عادل الجبوري ||
انطلقت أمس في مدينة البصرة جنوب العراق بطولة خليجي 25 بمشاركة ثمانية فرق، هي كل من العراق واليمن وسلطنة عُمان وقطر والكويت والسعودية والإمارات والبحرين.
وشهدت مراسم الافتتاح التي أقيمت في ملعب جذع النخلة في المدينة الرياضية بالبصرة حضور أكثر من خمسة وستين ألف متفرّج عراقي وعربي غصت بهم مدرجات الملعب الذي أنشئ قبل عدة أعوام، الى جانب مشاركة شخصيات سياسية ورياضية من داخل العراق وخارجه.
وكان من أبرز المشاركين في مراسم الافتتاح، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، ورئيس مجلس القضاء الاعلى فائق زيدان، ورئيس اقليم كردستان العراق نيجرفان البارزاني، الى جانب حضور رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، جياني انفانتينو، ورؤساء الاتحادات الخليجية، وعدد كبير من الرياضيين العراقيين والعرب الرواد، لا سيما من الذين لعبوا في بطولات الخليج السابقة.
وافتتح رئيس الوزراء العراقي البطولة بكلمة قال فيها: "جماهيرنا الرياضية الكريمة شكرا جزيلا لحضوركم، باسمكم وباسم العراق نرحب كل الترحيب بالأشقاء والضيوف بالمنتخبات والجماهير، في أرض العراق، أرض الرافدين، البصرة الفيحاء في هذه البطولة.. انها لحظات تاريخية، لوحة لها دلالاتها في الأخوة والتآخي بين الأشقاء العرب الخليجيين.. تمنياتنا لكل الفرق بالتوفيق وللجماهير بالمتعة والروح الرياضية، والآن أعلن وعلى بركة الله انطلاقة خليجي 25".
وحظي افتتاح بطولة خليجي 25 في البصرة باهتمامٍ وتفاعلٍ جماهيري واسع، ولا سيما مع النجاح المتميّز له، والذي قوبل بثناء وإشادات مختلف الأوساط والمحافل الرياضية، وهو ما يدلّ على قدرة وإمكانية العراق على تنظيم واستضافة البطولات الرياضية، على الرغم من كل التحديات والمصاعب التي مر بها على امتداد اربعة عقود من الزمن.
وكان العراق قد نظّم بطولة كأس الخليج الخامسة في عام 1979، ومنذ ذلك الوقت حتى بطولة خليجي 25، حُرم من تنظيم الفعاليات والبطولات الرياضية على أراضيه لأسبابٍ وظروف سياسية، من بينها الحرب التي شنّها نظام صدام حسين على الجمهورية الاسلامية الإيرانية في عام 1980، والتي استمرّت حتى عام 1988، ثمّ غزو ذلك النظام لدولة الكويت في عام 1990، الذي تسبّب بفرض الحصار والعقوبات الدولية عليه، الأمر الذي تسبّب ليس بحرمانه من استضافة البطولة، إنمّا أيضًا بحرمانه من المشاركة فيها الى وقت سقوط نظام صدام عام 2003.
وكان مقررًا في عام 2011 استضافة العراق لبطولة خليجي 21، إلّا أنه اعتذر بسبب عدم اكتمال المستلزمات الفنية المطلوبة، وحصل الشيء نفسه بالنسبة للبطولات اللاحقة، 22 و23 و24.
وفي واقع الأمر، لعبت المواقف والتوجهات السياسية لبعض الدول الخليجية دورًا كبيرًا في عرقلة منح العراق حق استضافة البطولة عدة مرات، حتى تحقق ذلك في البطولة الاخيرة بنسختها الخامسة والعشرين.
وحصل العراق على كأس البطولة ثلاث مرات في الأعوام 1979 و1984 و1988، في حين أحرزت الكويت البطولة عشر مرات، بينما حصلت عليها السعودية وقطر ثلاث مرات لكل منهما، وحصدتها الامارات وعُمان مرتيْن لكل منها، فيما ظفرت البحرين بكأس البطولة الاخيرة التي استضافتها قطر في عام 2019.
وانضمّت اليمن الى بطولة كاس الخليج في عام 2003، ليصبح عدد الفرق ثمانية بعد عودة العراق في عام 2004، في ظلّ تساؤلات واستفهامات كثيرة عن سبب عدم انضمام إيران إليها، علمًا أن الأخيرة تُعدّ من أبرز وأكبر الدول المطلّة على الدول الخليجية، لكن يبدو أن العوامل والخلفيات والتوجهات السياسية لعبت دورها في ذلك الامر.
هذا وانتهت مباراة الافتتاح بين المنتخبين العراقي والعُماني بالتعادل السلبي، فيما فاز المنتخب السعودي في المباراة الثانية على نظيره اليمني بهدفين دون رد.
ومن المقرر أن تستمر البطولة حتى الثامن عشر من شهر كانون الثاني/ يناير الجاري.
بعد 44 عامًا.. العراق يستعيد حضوره الرياضي.
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha