عادل الجبوري ||
بدأت منذ وقت مبكر استعدادات كل من العراق وإيران لزيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام التي تصادف في العشرين من شهر صفر من العام الهجري القمري وستحل بعد حوالى ثلاثة أشهر ونصف الشهر.
وفي هذا السياق، قام وزير الداخلية العراقي عبد الأمير بزيارة رسمية إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية لبحث ومناقشة جملة من الأمور التفصيلية المتعلقة بالزيارة حيث أعلنت مصادر رسمية عراقية وإيرانية بصورة منفصلة أن وفدًا أمنيًا وفنيًا وإداريًا رفيع المستوى رافق الشمري إلى طهران، وعقد اجتماعات مفصلة مع المسؤولين الإيرانيين المعنيين بهذا الملف من أجل ترتيب كل الإجراءات والاتفاق على الخطط الكفيلة بتأمين القضايا اللوجستية والأمنية المطلوبة لنقل ملايين المواطنين الإيرانيين إلى العراق لأداء مراسم الزيارة، فضلًا عن آليات مشاركة المواكب والهيئات الحسينية الإيرانية في تقديم الخدمات للزائرين، وكذلك مشاركة بعض المؤسسات والدوائر الإيرانية الخدمية مع الجهات العراقية في إنجاح الزيارة.
وكانت وسائل الإعلام الإيرانية قد أشارت إلى أنه تمّ مؤخرًا عقد الاجتماع الـ (111) للجنة المركزية لزيارة الأربعين في إيران بحضور محافظي ومسؤولي المحافظات الحدودية المتمثلة بخوزستان وإيلام وكرمانشاه وكردستان وأذربيجان الغربية برئاسة مجيد مير أحمدي نائب وزير الداخلية للشؤون الأمنية وإنفاذ القانون ورئيس لجنة الأربعين المركزية.
وجرى في هذا الاجتماع بحث أهم القضايا المتعلقة بتسهيل سفر الزوار للمشاركة في مراسم زيارة الأربعين، ومنها الآلية الجديدة لتسجيل الزوار وإصدار جوازات السفر الخاصة بالأربعين، وسبل نقل الأجهزة والمعدات الخاصة بالمواكب الحسينية الإيرانية إلى العراق، والقضايا الجمركية واللوجستية المختلفة.
وتزايدت خلال الأعوام القلائل المنصرمة أعداد الزائرين الإيرانيين في شهري محرم وصفر ــ حيث تصادف ذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع) في العاشر من محرم وأربعينيته في العشرين من صفر ــ حتى وصلت إلى خمسة ملايين شخص وفقًا لتقديرات الجهات العراقية والإيرانية، ومن المتوقع أن ترتفع هذه الأرقام مع توفر المزيد من التسهيلات القانونية والإدارية والمالية.
وكان كبار المسؤولين الإيرانيين وفي مقدمتهم آية الله العظمى الإمام السيد على الخامنئي قد أشادوا مرارًا بحسن ضيافة وكرم الشعب العراقي مع عموم الزائرين، والإيرانيين منهم على وجه الخصوص.
تجدر الإشارة إلى أنه على مدار العام يتدفق الإيرانيون بالملايين إلى العراق عبر المنافذ الحدودية البرية والمطارات لإحياء المناسبات الدينية وزيارة مراقد أئمة أهل البيت (ع) في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة والكاظمية وسامراء، فضلًا عن عشرات المراقد والمقامات العائدة لعدد كبير من الأنبياء والأولياء وأبناء وأحفاد الأئمة المعصومين التي تتوزع على مختلف مدن ومحافظات العراق، والتي كان للمؤسسات الحكومية وغير الحكومية الإيرانية دور كبير في تطوير الكثير من تلك المراقد والمقامات طيلة العقدين الماضيين.
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha