عبدالرضا محمد - الموصل
تعتبر مدينة الموصل واحدة من أهم المراكز التجارية في العراق والمنطقة فهي ليست مجرد مدينة حضارية وتراثية بل هي مدينة اقتصادية ففيها الكثير من الأسواق القديمة والمعاصرة والحديثة ما لا يوجد في باقي مدن العراق من تنوع السلع والبضائع فأسواق الموصل أخذت اسمائها بحسب ما تشتهر به تلك الأسواق ومن بين تلك الأسواق والتي ظهرت حديثا في سبعينيات القرن الماضي سوق النبي يونس ( ع ) هذا السوق الذي سمي بهذا الأسم لقربه من جامع وضريح النبي يونس في الساحل الأيسر من مدينة الموصل ,
يربط السوق بين شارع أربيل التجاري من جهة النبي يونس وشارع الزهور من جهة الدركزلية ويعتبر انموذجا للأسواق الموصلية القديمة حيث توجد فيه محلات بيع اللحوم والملابس وحمامات ومحلات صياغة ومحلات خياطة وأسواق العطارية وافران الخبز والصمون والمعجنات ومحلات بيع المرطبات والألكترونيات والمواد المنزلية وعيادات طبية وصيدليات ولهذا فقد اصبح السوق من الأسواق المهمة في المدينة خصوصا في الساحل الأيسر وذلك بسبب صعوبة التنقل واغلاق الطرق والاختناقات المرورية في الآونة الأخيرة بسبب الأوضاع الأمنية المتردية وتطبيق الخطط الأمنية مما أدى الى زيادة نقاط التفتيش والسيطرات في شوارع الموصل مما دفع بالناس الى التسوق والتبضع من هذا السوق بالذات دون غيره خصوصا وانه بعيد عن مركز المدينة الذي أصبح من الصعوبة بل من شبه مستحيل الوصول اليه في ظل الظروف الراهنة .
خلال جولة قامت بها البلاغ في هذا السوق الجميل والعريق وجدنا أحد الشباب من الباعة واقفا في محل العطارية الخاص به وهو يشرح لبعض زبائنه عن كيفية استعمال بعض الأعشاب فسألناه عن أهمية هذا السوق وماذا يعني له فأجابنا قائلا بعد أن عرف نفسه بالمواطن محمد عواد ( هذا السوق من الأسواق المهمة بالموصل وانا في هذا السوق منذ طفولتي اذ كنت أعمل مع والدي وحاليا أنا أتولى زمام الأمور في هذا المحل والمواطنون يشترون مني التوابل من هنا بعدما كانوا يذهبون الى " سوق العطارين " الشهير )
وبينما نحن مستمرون بتجوالنا رأينا محلات الحلويات والجرزات الموصلية المعروفة وهي تحمل أسماء مدن شامية ولبنانية مثل " حلب والقدموس وغيرها , وهذا إن دل على شئ فهو يدل على مدى العلاقات التجارية للموصل واتصالها العريق مع باقي البلدان المجاورة هنا تحدث الينا الحاج ابراهيم يونس حيث كان برفقة عائلته فقال عن السوق ( أنا أتيت من حي السكر الى هذا السوق لأنه اقرب من أسواق المدينة الأخرى كالسرجخانة وباب السراي وغيرها بسبب الازدحامات واغلاق الطرق الرئيسية في الموصل ) وهناك ميزة أخرى لسوق النبي حيث توجد فيه محلات تحمل أسماء تأريخية مثل " حمورابي وسنحاريب )
وأثناء تجوالنا رأينا العديد من المقاهي الشعبية وعندما دخلنا الى أحدى محلات الصياغة وجدنا سيدة عرفت نفسها على أنها " أم ليلى " كانت تريد شراء حلي ذهبية فسألناها عن سبب ارتيادها لهذا السوق فقالت ( سابقا كنت أذهب الى سوق الصياغ وسط الموصل في الساحل الأيمن لكن بعد المسافة واغلاق الطرق أصبح لهذا السوق أهمية كبرى فجميع ما نحتاجه نشتريه هنا من فواكه وخضراوات ومواد منزلية )
أما المواطن ذنون الدليمي فوجدناه حائرا وحزينا واقفا في محله لبيع الألبسة الشبابية وعندما سألناه عن سبب حيرته قال ( بصراحة أنخفض معدل الشراء بسبب البطالة وارتفاع ايجار المحلات وكثرة الأسواق داخل الأحياء السكنية والوضع الأمني السئ مما أثر سلبا على عملنا وكما ترى فالحركة في السوق شبه مشلولة خاصة فيما يخص الألبسة الرجالية رغم توفر كل أنواع البضائع والسلع والحاجيات ) .
https://telegram.me/buratha