هذا هو اصل الشيعة واصولهم استناداً الى احاديث الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم وهذا هو الجزء الاول من البحث وسنكتب في الجزء الثاني اصول الدين عند الشيعة الامامية ونرجو ان نكون قد افدنا الباحثين عن الحقيقة في زمن كثرت فيه الافتراءات والفتاوى المظلله للناس من قبل ائمة الكفر والتكفير ...............
حياة البيضاني
https://telegram.me/buratha