التقارير

ثقافة الإستخفاف بالعلوم في العراق .. إلى متى ؟؟!!


 

 أحمد رضا المؤمن ||

 

من منا لم يشهد فترة الدراسة الإعدادية حالات الإستخفاف والإستهزاء والتنمر من ..طلاب الفرع (العلمي) بحق طلاب الفرع (الأدبي) وطلاب الفرع (الأدبي) بحق طلاب الفرع (الصناعي) وطلاب الفرع (الصناعي) بحق طلاب الفرع (التجاري) وطلاب كلية الطب (البشري) بحق طلاب الطب (البيطري) وطلاب الهندسة (الكهربائية والميكانيكية والتقنية…) بحق طلاب الهندسة (الزراعية) وهكذا …

هذه الثقافة الإستخفافية أو الطبقية بحق أنواع معينة من العلوم والمعارف والإختصاصات لها أسباب كثيرة لعل أهمها وأبرزها الأسباب المادية وطبيعة المهن الناتجة عن نوع الدراسة كالطب والهندسة مثلاً .

لكن هذه الثقافة الإستخفافية والطبقية خطر وخطأ فادح يهدد قيم الإبداع وإحترام العلوم بجميع أنواعها وإختصاصاتها فبالنتيجة العلم هو حالة تكاملية مترابطة ، فالطبيب لم يكن طبيباً إلا عندما درس سنيناً طوال عند الكثير من المعلمين والمدرسين الذين تخرجوا من الفرع الأدبي .. وهكذا . فالأمم المتحضرة اليوم لا تحتقر أي علم من العلوم مهما كان بل تجهد في الإستفادة منه وجعله سلاح بيدها تخدم به نفسها ، وهو عكس ما نشاهده اليوم في العراق منذ زمن في شيوع حالة الطبقية والإستخفاف حد التنمر تجاه أي علم أو تخصص وهو ما لاحظنا مثاله للأسف الشديد في حالة طالبة دراسات عليا كانت تناقش واقع صناعة الحلويات في بعض المدن العراقية .

يحدث ذلك بالوقت الذي نشاهد إحترام دول العالم لدراسة أي إختصاص ومنها ما يتعلق بالزراعة والأغذية والصناعة الغذائية ومن ذلك الحلوى . 

لاحظنا بالأمس خلال ساعات قليلة الكم الهائل من التنمر والإستخفاف في مواقع السوشيال ميديا بجهود هذه الطالبة لا لشيء سوى لأنها تحدثت عن حلوى الدهين النجفي ضمن دراستها لجغرافيا الصناعة في مدينة كربلاء المقدسة !

للأسف إنهم يستكثرون على هذه الطالبة عمل بحث عن الدهين ولكن هؤلاء أنفسهم لن يستكثروا عليها ذلك لو قامت بدراسة عن المعكرونة والبيتزا في إيطاليا والتي اصبحت اكلات عالمية .

ولن يستكثروا كذلك اي دراسة عن أكلة السوتشي في اليابان ، أو أكلة المندي اليمنية ، او اذا كانت الدراسة عن أكلة الكشري والملوخية في مصر ، أو اذا كانت عن صناعة الجبن الفرنسي … 

إن ما يجهله هؤلاء (وهم كثر) أن "البيبسي" مثلاً يعتبر عضو وعنصر أساسي بالاقتصاد الامريكي ، وكذلك "الجيلاتو" موطا ايطالية التي يستوردها معظم دول العالم . 

نصيحة لكل عراقي (متحضر) أن يحترم جميع العلوم والمعارف ولا يحتقرن منها شيئاً ونبذ ثقافة الطبقية والإستخفاف بالعلوم أياً كانت . وأن يؤمن بثقافة التكامل بين العلوم المتنوعة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك