( بقلم : حوراء كاظم )
تقرير للأمم المتحدة عن مسؤولين عراقيين ان مابين (90-100)امرأة عراقية تترمل يوميا نتيجة اعمال العنف والقتل الطائفي وان هذه الأرقام قد تكون غير حقيقية اذا اخذنا بنظر الأعتبارجرائم القتل الخفية. -نقلا عن سجلات وزارة شؤون المرأة في العراق ان هناك (300)الف أرملة في بغداد وحدها الى جانب 8 ملايين ارملة في مختلف انحاء العراق وهذا يعني ان نسبة الأرامل تشكل 35% من عدد نفوس العراق و65% من عدد نساء العراق و80% من عدد النساء المتزوجات(أرقام تعكس الكارثة الحقيقية للمرأة العراقية). -وان ما تمر به المرأة العراقية من ظروف قاهرة بعد فقدانها لمعيلها يجعلها تقف عاجزة امام عمق المأساة التي تواجهه لأن فقدان المعيل يؤدي الى انخفاض مستوى المعيشة. وانعكاسات هذا الترمل تمتد الى جميع نواحي الحياة الأجتماعية من فقر،و تدهور أسري وأجتماعي الى فساد أخلاقي والى ضياع الأسرة والأطفال ..مما يدفع العديد من النساء للبحث عن اى عمل دون جدوى للحصول على مصدر للعيش. فهناك نسوة لديهن اطفال معاقون وعائلات اغلبها ترفض استقبالهن واولادهن ، اما عائلة الزوج فتتنصل تماما عن المسؤولية المشتركة مع الزوجة في تربية هؤلاء الأيتام .
المشكلة الرئيسية التي تواجهها النساء الأرامل هي مشكلة الفقر وهناك العديد من النساء ترك اولادهن المدارس للعمل من اجل اعالة أمهاتهم ، وبعض النساء أضطررن لبيع ممتلكاتهن والأعتماد على الأعانات التي يتلقينها من الأقارب حيث قالت السيدة ام انور عندما نفذت كل مصادر دخلي بعد موت زوجي اضطررت للأنتقال الى منزل والدي للعيش معه وارسلت ابني الى بيت عمه ليعيش هناك وانا ابحث عن فرصة عمل . اما السيدة ميعاد علي أرملة وأم لأربعة اطفال قالت فقدت زوجي وانا اعيش حاليا فى خربة من خرائب حي الأنصار المليئة بالعقارب والحشرات مع اثاث قديم اغلبه مستهلك تنصل عني اخوتي بحجة دعي الأطفال لعمامهم هم المسؤولون عنهم ونحن مسؤولون عنك فقط وتنصل عني اهل زوجي ولايعيرون اية اهمية لبناتهم اليتامى وطرقت جميع الأبواب للتعيين والحصول على مصدر رزق ثابت ولم احصل... علما اني خريجة المعهد التكنولوجي قسم الألكترونيك واعيش مع اطفالى الآربعة على مبلغ قدره75الف دينار جراء عمل اقوم به في احدى المؤسسات وهو مبلغ قليل لايحمي اطفالى من الفقر وخصوصا ان الأطفال تزداد احتياجاتهم كلما كبروا.
التقينا الدكتورة خالدة مهدي مسؤولة مؤسسة بنات الزهراء(ع) لليتامى واستفسرنا عن وضع المؤسسة فأجابت مؤسسة بنات الزهراء(ع) مؤسسة تعاونية خيرية بذلت جهدها منذ تأسيسها عام 2004 ولحد الآن في خدمة الطبقة الفقيرة في المجتمع خاصة العوائل التي لامعيل لها من ايتام وارامل ،ودأبت في السعي للحصول على ادنى المساعدات المادية والعينية من ملابس واقمشة ومواد غذائية لأيصالها لتلك العوائل ومع الأسف لم تحصل المؤسسة على اى دعم مادي من اية جهة رسمية او غير رسمية وأخذت المؤسسة على عاتقها كل التكاليف التي يستلزم صرفها في تنفيذ نشاطاتها الأنسانية والثقافية والأجتماعية حيث يقوم كادر المؤسسة بزيارة الى بيوت العوائل الفقيرة واجراء الكشف على واقع حالها وتقيم الحالة الأقتصادية للعائلة وتقديم المساعدات المتوفرة لديها وايصالها الى تلك العوائل. كما سعت المؤسسة الى الحصول على راتب شهري بسيط لعدد من الأيتام في مناطق متفرقة من المحافظة ويصل الدعم بعلاقات شخصية من أناس خارج البلد تبرعوا بكفالة هؤلاء الأيتام الذين كتب عليهم الحرمان والمعاناة منذ الأيام الأولى من حياتهم ولاقوا مالاقوا من مرارة العيش وقساوة الدنيا مع امهاتهم اللواتي ما انفكوا من بذل ما بوسعهم من اجل تربية الأولاد وتوفير ابسط سبل العيش بلاناصر ولامعين.
واستمر الحال بأيصال الرواتب لمد سنة وكانت الكارثة حينما توقفت بل تم قطعها منذ اربعة اشهر واصبح الموقف صعبا للغاية وسبب حرجا كبيرا للمؤسسة حيث لايمكن كفالة هذا العدد من الأيتام والمبلغ رغم بساطته حيث لايتجاوز ال(22الف)دينار لليتيم الواحد لكنه يعني الكثير لتلك العوائل المنهكة. وأظافت ان اغلب العوائل لديها مرضى ومصابين بأمراض مزمنة تحتاج الى رعاية صحية خاصة بالأضافة الى حرمانهم من التعليم وان عدد مثل هذه المؤسسات قليل وتعاني الكثير ولايوجد دعم. واخيرا سؤال يطرح نفسه ..من يعيل اولئك النسوة اللواتي فقدن ازواجهن؟ ومن يرحمهن ويشفق عليهن؟ ومع اكثرهن اطفال.حوراء كاظم
https://telegram.me/buratha