لمى يعرب محمد ||
لنا في مصاديق كلامنا دستور، ودستورنا الدائم هو القران الكريم، ذلك المنطق الخاص والمعجم الذي يترتب عليه وجود الشيء وعدمه، الكتاب الذي يشكل خطرا ويثير غضب المنحرفين والمنافقين.
يقول الله تعالى في محكم كتابه العزيز من سورة الفلق:"ومن شر غاسق إذا وقب*ومن شر النفاثات في العقد".
معنى الغاسق في اللغة:هو الليل إذا اقبل بظلمته، أو دخل في كل شيء وأظلم، ويقال غسقت السماء:أظلمت وأمطرت، أي إن الغسق هو تغيير اللون من حال إلى حال كما في تغير لون السماء من وقت الغروب إلى الليل، ودخول الليل في ظلامه الحالك. أما معنى الواقب: وقب الظلام جاء وأقبل، دخل وانتشر، والواقب:الأحمق والنذل الدنيء، والوقباء المرأة الحمقاء، الوقبي:المولع بصحبة الحمقى، أوقب:جاع، أوقب النخل:عفنت شماريخه.
*ومن شر غاسق إذا وقب: من شر الأحمق إذا غضب وتغير لون وجهه كما تتغير لون السماء!..
معنى نفث في اللغة:هو رمى، يقال نفث الثعبان السم أي رمى به والنفث هو صوت الحية عند خروج السم، ونفث في أذنه: أي ناجاه بصوت هامس هادئ و موشوش له، ورجل نفاث ساحر، وهو من يقوم بأعمال السحر، والنفاثة الساحرة التي تنفث في عقد الخيط مؤكدة سحرها.
أما العقد: عقد الحبل:جعل فيه عقدة،أي جعل فيه عروة وأدخل أحد طرفيه فيها وشده، عكس حله، عقد الأفكار:عزم ونوى وقصد.
*من شر النفثات في العقد: من شر غسيل الأدمغة عند عقد الأفكار ومحاورتها وتغيير القناعات بهدوء وسلاسة..
تملك الأنظمة السياسية الحديثة قدرة كبيرة على خداع وعي الناس وإثارتهم، من خلال السياسة الإعلامية الصادرة منها، ومما يعزز آلية التحكم في تزييف الوعي وإعادة إنتاجه وتشكيله لإرادات الأنظمة، امتلاكهم صناعة الصورة والموضوع وربطها بالعلاقة النفسية للفئة المستهدفة، والتي تؤدي إلى ترويض العقل والعين وقبول المادة بما تحمله من مضامين واملاءات، وكذلك ممارسة التضليل والتوجيه باستعمال التقنيات والتواصل الاجتماعي الحديث، لذا نجد اليوم تداخل قوي جدا بين سرعة الإعلام وتفاعل الجمهور، إضافة إلى لعب الأفكار ذات المدلول السياسي دورا محوريا في قيادة الرأي العام، خاصة عند الاعتماد على إثارة العاطفة وأسلوب التشويه والتزييف، ويزداد أسلوب إثارة العاطفة عندما يصعب استخدام الأساليب والحقائق المادية في استمالة الرأي العام، وعلى سبيل المثال إبراز صور ورموز مثيرة لما لها تأثير قوي على العقول والعواطف، يقول هتلر في كتابه"كفاحي":"الإعلام يستطيع أن يبني دولة أو يهدم دولة"، وهذا ما حدث فعلا بقضية حرق القران الكريم وعلم العراق، والعمل على آلية الجانب النفسي للشعب العراقي، ومن هنا نتساءل:هل يختص القران الكريم بدولة العراق فقط؟.. وهل من يحمل الأفكار المنحرفة وتحفيزها في عقول الناس يجب أن يكون عراقي الجنسية؟.. وما الذي تريده المرأة الوقباء من العراق بين وقت وآخر؟..
لا تقل توظيف الأحداث الأخيرة من التطاول على المصحف الشريف والعلم العراقي، عن توظيف الصاروخ أو الرادار، ولم تزد الحرب الإعلامية الالكترونية الحديثة من أساليب اليهود والمنافقين، دناءة عن دناءتهم المعروفة إلا قوة في المكر والكيد، والإرجاف، والإفك، وتضليل الرأي، وكتم الحق، وتحريف القول، وبذر الشقاق، ولكن الحق أقوى؛ لأنه حق، وان الله تعالى لا يصلح عمل المفسدين، ولا يهدي كيد الخائنين.
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha