"جنون الكرسي" قد يكون كـ"اللعنة" التي تلاحق صاحبها لاسيما مع اعتلاء المنصب الأول بالحكومة العراقية، وتكون صاحب القرار الأول والأخير، وهو ما يدفعك الى فعل ما لا يخطر على البال لتحقيق الاحلام والعودة الى "عرش" الرئاسة.
رئيس الوزراء السابق، مصطفى الكاظمي، وخلال عامين فهم جيداً قوة المنصب الذي تقلده لاسيما انه دافع كثيراً للاحتفاظ به، لكن "الرياح تجري ليس كما تشتهي السفن"، فخابت اماله وتبددت أحلام "الولاية الثانية".
الخروج من الحكومة العراقية بعد انتهاء أسوأ فصل مر على تاريخ العراق، قد لا يعني بالشيء الكثير للكاظمي، باعتبار أن "حلم العودة" لا يزال عالقاً بذاكرته لاسيما أن الأخير تعود خلال العامين السابقين بالاستعانة والتوسط لدى دول الجوار والبلدان الإقليمية للمكوث أطول فترة ممكنة في رئاسة الحكومة العراقية.
الكاظمي وبعد اختفاء لمدة قرابة أربعة أشهر، فاجأ الجميع بخطوة قد تكون محسوبة جيداً لديه، والتي تمثلت بزيارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولقاءه بوزير الخارجية، امير حسين عبد اللهيان، قبل سفر الأخير الى بغداد.
وكان رئيس الوزراء السابق، مصطفى الكاظمي، قد توجه بزيارة الى الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولقاءه بوزير الخارجية امير حسين عبد اللهيان قبل زيارته الى بغداد.
ووصل وزير الخارجية الإيراني، امير حسين عبد اللهيان، فجر اليوم الأربعاء، الى العاصمة بغداد، لعقد سلسلة من الاجتماعات مع وزير الخارجية والرئاسات الثلاث.
أسباب كثيرة قد دفعت الرئيس السابق الى زيارة إيران، قبل زيارة وزير خارجيتها الى بغداد، و"العودة" الى الساحة السياسية العراقية قد يكون أحدها.
القيادي بالإطار التنسيقي، كاظم الحيدري، يحدد سببين وراء زيارة رئيس الوزراء السابق، مصطفى الكاظمي، الى إيران، قبل زيارة وزير خارجيتها الى بغداد، فيما أكد أن الكاظمي يحاول الدخول الى العملية السياسية العراقية من جديد.
ويقول الحيدري، في حديث ل / المعلومة /، إن "زيارة الكاظمي الى إيران قبل زيارة وزير الخارجية امير حسين عبد اللهيان الى العراق تعود لملفين أساسيين"، مبينا أن "المحور الأول أنه حاول لعب دور الوسيط بين إيران وأمريكا ولا يزال هذا الملف عالقا في ذاكرة الكاظمي".
ويضيف: "اما من الناحية الداخلية فان الكاظمي يريد تشكيل كتلة سياسية والدخول في الانتخابات المُقبلة ومحاولة ترطيب الأجواء بين الدول المؤثرة في المعادلة العراقية السياسية من ضمنها إيران".
ويوضح القيادي، أن "رئيس الوزراء السابق يتوقع أن تكون زيارته بهذا الشكل، ولا يزال يرى نفسه بانه الرجل ذو الحظ الأعظم في المعادلة السياسية".
ويبين الحيدري، أن "الكاظمي يحاول طرح نفسه كالبديل الجاهز والمقبول من الأطراف السياسية لرئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، في حالة قرر الانسحاب نفسه لأي سبب من الأسباب".
من جانبه، وصف القيادي بائتلاف دولة القانون، حيدر اللامي، رئيس الوزراء السابق، مصطفى الكاظمي، بـ"الدمية" بيد الخارج، فيما أكد أن الجهات التي تحاول اعادته الى الساحة العراقية ستكون "خاسرة".
ويذكر اللامي، في حديث ل / المعلومة /، أن " الكاظمي ترأس الحكومة العراقية لفترة ليست قصيرة وحصلت خلال فترته احداث كثيرة ومفارقات قد تكون محورية في تاريخ العراق الحديث".
ويلفت الى، أن "من بين الأمور التي حدثت خلال حكومة الكاظمي اغتيال القادة عندما كان مديراً لجهاز المخابرات، رفع سعر صرف الدولار، وقضية الاستهداف المزعومة لبيت رئيس الوزراء، وغيرها الكثير"، مؤكداً أن "هذا الرجل في حالة أرادوا اعادته الى الساحة العراقية فأن القضية ستكون فيها (فنتازيا إعلامية)".
ويبين القيادي بائتلاف المالكي: "في حالة أرادت بعض الجهات السياسية دعمه فأنها ستدعم الخاسر"، لافتاً الى أن "الكاظمي كان مجرد دمية بيد الخارج".
ويؤكد اللامي، أن "رئيس الوزراء السابق كان يملك فريقاً من المستشارين الذين لا يصلحون أن يديروا مدرسة ابتدائية".
الى ذلك، رجح السياسي المستقل سعد المطلبي، الخميس، ان زيارة رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي الى إيران وراها ثلاثة أمور، معداً الزيارة بهذا التوقيت "مبهمة" و"غريبة".
ويؤكد المطلبي لـ / المعلومة/، ان "زيارة الكاظمي الى طهران لم يكشف عن تفاصيلها، الا ان توقيتها غريب ومبهم خاصة وان وزير الخارجية الإيرانية وصل بغداد بعد لقائه بالكاظمي بوقت قصير جدا".
ويذكر المطلبي، "من المرجح ان تكون الزيارة تتعلق بالتحقيقات بشأن عملية اغتيال قادة النصر وأيضا تتعلق بقضية صفقة القرن"، مشيرا الى ان" الكاظمي بصورة عامة امريكي التوجه".
ويتابع حديثه، ان "زيارة الكاظمي الى الامارات محاولة للعودة الى الساحة السياسية كونها تقوم بدعم بعض السياسيين ممن لهم توجه امريكي".
القوى السياسية تدرك جيداً حجم الازمات التي تسببت بها حكومة الكاظمي للشعب العراقي والتركة الكبيرة التي خلفها على الحكومة الجديدة، وهو ما يضعها بزاوية "الرفض" او "الفيتو" الشعبي والسياسي امام عودتها باي شكل كان الى أروقة "السياسة"
https://telegram.me/buratha