فشل في العسكر، واخفاق في الحرب الناعمة، وهزيمة قاسية بتحشيد الإرهاب ضد العراق، كل هذه الأساليب استخدمتها أمريكا وحلفائها ضد البلد خلال عقدين من الزمن، الا أن المصير كان واحداً وهو "الخذلان" بحسب مراقبين.
وبعد الانتكاسات الكثيرة التي تعرضت لها واشنطن في العراق بالسنوات السابقة، وبوصول حكومة تخالفها الرأي والكلمة، حاولت تحكيم قبضتها على البلد وتجويع شعبه مرة أخرى عبر الورقة الأهم وهي الاقتصاد، ليتحول الاحتلال من عسكري الى اقتصادي بحت.
القيادي بائتلاف دولة القانون، فاضل موات أكد أن هيمنة أمريكا في العراق تحولت من عسكرية الى اقتصادية اجتماعية.
ويقول القيادي بالائتلاف فاضل موات، في حديث لوكالة / المعلومة /، إن "أمريكا تعدت ملف الاحتلال العسكري في قواعد عين الأسد أو داخل منطقة الخضراء أو في القواعد الأخرى بل تحول الى احتلال عسكري اقتصادي".
ويوضح، أن "الهيمنة الاقتصادية تضاف الى الاحتلال العسكري على العراق، كذلك الهيمنة الاجتماعية عن طريق بعض منظمات التابعة لواشنطن والتي تقوم بتحريكها بين فترة وأخرى اذا ما حاولت الحكومة تتعاقد مع شركات غير الامريكية سواء كانت المانية أو من شرق أسيا".
وبين موات، ان "الهيمنة الامريكية اليوم هي عسكرية اقتصادية اجتماعية بالإضافة الى ما تبثه من سموم من خلال برامج التواصل الاجتماعي داخل العراق".
*معاناة مستمرة
وتستمر معاناة العراق مع واشنطن من 2003 الى يومنا هذا من خلال افتعال الازمات واثارة الفوضى عبر اوراقها التي تستخدمها بين فترة وأخرى، حيث تستمر في عرقلة تقدم العراق بشكل مباشر او غير مباشر عبر ادواتها الداخلية واخرها أزمة الدولار والضغوط التي تلعبها تجاه الحكومة الحالية.
وبالحديث عن الدور الأمريكي و التلاعب بأسعار صرف الدولار وارتفاعه المتزايد يقول القيادي في تحالف الفتح عدي عبد الهادي في حديث لـ/ المعلومة /، إن "كل المعطيات حيال ارتفاع سعر صرف الدولار تقود الى ان وزارة الخزانة الامريكية هي من تقف ورائه بأشكال متعددة عبر خفض ضخ الدولار من رصيد البنك المركزي في واشنطن".
ويضيف، ان "ما يحدث عملية ابتزاز واضحة من قبل واشنطن لحكومة بغداد من اجل ثلاثة ملفات هامة هي علاقة بغداد بدول الجوار وفق رؤى أمريكية محددة بالإضافة الى قطع اي محاولة للتواصل مع الصين في البعد الاقتصادي عبر مشروع طريق الحرير وهذا هو الأهم بالنسبة لواشنطن".
*اسقاط الحكومة
العقوبات الأمريكية التي تطال مصارف عراقية سببت أزمة في سعر صرف الدولار، فيبدو أن الأمر متعلق بأحوال الشعب العراقي النفسية والاجتماعية فكلما وجدوه على وشك أن يتنفس الصعداء جاؤوا بأزمة جديدة بهدف محاربة الحكومة والمتضرر هو الشعب.
رئيس مركز الرفد للدراسات عباس الجبوري رأى، أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول اسقاط الحكومة الحالية وتحشيد الشعب ضدها عبر ورقة الدولار، فيما عد الحجج التي تستخدمها واشنطن برفع الدولار "واهية"، بين ان الاخيرة غير قادرة على الوقوف بوجه مشروع الدولة بحكم شيعي.
ويذكر الجبوري في حديث لـ/ المعلومة /، أن "أمريكا تصنع لنفسها هدف معين وتسعى الى تحقيقه، فعندما جاءت بداعش لم تفلح باحتلال العراق واسقاطه وحاولت قدر الامكان الوقوف بوجه التطورات الداخلية".
ويبين الجبوري، أن "أمريكا عندما وصلت لمرحلة معينة وأشعرت أن القوى السياسية الحالية أصبحت متمكنة ولديها ارادة وقرار، جاءت بطرق أخرى بعدما فشلت في الحرب الناعمة والعسكرية داخل العراق وصوبت انظارها نحو الدولار".
ويوضح مدير مركز رفد للدراسات، ان "البنك الفيدرالي في أمريكا هو من يتحكم بعرض الدولار في الاسواق باستخدام حجج واهية تتمثل بوجود ديون مترتبة على العراق وفي حالة اطلاق العنان والاموال للبنك المركزي العراقي سوف تطالب الدول بديونها".
ويبين، أن "امريكا تحاول اسقاط الحكومة وتحشد الشعب ضدها وبالاخير اسقاطها لانها غير قادرة على مشروع الدولة خاصة عندما يكون رئيس الوزراء من البيت الشيعي".
فمهما تعددت الاساليب وتغيرت الصور تبقى امريكا تحاول ارهاق العراقيين والجثوم على صدورهم منذ 2003 الى الان بمختلف الجوانب لتصل الى النقطة الاكثر تضرراً والتي تتمثل بالاقتصاد، ما يتطلب وقفة شعبية قبل أن تكون حكومية لتخلص من هيمنة واشنطن
https://telegram.me/buratha