التقارير

عمالنا الصغار..من ينقذ طفولتهم البريئة !!!؟؟؟؟

4601 00:33:00 2006-09-06

جيش من العمال في سن مبكرة !!!

السماوة/ احمد الاعرجيسرق الزمن الرديء طفولتهم ولعبهم البريئة . لم يعرفوا لهذه الطفولة طعم ووجدوا أنفسهم على حين غرة ضحية لسياسات هوجاء أحرقت كل ما هو جميل في هذا الوطن الذي هم جزء منه ولذلك فأن عليهم تحمل الألم والشقاء مثل الآخرين لالجرم اقترفوه سوى انهم ولدوا من رحم المعاناة ،أحلامهم ماتت على أعتاب بدايات العمر،يولد الطفل هنا رجلا ويموت كهلا.لا يشبهون أطفال العالم في شئ ألعابهم دفع العربات والمنشار والمطرقة ولغتهم الحكمة وسلاحهم الدموع لا يعرفون الراحة واللعب إلا يوم العيد .

الكثير منهم كان يراود خياله النقي حلم بسيط هو أن يحمل حقيبة المدرسة ليصبح يومأ معلما أو طبيبا أو مهندسا إلا انه حتى هذا الحلم تبدد وقد وجد نفسه مسؤولا عن إعالة أسرة أم مرملة أخت يتيمة أو أب عاجز عن العمل ولذا دفعته غيرته التي لم يعي حتى معناها إلى ولوج عالم قاسي لا يعرف الرحمة لا يفرق بين صغير وكبير إلا بما يبذل من جهد من اجل توفير ابسط ضروريات الحياة وليمنع أسرته من خطر الانزلاق إلى مهاوي لا تحمد عقباها في مهن لاتناسب حتى أعمارهم أو أوزانهم فترى الذي ينوء جسده الصغير ا بألاحمال وهو يدفع عربته أو من افترش الأرض ليبيع السجائراو عامل تنظيف والبعض الآخر كان أوفر حظا في اكتساب مهنه أو مهارة كأن يكون حدادا أو فيتر أو سمكري كل الجهد والألم هذا وهم يعتبرون أنفسهم افضل حالا من أقرانهم ممن ارتضى لنفسه التسول واستجداء الآخرين في وسط بيئة قد تخلق منهم مشروع جريمةفي المستقبل من خلال استغلالهم من قبل البعض من الشواذ .هم أكبادنا التي تسير على الأرض اللذين من حقهم علينا وعلى الحكومة أن ترعاهم وتضمن لهم كل ما من شانه أن يعيد لشفاههم الندية الابتسامة التي فارقتها منذ زمن بعيد ولتصنع منهم جيلا صالحا ينهض بعراقنا الحبيب نحو الرقي والتقدم أسوة بما معمول به في كل دول العالم التي تحرم عمل الأطفال وتضع قوانين وغرامات مادية وعقوبات قد تصل إلى السجن على المخالفين وتضمن حياة حرة كريمة لمواطنيها ،في كل بلدان العالم يضمنون للطفل كل شئ بدأ من الطعام إلى الدراسة وفق احدث الأساليب إلى غرفة النوم ولون جدران الغرفة.

تعالوا معي لنقف عند هذه الشريحة المظلومة ولنحل ضيوفا عليهم لنستمع إلى معاناتهم ،أحوالهم المعيشية ،الضروف التي قادتهم إلى العمل ،أحلامهم المؤجلة .في سوق الخضار الرئيسي في مدينة السماوة كان منتظر جميل ينادي على الزبائن لشراء فاكهته التي كان يضعها على عربة خشبية حدثني عن عمله فقال إنني اعمل منذ 3 سنوات أول مرة في بيع البيض ثم تحولت إلى بيع الخضار والفاكهة وابلغ من العمر الآن 14 سنة وقد تركت المدرسة في الصف الخامس الابتدائي ولو أن حالة أسرتي المادية جيدة لما تركت الدراسة فقد كنت أتمنى أن اصبح مدرسا أو طبيبا ولكن ما با ليد من حيلة فلجأ ت إلى العمل في هذه السن المبكرة .

تركت منتظر وأخذت بالتجول في هذا السوق الذي اكتظ بالباعة المتجولين من مختلف الأعمار وقد لفت انتباهي كثرة الأطفال اللذين كانوا يتراكضون وراء الزبائن في محاولة لإغرائهم بشراء أكياس النايلون ومن هؤلاء استوقفت الطفل رعد قاسم الذي كان يبدوا على وجهه علامات المرض والمعاناة وحين تحدثت معه تبين لي انه بالكاد يستطيع النطق وبصعوبة بالغة فهمت حديثه حيث قال لي إن له من العمر 10 سنوات وقد وجد نفسه منذ الصغر يتيم الأب وألام وهو لا يعرف كيف ماتوا يمارس العمل من اجل إعالة أخيه الصغير الذي يسكن معه في بيت جده وقد ترك الدراسة لعدم استطاعته النطق بصورة طبيعية ولان ظرفه المادي لا يساعد على ذلك . أما الحمالين فأن لهم حكايات وحكايات ومنهم ميثم حميد البالغ من العمر 12 سنة الذي قال انه يسكن في ناحية المجد التي تبعد حوالي خمسة عشر كيلو متر عن مركز المدينة وهو يأتي يوميا برفقة اثنان من اخوته اللذين يعملون حمالين كذلك بنقل البضائع في عرباتهم من اجل توفير لقمة العيش لعائلتهم وذلك لان والدهم مريض وغير قادر على العمل وقد ترك ميثم المدرسة في الصف الخامس والتي قال عنها انه كان يتمنى انه لو وجد نفسه في وضع مالي افضل لما فكر في تركها لحبه الشديد للدراسة .

توجهنا من سوق المدينة الذي يحمل الكثير من ألم ومعاناة هؤلاء الأطفال المساكين اليومية وصراعهم من اجل كسب لقمة العيش إلى الحي الصناعي في المدينة وهناك كان أول من التقيت به هو علي عاجل وله من العمر 14 سنة الذي قال انه حديث عهد بالعمل في محل السمكرة وبسب عدم إتقانه للعمل فأنه لا يكلف بأكثر من جلب الشاي أو معدات العمل لأستاذه في المحل وهو تارك الدراسة في الصف الخامس الابتدائي يعمل لا لغرض إعالة أسرته بل لانه فشل في الدراسة ولذا فقد فكر في اكتساب مهنه جديدة قد تفيده في المستقبل .وفي محل قريب لتصليح الراديترات كان عادل جفات(15 سنة) يتصبب عرقا بسب حرارة الجو وهو يحاول إصلاح أحد هذه القطع وعندما سألته عن السبب الذي دعاه للعمل قال انه يتيم وهو مسؤول عن أسرة مكونة من 6 أفراد بينهم أخ عاجز ولهذا فقد وجد نفسه ومنذ الطفولة مضطرا للعمل كما يقول لحفظ كرامة عائلته وهو كذلك تارك للمدرسة بسبب ذلك .

لقائي الأخير في هذا الحي كان مع باسم حمدان( 12سنة)وهو يعمل منذ حوالي عام في محل سمكرة وصبغ سيارات يقول انه معيل لاسرة مكونة من 10 أفراد ويسكن في ناحية الهلال التي تبعد حوالي 30 كيلو متر عن المدينة وقد ترك الدراسة في الصف الثاني لان وضع عائلته المالي لا يساعد على إكمال التعليم ولولا ذلك ما فكر في تركها .

كل الذين التقيناهم كانوا يتمنون علينا نقل صورة المعاناة والفقر التي بسببها تركوا مقاعد الدراسة واضطروا مجبرين إلى العمل وهم يأملون أن يكونوا آخر ضحايا هذا الجيل الذي كتب عليه الشقاء وان توليهم الدولة نوعا من الرعاية والاهتمام لجيل بل أجيال مهددة بالضياع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك