منذ الوهلة الأولى، أخذت الحكومة الحالية على عاقتها تنفيذ البرنامج الوزاري الذي تضمن بنود عديدة؛ الا أن الاهم على المستوى الخارجي تمثل بالتقوية العلاقات مع الدول التي من الممكن ان تقدم خدمة للبلد ويبقى الأهم الأكبر تحقيق مصالح العراق.
رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، وخلال قرابة الـ100 يوم على عمر حكومته اجرى سبع زيارات خارجية بهدف تعزيز التعاون في جميع القطاعات بحسب المعلن ، فانتقل من دولة لاخرى لاهداف أبسط ما يقال عنها بـ"المهمة".
"من يحتمي بواشنطن عريان الظهر"، الحكومة أدركت جيداً أن الاستمرار على نفس السياسات السابقة والبقاء تحت وصاية أمريكا "سيزيد الطين بلة"، وهو ما دفع بها للتوجه نحو المانيا لاجل أزمة الكهرباء، وفرنسا لترسيخ التعاون الدولي، والدول الاخرى من أجل استرداد الاموال المنهوبة وملاحقة الفاسدين.
هذه المرة، روسيا هي من حزمت الامتعة وتوجهت صوب العاصمة بغداد لمناقشة ملفات عديدة وعقد صفقات ثنائية كنوع من الترحيب الروسي للحكومة الجديدة، بحسب مراقبين.
المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف أعلن، اليوم الاحد، أن وفداً حكومياً روسياً برئاسة وزير الخارجية سيرغي لافروف سيصل بغداد اليوم الأحد في زيارة رسمية.
ويقول الصحاف للوكالة الرسمية إن ""الزيارة تأتي في سياق تأكيد انفتاح العراق على جميع شركائه واصدقائه واهمية العلاقات الاستراتيجية مع الجانب الروسي في ظل تعزيز الجذب الاستثماري والاقتصادي لاسيما ما يتعلق بملفات الطاقة"، مشيراً إلى أن "الجانبين سيبحثان جملة من القضايا والملفات تتصل بطبيعة العلاقات الثنائية واهمية دعمها وتعزيزها في مختلف القطاعات".
ويبين أن "الوفد سيكون رفيع المستوى دبلوماسياً اقتصادياً استثمارياً ويضم شركات متعددة نفطية غازية إضافة إلى شركات في مختلف القطاعات"، موضحا أن "الوفد يضم إعلاميين لأكثر من 25 جهة إعلامية روسية والتي ستكون حاضرة في اللقاءات".
ويؤكد أن "الزيارة تأتي لبحث أهم التطورات على مستوى المنطقة، واستشراف الرؤى المشتركة وايجاد مقاربات أساسية بين بغداد وموسكو حول أهم التحديات التي ينبغي العمل عليها بشكل مشترك، فضلاً عن تعزيز أمن واستقرار المنطقة حوله اهم الملفات التي تحتاج الى تقارب في الرؤى ومواقف بالمستويين الاقليمي والدولي".
من جانبه، كشف النائب عن تحالف الفتح محمد البلداوي، عن تفاصيل زيارة وزير الخارجية الروسي لافروف الى بغداد، فيما أكد ان بوصلة العراق ستدور بالشكل الصحيح نحو جميع دول العالم في الفترة المقبلة.
ويذكر البلداوي في حديث ل /المعلومة/ إن "الهيمنة الامريكية منعت العراق من التحرك بغير اتجاه واشنطن التي فرضت مصالحها السياسية والاقتصادية"، مشيرا الى ان "زيارة لافروف ستتمحور حول استثمار إمكانيات العراق على مستوى القطاع التجاري والصناعي والاقتصادي".
ويتابع، ان "الصعوبات التي مر بها العراق من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية هي؛ نتيجة الهيمنة المطلقة من أمريكا على البلد"، لافتا الى ان "الحكومة قررت الانفتاح على جميع دول العالم بعد التخلص من القيود التي فرضتها أمريكا على العراق".
وبشأن انفتاح العراق نحو روسيا وفرنسا وألمانيا يبين البلداوي، ان "بوصلة العراق ستدور بالشكل الصحيح نحو جميع دول العالم في الفترة المقبلة بعيدا عن امريكا".
الى ذلك، رأى المحلل السياسي، إبراهيم السراج، أن زيارات رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني الى الدول الأوروبية، ووصول وزير الخارجية الروسي الى بغداد جميعها تصب في مصلحة العراق.
ويؤكد السراج في حديث لـ/ المعلومة /، إن "الحكومة اليوم لديها برنامجاً حكومياً لتفعيل علاقاتها وفتح المسارات الدبلوماسية والحوار مع كل دول العالم بما يتجه مع مصالح العراق، وتمثل زيارة لافروف الى بغداد ضمن هذا المنهج".
ويشير الى، ان "أمريكا لا تقدر الا على الدول الضعيفة، الا أن الحكومة العراقية الحالية قوية وتمتلك تمثيلاً نيابياً كبيراً ودعماً شعبياً وداخل قبة البرلمان لذلك يريد ان يفعل علاقاته الخارجية".
ويوضح المحلل السياسي، أن "الهيمنة الامريكية يجب ان تنتهي وستنتهي عندما تكون الحكومة قوية"، لافتا الى أن "دول العالم لمست أن هناك جدية من قبل رئيس الوزراء في تفعيل علاقات مشتركة".
التخلص من الهيمنة الامريكية التي لم تقدم اي شيء للشعب العراقي سوى الدمار والفساد والتوجه نحو بلد اكثر نفعا يعتبر انجازاً يحسب للحكومة بحد ذاته، وهو ما يستلزم وجود سياسة حكومية خارجية ورؤى واضحة لتحقيق المصالح الى العراق.
https://telegram.me/buratha