النجف الاشرف / آلاء الشمري
أخيرا وبعد مخاض عسير وانتظار طويل ظهرت نتائج انتخابات مجلس النواب العراقي القادم ،التي طالما كانت جل اهتمام الشارع العراقي، على اعتبار أن هذه الانتخابات ستخط الخارطة السياسية للعراق خلال الأربع سنوات القادمة، وبعد إعلان النتائج من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات تباينت الآراء السياسية منها والشعبية في الشارع ألنجفي، وبدأت الأنظار تتجه صوب تشكيل الحكومة العراقية القادمة التي ستعلق عليها آمال العراقيين في حصول التغيير في العراق نحو الأفضل.
الائتلاف الوطني العراقي لا توجد لديه خطوط حمر للائتلاف مع الكيانات
تحدث المرشح عن الائتلاف الوطني العراقي في النجف الأستاذ عبد الحسين عبطان ( للمركزالاعلامي للبلاغ) قائلا: على أي حال هذا ما أفرزته الانتخابات قد تكون هنالك بعض الملاحظات من بعض الكتل السياسية أو من بعض المرشحين، لكن بشكل عام النتيجة مقبولة وكان أداء المفوضية أفضل بكثير مما كان عليه أدائها في انتخابات مجالس المحافظات، وأنا شخصيا كمرشح راض عن هذا الأداء وعن النتائج .
وتوجهنا بسؤال إلى الأستاذ عبطان عن ما ستسفر عنه الأيام القادمة بعد إعلان نتائج الانتخابات؟ أجاب قائلا: لازال مبكرا الحديث عن الحلول فالعملية معقدة جدا بالنسبة إلى تشكيل الحكومة بكل مفاصلها لذلك نحن بحاجة إلى وقت ، أنا اعتقد على كل الكتل السياسية والمرشحين أن يضعوا هموم المواطن العراقي نصب أعينهم وفي مقدمة الأهداف، لا أن يكون الهدف فلان رئيس وزراء أو فلان مسئول ، بقدر ما نطمح لتشكيل حكومة قادرة على أداء ما يطمح إليه الشعب العراقي، وإنقاذ العراق مما يعانيه من مشاكل كثيرة في اغلب مجالات الحياة، اليوم المواطن يتطلع إلى حل المشاكل الخدمية والأمنية وتحسين الواقع ألمعاشي، وإيجاد حالة من الرفاهية، وأيضا ننعم بخيرات بلدنا، لذلك يجب أن تكون هذه الهموم لها الأولوية والقتال على المقاعد وعلى السلطة ليس له الأولوية، ولا يطمح أن يراه الشعب العراقي بين المسئولين، نتطلع إلى حكومة قوية قادرة على الوفاء بما قطعته كل الكتل السياسية من عهود ومواثيق تجاه المواطن العراقي، ولا أتوقع حل سريع فالموضوع يحتاج إلى أكثر من شهرين على اقل تقدير، وان شاء الله تكون الكتل متفهمة ويجب أن تكون هنالك مرونة في التفاوض ما بين الكتل السياسية، وان لا تتصلب الأمور أكثر كما كانت قبل إعلان النتائج الأولية.
أما عن الائتلافات التي يرجحها الائتلاف الوطني العراقي مع قائمة دون أخرى تحدث الأستاذ عبطان قائلا: الائتلاف الوطني العراقي أعلن انه لا توجد خطوط حمر للائتلاف مع الكيانات والقوائم الأخرى، وحتى في انتخابات مجالس المحافظات لم تكن لدينا خطوط حمر للائتلافات لعلمنا بان العراق لا يدار بجهة سياسية واحدة أو زعيم واحد لابد من مشاركة الجميع في إدارة البلد ، نتمنى أن تكون الحظوظ لكل الكتل الفائزة ولكل من له الحق بالمشاركة، ونتمنى أن لا تكون هنالك معارضة في البرلمان القادم ولا في الحكومة، حتى نضمن أداء جيد للوزارات وللحكومة، وبالتالي نحقق ما نصبوا إليه من برامج تحسن أداء الوزارات والدولة، وتصب في مصلحة الشعب العراقي.
وسألنا عبطان في ما لو خير الائتلاف الوطني العراقي بين الائتلاف مع ائتلاف دولة القانون أو الائتلاف مع القائمة العراقية أيهما يختار؟ أجاب قائلا: الائتلاف الوطني العراقي لا يحبذ أن يتحالف مع كتلة دون أخرى، فطموح الائتلاف الوطني العراقي هو مشاركة الجميع دون استثناء وبالذات ائتلاف دولة القانون والعراقية لنشاركهم في الحكومة الجديدة.
وعن الشروط التي يمكن أن يضعها الائتلاف الوطني العراقي في حالة حصول الائتلاف بينه وبين القوائم الفائزة الأخرى؟ أجاب عبطان قائلا: الحديث عن الشروط سابق لأوانه لابد أن تكون هناك معايير لتحديد الشخصيات للوزارات والحكومة والمناصب الأخرى ، المهم أن توجد هذه المعايير في الشخصية المناسبة قبل أن يكون هناك شيء آخر، بالتأكيد لكل كيان شروط لعمل الائتلاف مع كيانات أخرى، لكن هذه الشروط لا تتعلق بأشخاص بقدر ما تتعلق بأداء، وبرامج، والتزام ،أتوقع أن نمر بمخاضات عسيرة حتى نصل إلى انعقاد البرلمان وتشكيل الحكومة ، الموضوع ليس بالسهل وبنفس الوقت ليس بالمستحيل، سنشهد لقاءات طويلة ومكثفة وشد سياسي وإعلامي، لكن إن شاء الله نحن متفائلين لتكون النتيجة مرضية في القريب.
ستسفر الأيام القادمة عن حكومة ترضي الشعب العراق
لقاءنا الآخر كان مع المرشح عن ائتلاف دولة القانون في النجف الأستاذ صادق اللبان الذي أبدى رأيه بخصوص نتائج الانتخابات قائلا: نتائج الانتخابات لا نعتبرها نهائية بل هي نتائج أولية وهنالك بعض الطعون والاعتراضات ، ونحن أي نتيجة تتمخض عن هذه العملية نرحب بها كعملية ديمقراطية، ولازلنا ننتظر النتائج النهائية واعتقد ستتغير الأمور.
وعن مدى ازدياد التجاذبات السياسية بعد إعلان النتائج وعدم فوز ائتلاف دولة القانون بالمرتبة الأولى، تحدث الأستاذ صادق قائلا: لن تؤثر النتائج على التجاذبات السياسية لأني اعتقد أن ائتلاف دولة القانون يمتلك الوعي الكافي للعمل لمصلحة الشعب العراقي، وستسفر الأيام القادمة عن حكومة ترضي الشعب العراقي ،لان الشعب عندما وضع أصابعه في الحبر البنفسجي رسم للحكومة العراقية صورة متفائلة.
وتوجهنا بسؤال إلى الأستاذ صادق عن مدى تمسك ائتلاف دولة القانون بتولي الأستاذ نوري المالكي لمنصب رئاسة الوزراء في حالة حصول ائتلافات مع قوائم أخرى ؟ وقد أجاب قائلا: لازالت الأطروحات مستمرة ونتمنى أن يتولى منصب رئاسة الوزراء من هو الأجدر والاكفئ لخدمة الشعب العراقي، إن كان نوري المالكي أو غيره ، واعتقد لحد الآن الأمور في دراسة تالفات تكون لصالح الشعب العراقي ،وليس لدينا إصرار على إعادة تولي السيد نوري المالكي لرئاسة الوزراء كما إننا نحترم ما تتمخض عنه العملية السياسية، وحتى الأستاذ نوري المالكي يرحب بمن يتقلد هذا المنصب.
جرى تحويلا للمفاهيم الانتخابية الصحيحة إلى مفاهيم طائفية
أما المرشح عن القائمة العراقية في النجف الأستاذ مسلم طاهر الحسيني فقد تحدث عن رأيه بنتائج الانتخابات قائلا: لقد رضينا بنتائج الانتخابات على الرغم مما شابه الوضع الانتخابي من الفجوات والمشاكل الإدارية واللستوجية التي لا تتناسب مع روحية المواطن وتطلعاته، حيث جرى تحويلا للمفاهيم الانتخابية الصحيحة إلى مفاهيم طائفية، والحمد لله كان الشعب العراقي واعيا ، وقد آمنا بهذه النتائج رغم آلامها لأننا نعتقد بان عدد الأصوات يفوق العدد الذي وصل ألينا من المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ، لكن على الرغم من كل ذلك إلا أن القائمة العراقية تمتلك اكبر عدد من المقاعد في البرلمان العراقي القادم ، وربما تكون العراقية صاحبة الحظ الأوفر في أي تحالف .
تحاول المفوضية أن ترضي طرف على حساب طرف آخر
ولابد أن يكون للمواطن العراقي رأيا في ما خرجت عنه انتخابات مجلس النواب العراقي من نتائج، فقد التقينا بالمواطن علاء نجم الذي شكك بنزاهة الانتخابات قائلا: النتائج التي ظهرت لم تكن بالنزاهة التي يطلبها الشعب العراقي، فنحن كمواطنين كنا نتوقع غير هذه النتائج، وقبل إعلان النتائج من قبل المفوضية سمعنا قبل ثلاثة أيام بهذه النتيجة، وهذا يعني أن هناك أمر خفي حدث، وتحاول المفوضية أن ترضي طرف على حساب طرف آخر، ونحن نسال ما هذه التدخلات التي حصلت فغيرت النتائج؟ فالشعب العراقي لم يكن يأمل حصول هذا الأمر.
العملية الديمقراطية تأخذ مجراها
أما طلال جعفر فقد كان من المؤيدين للنتائج التي أعلنت عنها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وقد عبر عن رأيه قائلا: نحن نؤيد كل ما خرجت به العملية الانتخابية ونتمنى من كل الأطراف السياسية أن تقبل بالنتائج وان يأخذ القانون مجراه، والعملية الديمقراطية تأخذ مجراها أيضا، وبانتظار الطعون التي ستقدم من قبل الكيانات السياسية لنتعرف على دلائل التزوير التي يدعي المعترضين أنهم يمتلكونها ونتمنى أن لا يؤثر هذا الأمر على الإسراع في تشكيل الحكومة القادمة التي ينتظر المواطن العراقي تشكيلها بفارغ الصبر كي يلمس التغيير الفعلي الذي نادت به الكتل السياسية المرشحة قبل الانتخابات النيابية.
المهمة صعبة وليست بسيطة
المواطن محمد علي يجد أن مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الشعب والكتل السياسية، وقد بادر بالحديث قائلا: تقع على عاتق الشعب العراقي والكتل السياسية مسؤولية كبيرة في المرحلة القادمة لقيادة البلد، نحن نرى على السياسيين أن يقفوا وقفة جادة في حل مشاكل المواطنين وان كان لأي كيان سياسي حق فتوجد محكمة لحل النزاعات بين السياسيين، والشارع العراقي يرتقب إلى الخدمات والى كل الأمور التي عانى منها ما عانى في الفترة السابقة، المهمة صعبة وليست بسيطة وعلى الكيانات السياسية أن تضع مصلحة البلد فوق كل شيء، فالعراقيون جزعوا من الطائفية والظلم ويأملون في أن ينتقل العراق نقلة نوعية وفي كل المجالات.
https://telegram.me/buratha