هادي بدر الكعبي ||
•أولا/ المقدمة:
استضاف مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات في عمان، قمة اقليمية حضرها قادة عدة دول في منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا اضافة الى فرنسا.عقدت القمة باسم مؤتمر (بغداد للتعاون والشراكة)، لأول مرة في العراق في آب من العام الماضي، وقد شارك في القمة كل من إيران والعراق والسعودية والأردن ومصر والإمارات وقطر وتركيا وفرنسا وعمان والبحرين، فيما غابت لبنان وسوريا عن القمة.
امير عبد اللهيان مثل الجمهورية الاسلامية في ايران في القمة، وسط تكهنات إعلامية حول بعض الموضوعات والقضايا الإقليمية والدولية، ولكن المشاركة الإيرانية حملت الكثير ونحن نحاول بيان تلك التصورات على النحو الآتي وهو:
•ثانيا/ تحليل كلمة وزير الخارجية الإيراني:
1) بيان السياسة الخارجية للحكومة الايرانية والتي تقوم على اساس التوازن في العلاقات والانفتاح على جميع دول العالم والأولوية لآسيا ودول الجوار، وفي ذلك اشارة ذكية الى عزل اميركا ومن سار بركبها ولاسيما الكيان المؤقت.
2) التأكيد بان دول الجوار وآسيا عموما قادرة على حل مشكلاتها من دون تدخل خارجي، وفي ذلك رسالة الى الدول المشاركة بأن العامل الخارجي لايحل مشكلات المنطقة مع الدعوة الى عدم الاعتماد على الدول الغربية واميركا بالذات، فهذه المشاكل في المنطقة كلها بسبب التدخل الاميركي والكيان المؤقت، وان التطبيع مع إسرائيل لا يحل مشاكل الدول والمنطقة لان إسرائيل اساس هذه المشاكل وهذه الإشارة هي انتقاد ضمني لمن طبع مع إسرائيل.
3) في الشق العراقي وهو الاهم يقول وزير الخارجية الإيراني البارع حسين امير عبد اللهيان للمشاركين اننا بذلنا الدم مع العراقيين لدحر وهزيمة داعش وامتزجت دماء الشعبين معا وفي ذلك اشارة بليغة للدول بأننا بذلنا وسنبذل الدم من اجل العراق ودحر كل اعدائه، ولايمكن بأي حال من الاحوال ترك العراق لقمة سائغة للطامعين به ، وهذا الكلام يتطابق مع كلام السيد الإمام الخامنئي دامت توفيقاته بأننا نحمي العراق بصدورنا.
4) التأكيد على القواسم المشتركة بين العراق وايران في مختلف المجالات، لأجل بيان كثرتها وأنها اكثر من جميع الدول المحيطة بالعراق، هذا التأكيد مطلوب لبيان قرب البلدين من بعض اكثر من قرب العراق للدول الاخرى لذلك عدد تلك القوائم التاريخية والاجتماعية والدينية وغيرها.
5) العراق من اولويات ايران الهامة، امن العراق من امن ايران والتأكيد على التعاون المشترك بين الشعبين على مختلف الصعد ، والاشارة الى ان ايران اول دولة سارعت للدفاع عن العراق ضد داعش، هو انتقاد واضح لتخلي العرب عنه وكذلك اميركا.
7) العراق بلد محوري، وايران داعمة لهذا الدور في ارتقاء التقارب الاقليمي، ومنطقة التقاء المصالح المشتركة لدول المنطقة، وفي ذلك إشارة الى ان هذا الاجتماع ماكان ليكون لولا اهمية العراق ودوره المحوري فانتم تهتمون بالعراق فكيف الحال لإيران التي هي تشترك مع العراق بآلاف الكيلو مترات من الحدود المشتركة .
8) التأكيد على ان ايران بتوجيهات من السيد الإمام الخامنئي أدام الله ظله الوارف تمد يدها للجميع خاصة دول الجوار والدول المسلمة على امل ان تمد تلك الدول يدها نحو طهران.وهذا تأكيد على سلمية الدبلوماسية الايرانية ودعمها للتقارب مع الدول المؤمنة بالحوار والسلام.
9) اهم مافي كلمة وزير الخارجية الإيراني هو إيصال رسالة للدول المشاركة، أن العراق عمق إيران الإستراتيجي وأنها لن تتخلى عنه مهما كانت الضغوطات والتحديات واذا اضطرها الامر لبذل الدماء في سبيل ذلك، وقد اعطت مصداق في ذلك وهو الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني.
• ثالثا/ اهداف المشاركة:
1)تدرك إيران بأن الدول الاوربية ولاسيما فرنسا تريد أن تشق خطأ مستقلا عن الخط الذي تتبناه الإدارة الأمريكية تجاه إيران، عبر إيجاد منبر للدبلوماسية متعدد الأطراف يستوعب إيران ويوفر لها خطوط للتواصل بشكل مباشر مع بقية الدول لأجل الوصول إلى تفاهمات و اتفاقات بشأن بعض الموضوعات والقضايا الإقليمية والدولية. وبالتالي الحضور الإيراني هو رسالة إلى تلك الأطراف الدولية بعدم الممانعة في التقارب شريطة الاعتراف بالحقوق الإيرانية.
2) فرنسا تتطلع وكذلك الأوربيين إلى تعزيز وجودهم الاقتصادي في إيران خصوصا عبر الفرص الاستثمارية التي تمت سابقا بين الطرفين وبالتالي يمكن اعتبار استئناف مبادرة القمة والحضور الايراني فيها هو جزء من سياسة الانفتاح على تلك الدول وعدم التخلي عن الاتفاقات التي وقعت معها بما يضمن حق إيران في العديد من الموضوعات.
3) حضور الجمهورية الاسلامية في ايران قمة عمان رسالة بأن إيران الإسلام مستعدة للدبلوماسية وهي ملتزمة بالتواصل إلى حل للخلافات طويلة الأمد سواء مع السعودية أو غيرها من البلدان العربية.
4) تأكيد حضور إيران في هذه القمة يشير إلى أن كافة الجهود التي بذلتها أمريكا وبريطانيا وألمانيا وغيرهم لعزل إيران الإسلام عن الساحة الدولية والإقليمية قد فشلت، وإن إيران تؤكد مرة أخرى بأنها لاعب هام في المنطقة لا يمكن تجاوزه ووجودها ضروري لمساعدة العمليات الإقليمية والدولية.
5) الحضور الإيراني في قمة بغداد تضمن رسالة واضحة وصريحة بأن الأطراف الدولية والإقليمية مهتمة بابقاء قنوات التواصل مع إيران، بل إنها تأخذ في الاعتبار حتى الحساسيات الإيرانية ولا تستطيع تجاوزها في الوقت الراهن نتيجة الأوضاع الدولية.
6) الرسالة الأساسية للحضور الإيراني في قمة بغداد في كونه محاولة لتعزيز قدرة إيران على تطبيق سياسته الخارجية المعلن في العلاقات الخارجية.
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha