د. علي الطويل ||
كثيرا مايسال من يعنيهم الوضع في الجمهورية الإسلامية، لماذا هذا الإفراط في التسامح، والبطئ في معالجة أزمة التخريب التي تحركها أمريكا واذنابها ؟
هذا التساؤل في الحقيقة هو تساؤل مقبول لمن لايعرف طبيعة النظام في إيران، ولكن من يتابع سياسة الجمهورية الإسلامية وطبيعة مسؤولي النظام الإسلامي، يجد أن هناك صفة ملازمة تطبع هذا النظام منذ قيام الجمهورية الإسلامية وإلى اليوم، وسوف تستمر إلى قادم ايام هذا النظام، الا وهي صفة الصبر "الحكيم" التي تحطم جرائها اكبر مشاريع التامر، وجميع المكائد التي حاكها أعداء الجمهورية الإسلامية منذ ٤٠ عاما مضت.
ففي جميع تحركات أعداء الثورة الاسلامية في الداخل في هذه السنة والسنين السابقة، ففي كل التظاهرات المناهضة للنظام ، تتخذ قوات الأمن الإيرانية جانب الهدوء والتعامل اللطيف والرعاية الابوية مع المتظاهرين ، ويمكن تفسير ذلك بمجموعة من النقاط.
1.ان المخربين والعملاء هدفهم اثارة مزيد من القلاقل وتازيم الأوضاع إلى أبعد حد، لذلك يلجاون إلى عمليات استفزازية لجرأجهزة الأمن إلى اتخاذ إجراءات صارمة، وهذا يعطيهم ميزة مهمة وهي انضمام مزيد من المغرر بهم إلى حركتهم التخريبة التي تلبس ثوب الحرية وحقوق الإنسان ابتداء.
2.ان النظام في إيران نظام اسلامي قائم على اساس الرحمة والشفقة، وتطبيق تعاليم الإسلام الحنيف، التي هي بالاساس تنافي اراقة الدماء، فكيف اذا كانت هذه الدماء دماء مسلمين ومواطنين إيرانيين ، وان كان مغرر بهم.
3. صبر قوات الأمن الإيرانية واتخاذها جانب اللين في التعامل مع التظاهرات ، يدفع المخربين لكي يظهروا دوافعهم الحقيقية، واهدافهم الأساسية التي خرجوا من أجلها ، وبالتالي تعريتهم امام الشعب الإيراني وهذا ماحصل فعلا في كل الاغتشاشات التي حصلت سابقا.
4.ان الصبر امام الفتن يجعل العدو يندفع إلى استخدام اخر خططه المرسومة، وبذلك يفتضح أمره ، وتتكشف أوراقه ، مما يجعل الشعب الإيراني يكتشفها، ويصطف مع النظام ؛ حتى من غرر بهم؛ وقد عاد الكثير منهم إلى رشده واختار مصلحة البلد والنظام على الاستمرار في بالاصطفاف مع اعدائه.
ونستطيع آن نكتشف كل ذلك مما حصل مؤخرا، إذ كانت نتيجة الصبر، واللين الذي استخدم في التعامل مع المتظاهرين، بأن لجأ الأعداء إلى آخر ماعندهم من خطط، في قتل الأبرياء في مدينة شيراز، وتكشف الثوب الحقيقي لهؤلاء بشكل واضح، وهو بالتأكيد مختلف تماما عما رفعوه من شعارات الحرية وحقوق المرأة، فكان تمزيق هذا البلد، وجر الشعب الإيراني الى الفتنة والتفرق والاقتتال، هو الهدف الأساسي، ولكن كل ذلك افشلته حكمة وصبر القيادة في إيران، وقد وقع الأعداء في هذا الفخ الذي فضح نواياهم بشكل جلي.
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha