د.أمل الأسدي ||
الدراما الإيرانية المدهشة، لاتكتفي بإمتاع المشاهد وتسليته؛ بل تبني المتلقي، تبني شخصيته، ولاسيما المرأة!!
مثال ذلك: الرائعة الإيرانية مسلسل" شهرزاد" الذي يبين قدرة الدراما الإيرانية علی تجسيدها للواقع بكل تفاصيله وتناقضاته في مرحلة تأريخة ما، ففي الحلقة 23 من الجزء الأول، التي يجبر بها العم الغني المتنفذ في السلطة، يجبر بها صهره وابن أخيه علی الطلاق من البطلة" شهرزاد" بعد أنجبت لهم الولد الوريث؛ في هذه الحلقة قدم المخرج لنا نظرة شهرزاد إلی والدها، نظرتها الصامتة العميقة المعاتبة الباحثة عن الحل، الخائفة، المستنتجة، المبينة العاجزة، نظرت إليه قُبيل التوقيع علی طلاقها، فقد أجبرها والدها علی الزواح من البطل" قوباد" طاعةً لسيده" بزرغ آغا" ولأسباب أخری تتبين لاحقا، ثم جلس الأب عاجزا عن حماية ابنته والمحافظة علی حقوقها، وانقاذها من تسلط سيد عائلة" ديوان سالار" في ذلك الزمن الذي تتحكم فيه العوائل الثرية وتقود الواقع كما تشاء، وتشكّل القانون بحسب إرادتها ومصالحها!!
ثم تتحول هذه النظرة الصامتة الی ثورة من حساب الضمير لدی الوالد المستسلم" چمشيد" فيموت وهو يبكي ويصرخ علی مافعله بابنته!
يموت وهو يشعر بالعجز التام!!
وهكذا تحولت النظرة الصامتة الی صرخة توقظ الضمائر، لتميز بين عصرين، عصر اللا قانون وحكم العوائل، وعصر القانون واحترام المرأة، احترام ذاتها المستقلة!!
إنها الدراما الإيرانية ياسادة!!
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha