بين الفترة والأخرى، تظهر ظاهرة غريبة على المجتمع العراقي تغزو مواقع التواصل الاجتماعي وتخدش الحياء، الا أن هذه المرة كانت ليست كسابقاتها، فأصبحت سلعة مباعة ومُنتشرة بشكل يفوق العقل والتفكير، فعند استخدام جهازك المحمول أو حاسوبك الشخصي فلابد أن يخرج لك شخص يقوم بحركات غربية أو امرأة تؤدي حركات "استعراضية" الحكم عليها "الرفض" والغاية منها غير مُدركة، ولا تخلوا من الحصول على الأموال والهدايا والعلاقات المشبوهة.
"المحتوى الهابط" والمعرف بنشر مواد مُخالفة لتعاليم الشعب العراقي والقيم التي تربى عليها قد تكون كثيرة الأسباب الا أن فترة انتشارها قد تكون خلال الحكومة السابقة لسبب قد يكون معلوم للجميع وهو محاولة "المبخوت" تلميع صورته دائماً.
تفاقم المشكلة أدى لجذب انظار الحكومة وهو ما دقعها للقيام بحملة للسيطرة على أصحاب المحتوى السيء من خلال عمليات توقيف وإصدار احكام قضائية وايداع المخالفين السجن.
النائبة عن محافظة البصرة زهرة البجاري، عزت تفاقم ظاهرة انتشار المحتوى الهابط على وسائل التواصل الاجتماعي إلى السياسات التي انتهجتها الحكومة السابقة، عادة تلك المحتويات تمثل تهديداً خطيراً لتماسك المجتمع.
وتقول البجاري، في بيان / المعلومة /، إن "ما تعيشه مواقع التواصل الاجتماعي الآن من انتشار للمحتويات الهابطة والثقافات الدخيلة والاعلام الطائفي هي بسبب سياسات حكومة الكاظمي وزبانيته، بالإضافة الى دور مخابرات دول أعداء العراق والانفتاح غير الأخلاقي الذي عمد على دعمه".
وتابعت عضو مجلس النواب، أن "المحتوى الهابط والنشر السيئ كان قد فعل بقوة خلال عهد الكاظمي وداعميه لاسيما وان فترة حكومته مثلت انتكاسة للعراق الجديد بكل المقاييس و حملت انحدار أخلاقي وانساني وتزايد للانحراف والشذوذ".
ووصفت البجاري، فترة حكم لكاظمي بـ"زمن إشاعة الفوضى غير الأخلاقية بذريعة الحريات"، مشددة على "ضرورة ان تمنع الأجيال الواعية والمقاومة حدوث مثل هكذا انتكاسات خلقية وتدني انساني".
الى ذلك، بين عضو ائتلاف دولة القانون، أحمد الصوفي، أسباب زيادة انتشار المحتوى الهابط في العراق بالآونة الأخيرة، وفيما أكد أن هذا المحتوى تفاقم في حكومة الكاظمي.
ويؤكد الصوفي في حديث لوكالة / المعلومة /، أن "المحتوى الهابط بدأ منذ الانفلات الإعلامي لوسائل التواصل الاجتماعي، لكنه تفاقم في زمن رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي ولأكثر من سبب"، مبينا أن "الامر الأول أنه لم يكن هناك محاولة جدية للسيطرة على هذا المحتوى".
ويضيف، أن "السبب الأخر تمثل بهؤلاء الأشخاص الذين استخدموا هذا المحتوى وطرحوه وفق تسميات متعددة مثل (بلوكرات) و (فاشينيستات) أو (يوتيوبر)، وجدوا من يحميهم ويشجعهم"، مؤكدا أنهم "اصبحوا يملكون علاقات كثيرة بضباط كبار ومسؤولين واثرياء وبعض السياسيين ووفروا لهم الحماية، وهذا ما شجعهم على الاستمرار".
ويتابع الصوفي حديثه، قائلاً: "السبب الرئيس الثالث هو قلة الثقافة المجتمعية والجهل المطبق الذي أصاب المجتمع، وضعف سيطرة الدولة على وسائل التواصل".
ويؤكد عضو ائتلاف المالكي، ان "أصحاب المحتوى الهابط ازداد عددهم في زمن الكاظمي بسبب أن الأخير كان يهتم بتلميع صورته على وسائل التواصل الاجتماعي".
من جانبه، رأى المحلل السياسي صباح العكيلي، أن أنتشار "المحتوى الهابط" والمواد الخادشة لحياء المجتمع العراقي تعود الى تراكمات حكومة الكاظمي، فيما أكد أن شخصية الأخير هي طارئة على العملية السياسية ولا يمتلك أي إمكانات.
ويذكر العكيلي لـ / المعلومة /، إن "تحرك الحكومة باتجاه المحتوى الهابط خطوة جاءت في الوقت المناسب بعد كثرة المواد المنتشرة والتي تخدش الحياء ونشر ثقافة هي بعيدة كل البعد عن المجتمع العراقي المحافظ".
ويلفت الى، أن "حكومة رئيس الوزراء السابق لم تكن بمستوى المطلوب"، لافتاً الى أن "شخصية الكاظمي هي طارئة على العملية السياسية ولا يمتلك الإمكانات البسيطة لكي يكون رئيس مجلس وزراء".
ويبين المحلل السياسي، أن "هذه الأمور السلبية التي يعاني منها المجتمع جميعها تراكمات حكومة الكاظمي من خلال دعمه بعض المواقع التي هي مدفوعة الثمن لنشر مثل هكذا (تفاهات) وثقافات (ساقطة)".
تبقى أزمات العراق والمشاكل التي تعصف به خلال المرحلة الحالية العامل الأساس المشارك بها الحكومة السابقة، والتي اثقلت كاهل المواطن والشعب بأزمات "لا تعد ولا تحصى" فوصل الامر بها الى اتاحة المجال امام بعض "التافهين" لمحاولة ملء الثقافة العراقية بأمور لا يمكن النظر اليها.
https://telegram.me/buratha