يستمر الحزب الديمقراطي الكردستاني بفرض اجنداته على اقليم كردستان عبر التحكم بجميع مفاصل الحكومة، سيما حراك تأجيل انتخابات كردستان التي تم تأجيلها في أكثر من مناسبة خلال السنتين الماضيتين بإرادة البارتي الذي يحاول البقاء في الحكومة لأكثر وقت ممكن رغم توافق جميع القوى السياسية الكردية المنافسة لحزب بارزاني.
وبحسب مراقبين، فان اصرار البارتي على تأجيل انتخابات الاقليم رغم الانسحاب منها هو لاعادة لملمة الاوراق بعد الفشل الذي حدث في انتخابات مجالس المحافظات السابقة، وبظل تطور القواعد الجماهيرية للكتل الناشئة والمنافسة، فضلا عن الفراغ الدستوري والتشريعي ودخول الحكومة الى تصريف الاعمال.
وشهدت جلسة برلمان إقليم كردستان، خلال 22 أيار/مايو 2023، شجارًا بالأيادي بين أعضاء كتلتي الحزبين "الديمقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود بارزاني و"الاتحاد الوطني الكردستاني" بزعامة بافل طالباني، إثر خلاف على إدراج فقرة تتعلّق بتمديد ولاية مفوضية الانتخابات.
*لا تأجيل ولا الغاء
وبالحديث عن هذا الملف، يتهم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الحزب الديمقراطي الكردستاني بعرقلة اجراء الانتخابات إقليم كردستان، فيما اكد ان جميع القوى السياسية متوافقة على اجراء الانتخابات في موعدها المحدد.
ويقول عضو الاتحاد الوطني برهان شيخ رؤوف في حديث لوكالة / المعلومة /، ان "اجراء الانتخابات قانوني ودستوري ويجب عدم الاعتراض على اجرائها من اجل تمرير المصالح الشخصية"، مشيرا الى ان "المناصب التي تسلم جراء تصويت الممثلين لأربع سنوات وليست الى الابد".
ويتابع، ان "كردستان بحاجة الى حكومة جديدة، بالنظر دخول الحكومة الحالية بتصريف الاعمال منذ اكثر من سنتين ولغاية الان"، لافتا الى "ضرورة انهاء مرحلة الفراغ القانوني والتشريعي المتمثل بتعطل عمل مجلس النواب في الاقليم".
ويختتم رؤوف حديثه: ان "كردستان الان، تعاني من مشاكل عديدة، ما يستدعي الى اجراء انتخابات لتشكيل حكومة جديدة"، مردفا ان "جميع القوى السياسية متوافقة على اجراء الانتخابات في موعدها المحدد".
*تشبث بارزاني بالسلطة
الى ذلك، يعزو المحلل السياسي حيدر الموسوي، محاولات عرقلة الحزب الديمقراطي لانتخابات اقليم كردستان الى التشبث بالسلطة، فيما اكد ان انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة كشفت ضعف جمهور البارتي.
ويقول الموسوي في حديث لوكالة / المعلومة /، إن "حراك تأجيل الانتخابات هو بمثابة تعطيل العمل الديمقراطي في الاقليم"، مشيرا الى ان "تحركات البارتي تنفي وجود بقية القوى السياسية والحركات الناشئة التي كونت جمهورها خلال الفترة السابقة".
ويتابع، ان "الديمقراطي يحاول ارسال رسالة الى الحكومة المركزية والقوى الكردية بانه المسيطر والمتحكم بمقدرات الاقليم"، مردفا ان "خضوع القوى الكردية الاخرى لقرار التأجيل سيؤدي الى سابقة سياسية خطيرة".
ويتم الموسوي حديثه: ان "البارتي يحاول من خلال محاولات التعطيل او الالغاء ان يصدر نفسه في الاقليم من اجل الضغط نحو المفاوضات مع حكومة بغداد"، لافتا الى ان "انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة كشفت ضعف جمهور البارتي".
*الاستعانة بالكيان الصهوني
من جانبه، يحذر المحلل السياسي عدنان الساعدي، الاحزاب الكردية في الإقليم مما قد يفعله الحزب الديمقراطي لمنع اجراء الانتخابات في موعدها المحدد، مؤكدا انه من الممكن ان نشهد عمليات اغتيال وانتهاكات للصحفيين واي مواطن قد يروج للانتخابات ويدعمها خصوصاً في أربيل ودهوك.
ويقول الساعدي في تصريح لوكالة /المعلومة/، ان" الديمقراطي سيستغل علاقاته بالكيان الصهيوني وجهاز الباراستن من اجل خلق توترات امنية تعرقل بدورها اجراء الانتخابات"، مشيراً الى ان " الحزب يعتبر مصلحة العائلة البارازانية فوق الإقليم والعراق اجمع".
واتم الساعدي حديثة: ان "الحريات داخل إقليم كردستان قد تكون معدومة وشاهدنا حالات انتهاك للحريات كثيرة"، فماذا عن وجود عملية انتخابية تضرب مصالح الديمقراطي الدكتاتوري في التعامل".
ولم تخفي جميع القوى السياسية الاخرى موقفها من الرغبة بإجراء الانتخابات بمشاركة الديمقراطي من عدمها، بالنظر الى الضرورة الملحة لإجراء الانتخابات وتشكيل حكومة جديدة تنهي الخروقات والمشاكل والفشل الحالي الذي ضرب العديد من الجوانب نتيجة؛ سياسة عائلة بارزاني التي تستمر بها في الاقليم.
https://telegram.me/buratha