عادل الجبوري ||
تصاعدت موجة الغضب الشعبي والرسمي العراقي ضد تكرار انتهاك حرمة القرآن الكريم والإساءة إلى السيادة الوطنية العراقية من قبل المدعو سلوان موميكا وبموافقة وحماية السلطات الحكومية السويدية.
· قرارات حازمة وشجاعة
ولم تكتف الحكومة العراقية هذه المرة بإصدار بيانات الشجب والاستنكار غير المجدية، بل سارعت للإعلان عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع السويد، وأبلغت السفيرة السويدية في بغداد جيسيكا سفاردستروم بضرورة مغادرة العراق خلال وقت قصير جدًّا، في ذات الوقت الذي أوعزت للقائم بالأعمال العراقي في السويد بالعودة إلى البلاد.
وعلى وقع هذا القرار الجريء والشجاع للحكومة العراقية، أعلنت مؤسسات حكومية وغير حكومية عراقية وحكومات محلية تعليق تعاونها وعملها مع الشركات السويدية، من قبيل إعلان وزارة الاتصالات وقف كل أشكال التعامل مع الشركات السويدية، فضلًا عن قيام هيئة الإعلام والاتصالات بتعليق العمل بعقود شركة "إريكسون" السويدية المتخصصة في قطاع الاتصالات، وكذلك إعلان الحكومة المحلية لمحافظة واسط بمنع أي تواجد للشركات السويدية أو الرعايا السويديين على أراضي المحافظة.
إلى جانب ذلك، تبنت هيئة الاستثمار الوطنية العراقية ذات الموقف، حيث قررت عدم السماح للشركات السويدية بالاستثمار داخل العراق، وليسري هذا القرار على كل ما يمتُ بصلة للشركات السويدية.
· تأييد ودعم واسع لقرارات الحكومة
وحظي قرار الحكومة العراقية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع السويد ردًّا على سماحها بانتهاك المقدسات الدينية الإسلامية والتجاوز على الرموز الوطنية العراقية، بتأييد ودعم واسعين من قبل مختلف الأوساط والمحافل السياسية والشعبية والنخبوية العراقية.
فعلى الصعيد السياسي، صدرت بيانات إدانة واستنكار بالإساءة المتكررة للقرآن الكريم وتأييد وإشادة بقرار الحكومة، من قبل رئاسة جمهورية العراق، ورئاسة البرلمان، وحكومة إقليم كردستان، ومختلف القوى والأحزاب والحركات والشخصيات والفاعليات السياسية على اختلاف توجهاتها وانتماءاتها.. وامتدت مواقف الشجب والاستنكار إلى شخصيات ونخب مسيحية وصابئية وأيزيدية مختلفة.
وكذلك فإن مؤسسات وتجمعات وشخصيات دينية واجتماعية وثقافية عراقية، عبرت عن إدانتها واستهجانها الشديدين لما حصل في السويد من انتهاكات فاضحة لكتاب الله المجيد، هذا في الوقت الذي شغلت تلك القضية مساحة كبيرة من أطروحات خطباء المنبر الحسيني والشعراء الحسينيين، لا سيما وأن تكرار تلك الانتهاكات والتجاوزات تزامن مع بدء شهر محرم الحرام.
· تجمعات ومسيرات احتجاجية كبيرة
وبينما خرجت الخميس عدة تظاهرات جماهيرية منددة بجريمة حرق وانتهاك قدسية القرآن الكريم والعلم العراقي، من المقرر أن تشهد العاصمة بغداد وبقية المحافظات العراقية هذا اليوم الجمعة، تجمعات ومسيرات مليونية في وقت واحد.
وأصدرت "اللجنة المركزية المشرفة على تظاهرات الشعب للدفاع عن القرآن الكريم" جملة من التوجيهات من بينها، أن يكون "التظاهر في يوم الجمعة الساعة السادسة عصرًا في بغداد ومراكز المحافظات"، و"على المتظاهرين حمل نسخة من القرآن الكريم والعلم العراقي إن أمكن"، و"عدم الاعتداء على المعتقدات الدينية أو الرموز الوطنية للآخرين"، و"الحذر التام ومنع محاولات الاعتداء على المقرات الدبلوماسية والاقتصادية التي تسفر عن أضرار تمس بسمعة العراق، فضلًا عن "التعاون مع الأجهزة الأمنية وتنظيف المكان بعد التظاهر".
وكانت جموع من المتظاهرين العراقيين قد تجمعت الليلة قبل الماضية أمام السفارة السويدية وسط العاصمة بغداد، واقتحمتها وأضرمت النيران فيها، بعدما أقدمت السلطات السويدية على منح تصريح للمدعو سلوان موميكا يسمح له بإحراق القرآن الكريم وتدنيسه وكذلك إحراق العلم العراقي، وهذا ما حصل بالفعل يوم الخميس.
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha