إنتصار الماهود ||
”أفعال حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني “، تصريح صادم لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بسبب عمليات طوفان الأقصى ضد الإحتلال، مالبث إلا أن تم حذفه، يا ترى هل كان هذا التصريح مجرد زلة لسان،هفوة أم أن الموضوع أكبر من ذلك؟.
لنتعرف أولا على عباس، تلك الشخصية الجدلية والتي سيطرت على مقاليد الحكم في فلسطين، وتسبب بإنشقاق كبير بين فصائل المقاومة، وما هي الوسيلة التي جعلته يتربع، لأكثر من 18 سنة على كرسي الحلاق، كما أحب أدعوه بدلا من كرسي السلطة.
محمود عباس ولد في مدينة صفد عام 1935، كما هو معروف لدى متابعي الشأن السياسي، وأنا منهم إلا أن الكاتب الأردني يوسف علاونة، يكشف لنا معلومات مثيرة للجدل، وهي أصل وديانة عباس فهو من أصول كردية من مدينة شيراز الإيرانية بهائي الديانة، وهي فئة خارجة عن الإسلام تدعم وتساند الصهيونية، ولها صلات مشبوهة بها، وتؤيد هذه الطائفة إقامة دولة إسرائيل المزعومة.
يحمل أبناء عباس الجنسية القطرية، وهم يعيشون في بذخ وترف عكس ما يدعيه عباس، فضرائب ممتلكاتهم في كندا فقط بلغت 18 مليون دولار قبل فترة ” چا شكد تملكون حبوبة إذا بس ضرايب هلكد تدفعون؟ “، ما علينا لنعد لبدايات عباس وكيف تسلق هرم السلطة.
يعتبر عباس من المؤسسين لحركة فتح، مع عرفات وقادة الصف الأول عام 1965، ليصبح أهم رجالاتها والمرشح بعد عرفات لتولي السلطة في عام 2005.
لم تكن سيرة عباس مثالية وطنية، بل كانت سيرة مثيرة للجدل، بسبب علاقاته المشبوهة مع أمريكا و الصهيونية، بل وحتى المخابرات الروسية سابقا ال (KGB)، حيث تم تسريب وثائق مهمة في بداية التسعينات تثبت تورط كروكوف، كما يلقبونه الروس بجمع معلومات خاصة عن سوريا في عام 1983، لصالح الاتحاد السوفييتي السابق، رغم إنكار السلطة الفلسطينية آنذاك، إلا أن ساحة عباس لم تتبرأ تماما.
معروف عن عباس صلاته الوثيقة بالإحتلال و جماعات يهودية، مهدت لدوره المحوري في عقد إتفاقية أوسلو في التسعينات، وهي أول إتفاقية سلام بين المحتل و فلسطين، حيث يؤمن عباس بأن من حق المغتصب العيش بسلام الى جانب الفلسطينيين، وأحقيتهم بوجودهم على الأراضي التي أحتلها الكيان قبل عام 1967، لأن الحل السياسي السلمي أفضل من الكفاح المسلح، وهو يعارض ما تقوم به الفصائل المسلحة على أرض الواقع.
لم يكن عباس يمتلك حضورا قويا أو كاريزما مميزة، تؤهله لشغل هذا المنصب ما عدا صلاته الوثيقة وعلاقاته مع الغرب، واليهود وتنازله عن حقوق شعبه، هو ما ساعده في البقاء لغاية يومنا هذا.
لقد توجهت لعباس ضربة قوية، أدت الى زعزعة مكانته دوليا و محليا، بعد فوز حماس بإلإنتخابات البرلمانية لعام 2006،رغم دعم بوش الإبن آنذاك لتلك الانتخابات، متصورا أن فتح ستفوز وسيحكم عباس، عميلهم سيطرته أكثر على السلطة لكن ما كل ما يتمناه العميل يدركه، ففوز حماس قلب الموازين وأدى إلى إنشقاق بين فصائل المقاومة، نتج عنه فرض حصار على قطاع غزة، معقل حركة حماس في عام 2007 بحجج واهية، و ألغيت حكومة إسماعيل هنية وحلت محلها حكومة سلام فياض، وبذلك أصبحت فتح من مشروع تحرر ورفض للإحتلال، الى أداة قمع بيد الإحتلال.
في عام 2009 أعلن عباس أنه لن يترشح مجددا للرئاسة، إن اقيمت إنتخابات جديدة، سبحان الله عباس لم يجدد ترشيحه، ولم تقام إنتخابات مجددا لغاية اليوم يعني، ”تريد عباس أخذ عباس، تريد إنتخابات هم أخذ عباس وفوكاها هدية عمالته لليهود “.
لم تتوقف الإنشقاقات بين حماس وفتح، بل تعداها لتصل إنشقاق داخل فتح ذاتها، والسبب هي سياسات عباس التعسفية، ”مثل شگة ابليس يسوي المصيبة ويضم راسه “، فقد وصل الحال بعباس لطرد وتهميش قيادات الصف الأول في فتح وإتهامهم بالفساد، أمثال محمد الدحلان قيادي بفتح و الرئيس السابق لجهاز الأمن الوقائي، والذي تربطه علاقات مهمة بدولة الامارات.
تم طرد الدحلان من فتح عام 2011، بسبب تهم الفساد و إختلاس الأموال، مع العلم إن هنالك شبهات فساد مريبة للثراء غير معروف المصدر لأولاد عباس، ومشاريعهم الموجودة في كندا و روسيا وقطر، وهو أولى أن تتم محاسبته بسبب الفساد.
ظاهر الأمر هو طرد الدحلان كان هذا سببه، لكن ماخفي هو تعاظم قوة الدحلان، وسطوع نجمه أمام ضعف عباس سياسيا، حيث لجأ الدحلان الى عقد تفاهمات مع ناصر القدوة إبن أخ الراحل عرفات، و مروان البرغوثي الأسير الفتحاوي لدى الأحتلال، من أجل إنشاء قائمة موحدة لخوض الإنتخابات الرئاسية، ”طبعا هاي إذا الله هدى عباس وقرر انه لازم يجروها، أو يتوكل على الله ويموت ويخلي الوادم تكمل حياتها، وتشوف دربها بلياه “، حيث عد محللون سياسيون أن البرغوثي، هو الأمثل لإدارة البلاد في هذه المرحلة بدلا من عباس، لذلك كانت خطوة الدحلان ذكية لسحب البساط منه، لو لم يلتف عباس على شرعية تواجده في فتح.
لقد تراجعت شعبية عباس كثيرا في السنوات القليلة، حسب إستطلاعات لمراكز الدراسات والبحوث السياسية ومنها، ( المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات المسحية PCPSP)، حيث أجرى إستفتاء عام 2020 عمن يراه الفلسطينيون مناسبا كرئيس لهم، وكانت النتائج كالاتي:
22% مروان البرغوثي الأسير الفتحاوي.
14% اسماعيل هنية من حماس.
9% محمود عباس من فتح.
7% محمد الدحلان من فتح.
نختم مقالنا المثير بمعلوماته بتصريح لأحد أساتذة العلوم السياسية في جامعة غزة د. عدنان أبو عامرة حيث قال ” الجماهير ليست وحدها الناقمة على السلطة الفلسطينية، بل الناقمين عليها موجودين ضمن قياداتها ورجالها وهي مخذولة ومهانة بسببهم “.
بعد كل هالكلام، هم بعدكم تظنون انه عباس رئيس وطني حبوبة لو تغير رايكم ؟.
https://telegram.me/buratha