عادل الجبوري ||
على مدى يومي السادس والسابع من شهر ايار-مايو الجاري، استضافت العاصمة العراقية بغداد المؤتمر الدولي الثالث للمياه بمشاركة ممثلين عن دول عربية واقليمية واطراف دولية.
وشهد المؤتمر الذي نظم برعاية رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وتحت شعار (شحة المياه، أهوار وادي الرافدين، بيئة شط العرب، مسؤولية الجميع)، القاء كلمات وتقديم بحوث وعقد حلقات نقاشية تمحورت حول تحديات ومخاطر نقص المياه في العراق والمنطقة على عموم الاوضاع الحياتية والاقتصادية لملايين الناس.
وفي كلمته الافتتاحية بالمؤتمر، دعا السوداني الى تدخل دولي عاجل لمعالجة انخفاض مناسيب مياه نهري دجلة والفرات، في ذات الوقت الذي اكد نية الحكومة العراقية اللجوء الى خيار تحلية مياه البحر، كواحد من الحلول المطروحة لمعالجة ازمة المياه، وقال ان الحكومة الحالية وضعت الملف المائي من أولوياتها، واتخذت الكثير من السياسات والمعالجات، ومن بينها ضبط الخطة الزراعية الشتوية من خلال إدخال الوسائل الحديثة للري، مشددا على أن الخطط الزراعية المقبلة تقتصر على المزارعين المستخدمين لوسائل الري الحديثة.
واوضح ان حكومته اتجهت إلى الاستفادة من الخبرات التي تملكها الدول المتقدمة للاستفادة من المياه بالشكل الامثل، حيث ان العراق يعد واحدا من البلدان التي تعاني من آثار اجتماعية واقتصادية بسبب شحة المياه، علما ان خطر أزمة المياه بدأ منذ ثمانينيات القرن الماضي، وكان من أسباب تلك الازمة هو السلوك العدائي للنظام الديكتاتوري، وعدم تنظيم الوضع المائي مع دول الجوار.
واكد السوداني ان نظام صدام خلّف تركة ثقيلة من المشاكل المائيةَ العالقة مع دول المنبع، ونظاما متخلفا في الإدارة المائية لم يتم تحديثه، الامر الذي ادى الى الوضع المائي القائم، ناهيك عن التحولات المناخية العالمية الحاصلة خلال الاعوام الماضية.
بمشاركة اطراف عربية واقليمية ودولية: بغداد تستضيف المؤتمر الدولي الثالث للمياه
من جانبه اكد وزير الموارد المائية العراقي عون ذياب، ضرورة تعزيز العلاقات الدولية لتطوير التعاون ووضع الحلول العملية لأزمة المياه. قائلا، ان المياه مورد من موارد الحياة الحيوية المعرضة للمخاطر في الوقت الحاضر، وأن العمل الجاد والتخطيط السليم يمكن أن يكونا الحل الواقعي لهذه الأزمة.
واضاف ذياب، ان الحكومة العراقية أولت اهتماما كبيرا بالملف المائي من خلال قرارات أعطت الأولوية لمواجهة التغيرات المناخية، وان هذا المؤتمر يعتبر فرصة لمناقشة التحديات التي تواجه الموارد المائية، وإيجاد الحلول المبنية على أسس التعاون على المستويين الدولي والإقليمي.
وتضمنت اعمال المؤتمر الدولي الثالث للمياه عدة محاور من بينها، الماء من أجل البشر والطبيعة، ودبلوماسية المياه والحفاظ على البيئة، واستدامة الأراضي الرطبة من أجل الازدهار، وإدارة المياه والابتكار".
وتركزت مجمل النقاشات على كيفية رسم سياسة مناسبة لإدارة الموارد المائية تنسجم وتحديات الشحة المائية، بغية توفير مياه آمنة للمجتمعات وضمان مستلزمات النشاط الاقتصادي، إضافة إلى استدامة النظم الإحيائية للأهوار وشط العرب والحفاظ على تلك النظم من التلوث، وكذلك البحث في إيجاد البدائل والحلول الممكنة للتخفيف من آثار التغير المناخي والاحتباس الحراري، واستدامة بيئة الأهوار والأراضي الرطبة للحفاظ على النظام الايكولوجي والتنوع الإحيائي.
ويواجه العراق جملة مشاكل مع بعض دول الجوار، وخصوصا تركيا، بخصوص كيفية توزيع الحصص المائية من نهري دجلة والفرات اللذين ينبعان من جنوب شرق تركيا، ويدخل الاول الى العراق مباشرة، بينما يمر الثاني في الاراضي السورية قبل دخوله العراق. ويشكل النقص الحاد في كميات المياه الواردة له تحديا مقلقا وخطرا كبيرا يهدد الزراعة والحاجات والمتطلبات الاساسية لملايين المواطنين من المياه، وتشير العديد من المصادر الرسمية وغير الرسمية الى ان كميات المياه الواردة عبر نهري دجلة والفرات تراجعت بمقدار كبير، فبينما كانت في السابق تقدر بحوالي تسعين مليار متر مكعب سنويا، تراجعت في العام الماضي الى خمسين مليار متر مكعب.
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha