التقارير

حلول مشاكل العراق تكمن في حكمة عقلائه ووحدة آرائهم ومشاركتهم في تحمل المسؤولية

6633 21:41:00 2006-04-01

اجرت جريدة الصباح مقابلة مع سماحة السيد عمار الحكيم امين عام مؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الاسلامي وهذا نصها :

استأثرت فاجعة سامراء ولاتزال تستأثر باهتمام ساسة العراق والمعنيين بشؤونه لما كان لها من حجم وتأثير كبيرين على الصعيد الامني الداخلي، ولما اسفرت عنه من تداعيات متباينة في الرأي والتحليل والفعل وردة الفعل المقابل،

وحاول الجميع ان يدلوا بدلوهم وهم يتلمسون اسبابها ودوافعها، ويشيرون الى منفذيها وما اعدوه لها من خطة واستعدادات وهيأوا لها من ظروف، مستفيدين قدر الامكان من مرحلة يعيش فيها العراق تخلخلاً كبيراً في الامن والادارة وهو ينتظر تشكيل حكومته بعد مضي اكثر من شهرين (حتى يوم الفاجعة) على اخر انتخابات برلمانية جرت في مدنه عموماً. حول هذا الموضوع المهم كان لـ(الصباح) هذا اللقاء مع السيد عمار الحكيم رئيس مؤسسة شهيد المحراب، الذي سألته ابتداء عما يقيم به الافرازات الناتجة عن الجريمة، وما تلاها من محاولات لبث الفتنة الطائفية في البلاد.

ردة الفعل قادتها مجموعة صغيرة لا تعرف لها هوية

ان الفاجعة الكبرى التي ارتكبت في سامراء مثلت تطوراً خطيراً في الاداء التكفيري وتصعيداً واضحاً له حيث الاستهداف والتطاول على المرقدين الطاهرين وقد تجاوز التكفيريون كل الخطوط الحمراء وكل القيم الاسلامية والانسانية ولا يمكن ان يرضى او يقبل او يفسر بأي تفسير من التفاسير الا (الوسط التكفيري) الذي يمكن ان ينطلق بمثل هذا المنطلق، ولا شك انه ترك اثاراً نفسية كبيرة وادى الى غليان ليس في الشارع العراقي فحسب وانما في الشارع الاسلامي عموماً وفي تلك الاجواء حصلت هنالك فرص استغلت من قبل بعض الاوساط للقيام باعمال غير مسؤولة وغير منضبطة وخارجة عن الاطار المقبول وبعيدة عن التوصيات التي اطلقتها المرجعيات الدينية والقيادات السياسية الشريفة في البلد ما اعطى انطباعات سلبيةعلى مثل هذه الممارسات ودعت الى التنديد والرفض من قبل جميع الاوساط بالاعتداء على المساجد الاسلامية وعلى مواقع مقرات تابعة لبعض القوى السياسية فهذه امور مرفوضة ولا يمكن ان يتبناها احد ومن الخطأ ان تتهم طائفة معينة بمثل هذه الممارسات وقد انحصرت تلك الممارسات الشاذة بمجموعة صغيرة لا تعرف لها هوية حتى هذه اللحظة. عدم نجاح التكفيريين بمشروعهم الخاسر

* ما هي التوصيات التي يقدمها رجل الدين الى ابناء الشعب في مواجهة مثل هذا التحدي...؟ - التوجيه بالتأكيد هو تفويت الفرصة على التكفيريين والبرهنة على عدم نجاح مشروعهم الخاسر من خلال المضي في توحيد المواقف ورص الصفوف واطلاق دعوات للتهدئة وضبط النفس والهدوء والصبر وفي الوقت الذي نثمن فيه المشاعر الطيبة والصادقة والمعبرة عن الولاء للرسول (ص) واهل بيته الاطهار عليهم السلام نقول في الوقت نفسه:  يجب ان نؤكد دوماً على ضبط النفس والتحلي بمزيد من الصبر والتواصل والتحابب كي نخرج جميعا من عنق الزجاجة..

خططوا اسبوعاً لتنفيذ جريمتهم

* اية جهة تحملونها القصور في حماية المراقد المقدسة وما هي المعالجات التي تقدمونها للحكومة بهذا الخصوص؟ -هناك عوامل مهمة عديدة تلحق بالجهة المسؤولة المباشرة بحسب طبيعة العمل للتكفيريين وبعض القوى التي تريد بالعراق شراً وليس غريباً عليهم القيام بمثل هذه الاعمال. لا شك ان الحكومة تتحمل المسؤولية بوجوب توفيرها الامن في المناطق الساخنة والتي تتشرف بوجود مثل هذه الاماكن المقدسة فيها علماً ان هذا العمل الاجرامي لم يتم خلال دقائق او بعملية مباغتة انما تم بخبرة عالية وبمدة زمنية قد تستغرق اسبوعاً كاملاً. فهل من المعقول ان يمارس هؤلاء عملهم ويدخلون لتفخيخ الضريح المقدس والقبة المباركة دون علم رجال حماية المرقدين. ولا نستثني القوات الاجنبية من اتهامنا لها بسبب الضغوطات التي وجهتها من خلال التصريحات غير المسؤولة التي اطلقت بأتجاه الوزارات الامنية في ظروف حرجة ما ادى الى ترك آثار سلبية القت بظلالها على المناخ الامني العام في البلاد.

* لماذا اختيار هذا العمل الجبان وفي هذا الموقع بالذات؟

- لعل اختيار هذا الموقع في مدينة سامراء ذات الاغلبية السنية ليكون عنصراً جديداً مضافاً الى محاولات زرع الفتنة الطائفية وقد يكون من الناحية الواقعية الوصول الى ضريح من اضرحة الائمة مباشرة. اذا ان الامر شاق في المواقع الاخرى ذات السيطرة الامنية ولم يحصل اي اعتداء ، في المراقد المقدسة ما عدا اعتداء واحداً ضمن ظرف امني معروف في الكاظمية من قبل عدة اشخاص، استطاع احدهم ان يدخل الى الصحن الشريف ويفجر نفسه بين الناس بعيداً عن الضريح، على كل حال الظرف الامني عامة له دور، وخصوصية المنطقة.. كانت هي الاخرى لها دور في وقوع هذا الحادث الاجرامي الكبير.

لا يمكن استبعاد تكرار الجريمة

* هل تتوقعون حدوث عمل تخريبي اجرامي بمثل هذه الصورة؟ - المنطق الذي يبرر لنفسه استهداف الامامين العسكريين (ع) بهذه الطريقة لا يمكن ان نستبعد عنه محاولات اخرى للقيام بمثل هذه الاعمال، ولكن الكلام هنا هل ان الظروف الامنية في المناطق الاخرى تعطي المجال أمامهم للقيام بذلك مع وجود سيطرة امنية خاصة تمنعهم من بلوغ اهدافهم. سير العملية السياسية بطيء جداً*  ما هي رؤيتكم تجاه عمليات الشد والسحب التي تنتهجها بعض الشخصيات المشاركة وتناحر البعض على الحقائب الوزارية؟ -  علينا ان نصارح شعبنا بان سير العملية السياسية كان بطيئاً ولم تتحرك بصورة سريعة او بالسرعة المطلوبة.. بعض سقوف المطالب عالية وغير واقعية ولا يجوز تجاوز الاستحقاقات والمطالبات المقدمة تحتاج الى موضوعية اكثر وواقعية وترقب الشارع العراقي للمشاورات الجارية لايجاد حلول سريعة وناجحة في اقرب فرصة زمنية  ممكنة.. *المواطن العراقي يعاني من غياب ابسط الخدمات رغم مرور اكثر من ثلاث سنوات على سقوط نظام الطاغية.. ما تعليقكم؟ -المواطن لم يلمس الكثير من الاشياء وكل انسان عراقي اليوم عاش في العراق قبل ثلاث سنوات ويستذكر الظروف التي عاشها نجد ان هنالك فروقات كثيرة في الواقع بدءاً من الانسان العادي البسيط وانتهاء بالمسؤول.. المواطن البسيط لو نظر الى بيته الان يرى فارقاً كبيراً عما كن موجوداً فيه في السابق ولو قارن امكاناته خلال الثلاث سنوات الماضية مع سابقاتها فانه يشعر ان هنالك تطوراً كبيراً نحو الافضل ولنستذكر مدننا اين كانت وكيفما كانت خلال نفس الفترة المذكورة.. لدينا طموح وهناك بالتأكيد طموحات عديدة وتوقعات كبيرة يجب ان نسير باتجاهها.. الظرف السياسي والظرف الامني في العراق والتعقيد الموجود من الضغوط الداخلية والاقليمية لو كانت في اية دولة من دول العالم او الدول الجارة في المنطقة فأن تفجير واحد فيها ولو انها دولة مستقرة وعزيزة علينا فأن الحادثة تعصف بها وتدفع بها الى الهاوية في عراق تبلغ فيه التفجيرات المستمرة وعلى مدار ثلاث سنوات في اليوم الواحد 17 مفخخة وفي ظل الظروف الامنية والوضع السياسي والذي نريد لبناء البلاد وبناء عراق جديد بقواعد جديدة مع حالة التعددية في الانتماءات السياسية في البلاد واختلاف وجهات النظر في طبيعة تشكيل الحكومة وطبيعتها وخصوصيتها ويكتب الدستور تحصل أمور كثيرة في ظل ظروف كهذه هذه انجازات كبرى حققها العراقيون- الانتخابات وخروج الناس لثلاث مرات في سنة واحدة في ظل الظروف الامنية الحرجة الى صناديق الاقتراع هذه كلها أمور تمثل تطوراً كبيراً وموقفاً مهماً للشعب العراقي بأوساطه الشعبية العامة وبقواه السياسية ورموزه وقياداته الوطنية كلها امور تحققت وهناك الاكثر لتحقيقه ولا يمكن ان نغفل او نتجاهل الخصوصيات ونلقي باللائمة على عنصر واحد من عناصر عديدة ساهمت في طبيعة هذه التطورات والمشكلات التي يواجهها العراقيون داخل العراق وهذا ما يدعونا الى التفاؤل ونعرف ان لدينا تحديات خطيرة لكن نعرف ان لدينا شعباً واعياً مستعداً للدفاع ودفع الكثير ويقدم الكثير ومندفعاً ومستعداً ان يقدم اكثر من اجل العراق وبناء العراق على اسس صحيحة. * هل ان التقدم في العملية السياسية سيفلح في حل المشكلات التي تعصف في البلاد؟ - لاشك ان توحيد الموقف الوطني تجاه الارهاب سيجعل المواقف كلها متقاربة ومتراصة وسيساهم بعزلة هذه الاوساط الارهابية والتكفيرية ويرجع الامن والاستقرار للعراق وشعبه ويعم الامان ويعطى الفرصة للنهوض بالواقع العراقي بالاتجاهات الذي نطمح اليها جميعاً. *مؤتمر الوفاق الوطني هل اتى بثماره؟ ما هي نتائجه؟ ما هي الوسائل التي هيئت له في انعقاده مستقبلاً؟ - لا يمكن ان نتنازل عن مبادئ وتصورات نعتقد انها ضرورية في اطار بناء اللحمة العراقية وتعزيز التواصل بين المكونات العراقية ونحن حريصون على هذا المشروع ويجب ان ينجح بمهامه ونحن رعيناه ضمن اطاره الصحيح واليوم هناك مشاركة فاعلة من كافة الاوساط العراقية لانجاح المشروع الكبير بما يخدم مصالح العراقيين واعتقد ان العراقيين سائرون بهذا المشروع ويعززون اواصر الصداقة والمحبة والتآخي والتفاهم لظروف بعضهم البعض. محطة مشتركة لكل عقلاء الرأي تدور داخل المطبخ السياسي العراقي مصطلحات مختلفة... فبعد طرح فكرة انشاء مجلس للحل والعقد ولد مقترح بأنشاء مجلس الامن القومي والعديد من التسميات التي تتطابق من حيث النتائج وكتسمية اخرى امام هذه المسميات كيف ترى هذه الحالة؟ - الفكرة التي تنطلق منها هذه المشاريع والتصورات هي فكرة صحيحة وهي ان تكون هناك محطة يشترك فيها عقلاء القوم تشترك فيها القوى والالوان والاطياف السياسية المختلفة في البلاد يشعر الجميع انهم مساهمون ومشاركون حاضرون مطلعون على ما يجري في البلاد هذه فكرة صحيحة ومبدأ سليم... المناقشة تركزت من قبل أوساط سياسية مختلفة.. على التفاصيل.. هل ان هذا الاجتماع والمجمع لهذا التشكيل مهما كان اسمها هل سيكون لها دور الزامي تشريعي تنفيذي او ان يكون لها دور استشاري؟ نعتقد ان ما يجب هو ان ننطلق من الدستور ونحترم الدستور ونحن نحترم المؤسسات الدستورية هناك برلمان هناك قوى ومؤسسات دستورية لو  حظت في اطار هذا الدستور يجب ان نحترمها ولا نفرغ مضمون هذه المؤسسات الدستورية  لتوحيد معالجات وبدائل سياسية. اذن المبدأ صحيح ويجب ان يشعر الجميع بأنهم مطلعون ومساهمون ولكن الدور المراد بهذا الامر هو موضع الخلاف وان الدور الاستشاري يحقق تلك الغاية الصحيحة ويمنع من الخروقات على الدستور والمؤسسات الدستورية  المنظورة فيه. * اخيراً ما هو الاعلام الناجح من وجهة نظركم في زمن بات من الصعب الرؤية فيه بوضوح نتيجة للضبابية التي تخيم على الاجواء العراقية؟ - المعروف ان الاعلام الناجح هو الاعلام الشفاف الذي يكشف الحقيقة دون مبالغة والذي يساعد على رأب الصدع على تخفيف الاحتقان وتوحيد الكلمة ورص الصفوف، ولا شك ان مجتمعاً تعددياً  منفتحاً كالمجتمع العراقي بتجربته الديمقراطية الفتية يمكن ان يشهد حالات من الضعف والتصدع في هنا وهناك وهل يمكن ان نلخص ونحجم ونقزم التجربة العراقية كلها ونختزلها ضمن هذه الاشكاليات والخروقات التي تقوم بعض الاجهزة الاعلامية التي تسعى للقيام به ان يجب ان تنظر للصورة كاملة وحين ذاك ان لم تغيب فعلى الاقل سوف تأخذ هذه الممارسات غير المنضبطة والاداء غير الموفق سيأخذ حجمه الطبيعي في نطاق هذه الصورة العريضة والطويلة مما سيعطي انطباعاً بأن هذه التجربة تقدم تحقق انجازات كبرى.. وان الاعلام العراقي يجب عليه ان ينحو هذا المنحى ويساعد على التهدئة ولم الصف والتثقيف على صيانة الوحدة وصيانة النفوس قبل البناء من اجل تحقيق الامن والاستقرار والتنمية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك