النجف الاشرف / آلاء الشمري
شخصية عرفت بأدائها المتفاني في تقديم الخدمات للنجف وأهلها ، وكلامنا هذا إن كان بحاجة إلى دليل فمطار النجف الاشرف يعد احد الدلائل على ذلك ، أربع سنوات من توليه منصب نائب محافظ النجف الاشرف شهد فيها النجف تقدما ملحوظا في عدة مجالات ، ولعل ترشيحه اليوم لعضوية مجلس النواب جاءت بناءا على طموحه لتقديم الأفضل للعراق بصورة عامة وللنجف على وجه الخصوص ، انه الأستاذ عبد الحسين عبطان المرشح عن الائتلاف الوطني العراقي في محافظة النجف ، وقد أجرى المركز الإعلامي للبلاغ حوارا صحفيا معه.
وفي ما يأتي نص الحوار:
كنت نائبا لمحافظ لنجف لأربع سنوات وفي الدورة التي تلتها كنت عضوا في مجلس محافظة النجف ، ثم أقدمت على تقديم استقالتك والآن رشحت لعضوية مجلس النواب فما الداعي من الاستقالة ومن ثم الترشيح ؟
أنا عملت أربع سنوات في الدورة السابقة كنائب للمحافظ في الإدارة المدنية في النجف الاشرف وسعيت في تلك الفترة إلى أن أكون جزء من المؤسسات الادراية ، حيث كانت لنا رؤية في كيفية إدارة المحافظة وتطوير كل قطاعاتها بشكل عام ، وقد شهدت النجف في تلك الفترة نهضة كبيرة في كل المجالات لم يقتصر العمل على الإعمار في القطاع الحكومي وإنما كانت هناك رعاية للقطاع الخاص والمستثمرين لكي يساهموا في توفير فرص عمل كبيرة ، وأيضا في التنمية الاقتصادية لمحافظة النجف ، وأيضا كما تعلمون أشرفنا على الملف الأمني ، والحمد لله بعد تجربة طويلة وبعد صعوبات شهدت النجف استقرارا امنيا ملحوظا مقارنة ببقية المحافظات وشهدت بقية القطاعات التربوية والتعليمية والرياضية نهوضا ملحوظا ، وكنا نأمل أن نستمر في عملية التنمية أو في مشروعنا التنموي الشامل لمحافظة النجف ، لكن الانتخابات حصلت فيها مفاجئة في عدم وجود أغلبية لكتلتنا في داخل مجلس المحافظة وكانت النتيجة أن أصبحت الإدارة المدنية بيد جهة سياسية أخرى ، وكذلك في مجلس المحافظة شهدنا عدم توفر الأجواء المناسبة لكي نؤدي الأمانة ، فالكثير من الناس عرفوا عبد الحسين عبطان رجلا ميدانيا وسريعا في اتخاذ القرار وفي تلبية احتياجات المواطن وللمنصب التنفيذي دور في إعطاء المساحة كافية للتحرك ، ولتنسيق الأمور ما بين دوائر الدولة والمحافظة ،
أما من خلال مجلس المحافظة فهذا يصعب كما أنني بصراحة أقولها شاهدت عملية إقصاء واضحة وتطويق لعبد الحسين عبطان في مجلس المحافظة كعضو، لكن كان من الممكن لي أن استفاد من الناحية الشخصية واحصل على الامتيازات من السيارات والحمايات والراتب التخصيصات الأخرى لكن آليت على نفسي أن لا أكون في مكان غير قادر فيه على تقديم الخدمات والاستمرار في النهوض بالمحافظة إلى المستوى المطلوب مقابل أن احصل على شيء لنفسي ، كما إني اعتقدت ولازلت اعتقد أن الذين انتخبوني والموطنين بصورة عامة في محافظة النجف لا يقبلون أن يكون عبد الحسين عبطان شخصا مهمشا في مجلس المحافظة ولا يستطيع أن يعمل شيء ، لذلك وبعد دراسة مستفيضة ومناقشة مع الإخوة الأعزاء قررت أن انسحب من مجلس المحافظة ، أما بالنسبة للبرلمان فمن المؤكد أن فرصة متاحة بشكل اكبر في دعم محافظة النجف الاشرف ومؤسساتها ومواطنيها من خلال الوزارات والبرلمان وان شاء الله سيشهد أبناء النجف الشيء المهم والمفيد لهذه المحافظة وللعراق بشكل عام من خلال وجودي في البرلمان العراقي.
أنتم تذكرون أن المحاصصة في مجلس النواب العراقي ليست السبب الأول والوحيد في تردي الأوضاع في العراق، كيف توضحون ذلك؟
نعم ... إن كل مواطن اليوم وأنا من المواطنين نؤشر على الكثير من الإخفاقات لعمل مجلس النواب العراقي ، وأيضا لا يخفى أن هنالك عدم توافق ما بين مجلس النواب والحكومة التنفيذية في كثير من المجالات ، لكن ضعف أداء بعض المؤسسات الحكومية والوزارات ليس له علاقة بأداء البرلمان والأمثلة عديدة ، فوزارة الكهرباء استلمت أموال كثيرة خلال الأربع سنوات والبرلمان صادق على الموازنة ، فمقدار الأموال التي استلمتها وزارة الكهرباء أكثر من (15 مليار دولار) خلال أربع سنوات لكن المواطن العراقي لازال يعاني من مشكلة تسمى مشكلة الكهرباء ولم يحصل أي تطور في هذا المجال ، وكذلك البرلمان العراقي رصد أموال للبطاقة التموينية كافية بحسب طلب الحكومة ولكن لم نرى تقدما في توفير مواد البطاقة التموينية من خلال وزارة التجارة ، ولازال القطاع الزراعي يإن من التخلف والإهمال وهذا لا يتعلق بالبرلمان ، لان البرلمان يصادق على الموازنة فبالتالي هذا العمل من اختصاص التنفيذ ، ثم أن المحاصصة لها جواب فقسم من الوزراء الموجودين هم من ضمن كيان حزبي والقسم الآخر مستقلون ، فوزير الكهرباء مثلا شخص مستقل مع انه اليوم نزل مرشح ضمن قائمة ائتلاف دولة القانون على حد علمي ، وكذلك وزراء آخرين ، إذن فحالة المحاصصة ليست السبب الأول في الإخفاق ، فهناك أسباب تتعلق بعدم وجود الرؤيا وعدم وجود تخطيط جيد في أدارة موارد البلد ، وإدارة الدولة وهذا ما سبب الإخفاق الحقيقي في أداء مؤسسات الدولة.
الائتلاف الوطني العراقي سعى إلى لم شمل الكيانات والأطراف السياسية الموجودة في الساحة العراقية ، فما الداعي لذلك؟
نحن نؤمن بان العراق لا يدار بشخصية واحدة ولا بحزب واحد أو بكتلة سياسية واحدة ، العراق لابد أن يشترك في إدارته كل أبنائه سنة ، وشيعة ، وأكراد، وتركمان، ومسيحيين، ومسلمين، الكل لابد أن يشارك بفاعلية في بناء البلد وبدون هذه المشاركة قد تكون الموفقية جزئية ، وحتى في الحكومة السابقة لما كان الائتلاف الوطني العراقي يضم كيانات متعددة وأيضا وكان يتحرك على كل الكيانات الأخرى وتشكلت الحكومة من عدة كيانات سياسية ، وشارك الأغلبية في تشكيل الحكومة ، واليوم أيضا ونحن ندخل انتخابات جديدة بالتأكيد نحن بحاجة إلى تنسيق وانسجام ، والى تكوين كتلة قوية يشترك فيها اكبر عدد ممكن من أبناء هذا البلد ومن الكوادر والنخب لخوض الانتخابات ، وكذلك لتشكيل المؤسسات الجديدة في البرلمان أو الحكومة التنفيذية ، كما أن الائتلاف لا يتوقف في تشكيله الداخلي وبالتأكيد بعد خوض الانتخابات وحصد النتائج سيتحرك الائتلاف الوطني على بقية المكونات ، ومن المؤكد أنكم سمعتم سماحة السيد عمار الحكيم تحرك على عدة كيانات سياسية لتكون الجبهة العريضة وهذا يعني إيماننا بضرورة أن يشترك الجميع في إدارة البلد وان نطوي صفحة من الخلافات و نعمل في خدمة المواطن العراقي ، فالمواطن بحاجة إلى خدمات ، والى رؤية كل السياسيين من خلال عملهم كفريق واحد من اجله ومن اجل إعمار هذا البلد الطيب.
لحد الآن لم يحدد الائتلاف الوطني العراقي رئيس الوزراء القادم في حالة حصوله على أغلبية مقاعد البرلمان القادم ، فما السبب؟
الحمد لله الائتلاف الوطني العراقي يحمل العديد من الشخصيات المؤهلة لشغل هذا المنصب ، وعلينا أن ننتظر النتائج لكي لا نتعجل بإبراز شخصية ، والائتلاف الوطني ككيانات كل كيان لديه مرشحه الخاص لمنصب رئيس الوزراء ، وهناك نظام داخلي ما بين كل الكتل المنضوية تحت قائمة الائتلاف بإتباع معايير وأساليب متفق عليها لتشكيل الحكومة الجديدة ورئاسة الوزراء.
من خلال عملك كنائب محافظ النجف بالتأكيد أصبحت لديك رؤية واضحة عن ما يعانيه المواطن ألنجفي وما يحتاجه ، فما هي الخطوط العريضة التي وضعتها للقضاء على المعاناة وتلبية الاحتياجات؟
تجربة النجف في الأربع سنوات الماضية ربما تكون متواضعة وصغيرة ولكنها كانت ناجحة ولم تقتصر على مجال دون آخر من مجالات الحياة ، ففي مجال المشاريع هنالك مشاريع إستراتيجية كمطار النجف ومصفى النفط وغيرها ، وأيضا كل قطاعات المجتمع شملها الاحتضان من قبل الحكومة المحلية ، لكن النجف لازالت بحاجة إلى الكثير ولابد من التركيز على هموم المواطن العراقي بشكل عام والنجفي بشكل خاص وتتركز هذه الهموم في مجال الخدمات والاقتصاد وتوفير فرص عمل ، واحتضان المواطن الفقير وتقديم دعم له من الدولة ، وكذلك دعم القطاع الزراعي وإنقاضه من حالة الإهمال الموجودة حاليا ، ولابد من توفير البطاقة التموينية للمواطنين ، وتوفير الكهرباء، وأنا في شعاري الانتخابي أؤكد على الرفاهية والعيش الكريم ، فنحن عندما نتحدث عن البطاقة التموينية هي جزء من توفير العيش الكريم وعندما نتحدث عن ضرورة احتضان الدولة للقطاع الزراعي وإنقاضه من الإهمال في مجالات متعددة وقد يطول شرحها وتحتاج إلى ساعات من الحديث ذلك يساهم في تحقيق العيش الكريم ، وكذلك عندما نقول يجب دعم الرعاية الاجتماعية وإضافة مبالغ إلى الناس المشمولين بالرعاية الاجتماعية ، وعندما نتحدث عن توفير فرص عمل للعاطلين بكل ذلك وغيره يمكن أن نوفر العيش الكريم للمواطن ، والاهم أن تكون لنا رؤية في إدارة الدولة وفي إدارة مواردها ، فالعراق بلد غني ويمتلك موارد كبيرة ، وأنا بتقديري لم تكن هناك رؤية واضحة لإدارة الدولة والنهوض بالعراق من الجانب الاقتصادي ، والجانب الخدمي لذلك لم نشهد شيء ملموس في هذه الجوانب وعندما اذكر محافظة النجف في التجربة السابقة واذكر على سبيل المثال في عام 2007 و2008 وصلت نسبة العاطلين عن العمل في النجف إلى 2% هذا طبعا غير خريجي الكليات الإنسانية ، لكن في مصطل العمال في محافظة النجف لم نكن نجد عامل واقف لأنه كان يعمل ، وكل القطاعات الأخرى كانت تعمل باعتبار أن هناك رواج للسياحة الدينية وعدد الزوار يزداد وعملية الإعمار الكبيرة التي شهدتها المحافظة ودخول القطاع الخاص بقوة في مجال توفير فرص العمل وبناء منشات جديدة ومعامل وأماكن تجارية جديدة ، هذا كله بالإضافة إلى عوامل أخرى قللت من نسبة البطالة ، ومطار النجف كان له دور كبير في تقليل هذه النسبة حيث كان له دور مؤثر على محافظة النجف ومحافظات الفرات الأوسط وهذه التجربة يجب أن تنتقل بشكل أوسع إلى أداء الحكومة والبرلمان والعراق مع وجود هذه الأموال الكبيرة قادر على طي صفحة التخلف والحرمان خلال سنتين أو ثلاث سنوات.
كلمة توجهها للناخب؟
أولا أنا اعرف مقدار المعزة الخاصة لعبد الحسين عبطان لدى المواطنين في النجف ، وسعيت في تلك الفترة التي كنت فيها نائب محافظ النجف أن أكون أخ لكل مواطن وان أقدم نموذج للإنسان الكفء أو للإدارة الكفوءة الصالحة ، ولا زلت اطمح في إكمال مسيرة البناء والإعمار والاستقرار واطمح أن يكون البرلمان والحكومة القادمة يهتمان في أن يتخذا طريقا في معالجة الهموم التي يعاني منها المواطن العراقي في هذه المحافظة ، وهموم الناس اليوم هو المجال الاقتصادي وتوفير فرص العمل وتوفير الخدمات وبالتالي يجب أن تكون الدولة والبرلمان القادمين أهم أولوياتهم هموم المواطن ، وان شاء الله تعالى في البرلمان القادم سأكون أمين على أن لا يكون البرلمان سياسي والحكومة سياسية بل يكون برلمان اقتصادي ويضع في أولوياته خدمة المواطنين ، وان يقدم للعراق شيء جديد يختلف عن الفترة الماضية وان تكون حكومة قادرة على إدارة الملفات وعلى النهوض بالعراق من الجانب الاقتصادي
ونلاحظ بعد مدة من الزمن قد انطوت صفحة المشاكل الخدمية والمشاكل الاقتصادية للمواطن العراقي ، ولذلك أرجو من المواطنين أن يركزوا في انتخاب الناس الأكفاء ، وكما جاء في بيان مكتب المرجع الأعلى السيد علي السيستاني (دام ظله) ضرورة أن تنتخبوا الكفء والأمين على انجاز المهام وتحقيقها.
https://telegram.me/buratha