أ.د.جاسم يونس الحريري ||
الخبير الدولي المعتمد في الشؤون الخليجي
للاتصال بالكاتبjasimunis@gmail.com
الذي يراقب المواقف الخليجية من انحياز كامل مع العدوان الاسرائيلي ضد الشعب العربي الفلسطيني في غزة يصاب بالاعياء والذهول فقد سقطت الاقنعة وظهرت الوجوه الحقيقية لهذه الدول انها قلبا وقالبا مع(اسرائيل)ولو ظلت الاخيرة تقصف غزة بالاسلحة النووية وليس التقليدية فقط نعم انها الحقيقة المرة مع الاسف فلا عجب ان تنحاز الامارات والبحرين مع (اسرائيل)لانهما طبعت العلاقات معها منذ عام2020 .وفي هذا الصدد قالت وزير الدولة للتعاون الدولي الإماراتية ((ريم الهاشمي))، في كلمة خلال جلسة بمجلس الأمن بشأن الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية،(( إن هجمات حماس في 7 أكتوبر هجمات بربرية وشنيعة)) وأشارت في البيان الذي نشره موقع البعثة الدائمة في الأمم المتحدة ، ((بينما نكرر أن الهجمات التي شنتها حماس في السابع من أكتوبر هي هجمات بربرية وشنيعة ونطالبها بالإطلاق الفوري وغير المشروط لسراح الرهائن، لحقن الدماء وتجنيب جميع المدنيين المزيد من الويلات)).لكن هناك دول خليجية كالسعودية منحازة تماما مع العدوان الاسرائيلي على شعب غزة وتلك حقا مفارقة غريبة فقبل معركة ((طوفان الاقصى)) بذلت السعودية جهود مستميتة للتطبيع مع (اسرائيل)بذريعة نشر الامن والسلم الاقليميين وهي ترى الان بأم أعينها الامن الاسرائيلي المبني على ابادة شعب غزة بالكامل بدون أستثناء وضربه بالقنابل غير التقليدية وضرب المستشفيات وبيوت الامنين وقتل الاطفال والنساء والشيوخ اهذا الامن والسلام التي تبحث عنه السعودية؟ فبئس لهذا السلام الاجرامي بحق شعب استلبت ارضه وهجر شعبه الى المنافي وصفيت قياداته وقطع عنه المياة والكهرباء والغاز لانه يدافع عن أرضه وعرضه .لقد اوقعت دول الخليج نفسها في ورطة كبيرة مع شعوبها التي تغلي على الجرائم الكبيرة التي يرتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة وعلى مستوى الرأي العام الخليجي فقد تفاعل مع وقائع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كما لو أن الحرب تدور في شوارعه وقد كان الالتصاق بالقضية الفلسطينية ظاهرة تاريخية ممتدة في المجتمع الخليجي، إلا أن هذه الظاهرة تعمقت في السنوات الأخيرة، بعد أن حطمت ثورة المعلوماتية حاجز الجغرافيا بين الفلسطينيين والخليجيين، وبات طلاب المدارس والجامعات في الخليج يتحدثون،عبر الشبكة العنكبوتية، بشكل يومي، مع أقرانهم في القدس والصفة وغزة، وسواها من مدن وقرى فلسطين.وباتت تربطهم صداقات شخصية، عمقت المعرفة المتبادلة، وضاعفت الإحساس بوحدة الانتماء، فلم يعد الناس في الخليج بحاجة إلى خطباء يعرفونهم بفلسطين وقضيتها، كما كان الحال في يوم مضى. ويدخل في هذا السياق كذلك ما أحدثته الفضائيات من ارتباط فوري بالحدث، ونقل مباشر لوقائعه. الشعور بالتواطؤ الدولي مع العدوان الإسرائيلي، من قبل أطراف يرى الخليجيون أنها وثيقة الارتباط بثرواتهم النفطية.وقد يكون هذا شعوراً سائداً لدى المواطن العربي عامة، لكنه يبدو أكثر حسية بالنسبة للناس في الخليج.
ـــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha