دراسات

الإمام الحسن العسكري-عليه السلام- والرمزية المقدسة لأهل البيت ....بقلم: صباح محسن كاظم

2771 10:24:00 2013-01-21

 

لا يختلف اثنان في علمية آل البيت الأطهار من أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين وسيد البلاغة وسيد الفصاحة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) الذي قال الرسول الأعظم بعلمه، أعلمكم علي وأقضاكم علي.. ثم إن الأئمة الأطهار الذين كانوا يفتون للأمة ويحلون مشاكلها وكل المعضلات التي تواجهها سواء كانت الفقهية أو السياسية أو العلمية أو الاجتماعية أو الاقتصادية...إلخ ؛

ومن سيرة الإمام الحسن العسكري التي وردت في الروايات والأخبار التي تتحدث عن سيرته وعبادته وعلمه وزهده.. 1- شهادة خصمه عبيدالله بن خاقان لابنه أحمد، فقد قال له، وهو يصف الإمام العسكري (عليه السلام) (لو زالت الخلافة عن بني العباس ما استحقها أحد من بني هاشم غيره، لفضله وعفافه، وصومه، وصلاته، وصيانته، وزهده وجميع أخلاقه (1). 2- قال محمد الشاكري: كان(ع) يجلس في المحراب ويسجد فنام وانتبه وهو ساجد(2). 3- قال أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري: كان الحسن يصوم في السجن فاذا أفطر أكلنا معه من طعام كان يحمله غلامه إليه في غراوة مختومة (3). 4- قال محمد بن إسماعيل: أنَه وهو في السجن كان يصوم النهار، ويقوم الليل كله،لا يتكلم ولا يتشاغل بغير العبادة(4). 5- روى الشيخ المفيد، فقال: (إن الإمام في أحد سجونه سلم إلى نحرير، وكان يضيق عليه ويؤذيه، فقالت له امرأته: إتق الله، فأنت لا تدري من في منزلك، وذكرت له صلاحه وعبادته وقالت: إني أخاف عليك.. 6- ونقل الشيخ الكليني رواية أخرى تتحدث عن عبادة الإمام وزهده وإمضاء وقت السجن في الذكر والعبادة والتوجه إلى الله سبحانه وتعالى مما جعله يؤثر فيمن وكل بسجنه وتعذيبه.. فكان مصباحاً يضيء ما حوله، وشجرة مثمرة ينتفع بها ساقيها (دخل العباسيون على صالح بن وصيف، ودخل عليه صالح بن علي وغيرهم من المنحرفين عن هذه الناحية عندما حبس أبو محمد (عليه السلام) فقال له: ضيق عليه ولا توسع. فقال لهم صالح: ما أصنع به، وقد وكلت به رجلين شر من قدرت عليه، فقد صار من العبادة والصلاة إلى أمر عظيم ثم أمر بإحضار الموكلين به، فقال لهما: ويحكما ما شأنكما في أمر هذا الرجل؟ فقالا له: ما تقول في رجل يصوم نهاره، ويقوم ليله كله، لا يتكلم ،ولا يتشاغل بغير العبادة، فإذا نظَر إلينا ارتعدت فرائصنا وداخلنا مالانملكه من أنفسنا، فلما سمع ذلك العباسيون انصرفوا). إن توظيف هذه السيرة العطرة في الثقافة والوعي الجمعي والإعلام والدراما التلفزيونية والسينمائية يجعل الشباب والمتلقي يلتصق برموزه هؤلاء الأفذاذ العظام في سلوكهم العبادي والأخلاقي،- كما شاهدنا بفلم الرسالة- قبل أكثر من ثلاثين عاما وكم ساهم بنشر الإسلام عالميا حينما اطلع العالم على أخلاق المصطفى الخاتم وأهل بيته وصحبه الأبرار، فترجمة تلك السيرة العطرة وتوظيفها بكل وسائل التعبير الجمالي في المسرح والتشكيل والمناهج التربوية يعد ضرورة لا مناص من الأخذ بها لإيصال الخطاب الإسلامي من خلال الإعلام وبوسائله المختلفة إلى كل أنحاء العالم، فما فائدة هذه المناقب العبقة والعطرة حبيسة التراث الذي لا يقلبه إلا ذو الاختصاص أو عشاقه.. لقد اتخذ الأئمة الأطهار مناهج متعددة في أدوار حياتهم المختلفة ورغم تعدد الأدوار ووحدة الهدف فقد بلغوا ما جاء فيهم بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وتراوحت أساليب عملهم الجهادي والعقائدي 1- عن طريق النصح للحكام والولاة وتوعية القواعد الشعبية والجماهيرية بحقوقها. 2- عن طريق الثورة والكفاح، كثورة الإمام الحسين... وثورات عدة تلتها كالتوابين وثورة المختار وثورة زيد بن علي وثورة الحسين صاحب فخ وجميع الثورات بالتأريخ الإسلامي ضد الطغاة... ربما هناك تساؤل هل حقق الأئمة كل أهدافهم التي يصبون إليها وفق الشريعة المقدسة؟!.. بالطبع للإجابة عن مثل هذا التساؤل الإحاطة بكل الإفرازات للظروف التاريخية والموضوعية وطبيعة الصراع والمجتمعات التي وقفت معهم أو بالضد من إمامتهم بسياق الناس على دين ملوكها،

ورغم القهر التاريخي لبني أمية وبني العباس إلا أن الهدف الأسمى الكلي هو الحفاظ على الرسالة وخطها المحمدي الذي حاول الطغاة من معاوية ويزيد إلى عصرنا هذا الضاج بالفتن، بسبب أصحاب البدع والانحراف والظلمة من الطواغيت إلا أنه لازال الفكر المحمدي المهدوي ومشروع الإصلاح الإسلامي للإنسانية بقيادة العدل المنتظر ومنقذ البشرية من الضلال والكفر يعد هو المنهج الأصوب والمنار الذي يهتدى به ويبقى الدرب الذي سار عليه الصحب الأبرار للنبي وآل النبي وأنصارهم ومحبيهم والعلماء والشهداء مثالا وخطا تحتذى به الإنسانية. إن تفعيل الدور الإعلامي لنصرة آل محمد من خلال الامتثال لفقههم المستقى من جدهم الذي رسمه القرآن الكريم وتجسيد سيرتهم في الإعلام يجعل الأجيال على تماس دائم بهم... إن من شروط ظهور الإمام التكامل في الوعي والإيمان الحقيقي برسالة الإسلام المناهضة للظلم التي تتمثل بسرقة المال العام، والاختلاس، والتزوير،وتفشي النفاق، والظواهر المدمرة كالكذب، والغيبة كل تلك الظواهر تحاول تفكيك المجتمع، وانعدام الثقة فيه، الإيمان الحقيقي يستطيع أن يزرعه الإعلام – بأنواعه - في جسد المجتمع لما له من دور في تشكيل الوعي البنيوي في المجتمعات ولما له من رسالة أخلاقية ومهنية تتسم بالموضوعية والشفافية والمصداقية لنشر القيم الصحيحة. حتى يستخلف الله المؤمنين في الأرض فلا بد من اشتراط الإصلاح، وللإعلام الدور المؤثر في الإصلاح كما أسلفت بالأسطر السابقة ليمكن الله للمؤمنين كما ذكر القرآن الكريم (ليستخلفنهم في الأرض وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا)... 1- (مما لا يتطرق إليه الريب أن أهل البيت (عليهم السلام) بمجموعهم ركزوا على مسألة الإمام المهدي والاعتقاد به قبل أن يولد، وذلك تبعا للرسول الأعظم – صلى الله عليه وآله وسلم- وبشارته به.. ولا يختلف اثنان في هذا المعنى وفي أنهم أكدوا- من خلال الروايات الكثيرة - عنصر الانتظار الذي يجب أن يتحلى به المسلم في غيبة الإمام...).

فجميع الأئمة أكدوا ترقب ظهور الإمام الحتمي، وإلا كيف تطبق أحكام الله ويعيد الإسلام إلى فجره كما جاء عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من تلك الحقيقة نبني تصورنا ومفهومنا الإعلامي أن الإمام يحقق حلم الأنبياء والرسل وإرادة السماء بتطبيق القرآن الكريم على الأرض وتحقيق العدالة الإنسانية التي سعت البشرية إليها ولم تدركها طيلة القرون المنصرمة.....

10/5/13121

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك