متابعة ـ د، علي الطويل ||
في يوم 7 آيار من عام 1914 عم الإضراب العام في البصرة وأغلقت المحلات التجارية ابوابها احتجاجاً على دخول القوات البريطانية الى البصرة وخرجت المظاهرات العارمة احتجاجاً على دخول الإنكليز يهتفون و يرفعون لافتات الاحتجاج متوجهين للكورنيش ..
وعند مدخل سوق الهنود وقف الميجر ( لليود ) ومعه المترجم وبدا عليه القلق ناظراً الى ساعة يده لانه ينتظر وصول القوات الى داخل المدينة ..
وحين اقتربت الساعة 7 صباحاً سحب هذا القائد مسدسه واطلق النار على قفل احد المحلات وصاح بالمتظاهرين( loot )، وقال للمترجم ترجمها لهم فصاح المترجم : فرهود ..وحينما سمع المتظاهرين والمارة بهذه الكلمة حتى انفرطت التظاهرات وهجمت الناس على المحلات وقاموا بكسر الأبواب ونهبوا كل ما فيها وتحول سوق الهنود الى فوضى من السلب والنهب..
وفي الجانب الاخر تدفقت القوات البريطانية لتأخذ طريقها باتجاه ميناء المعقل وفلكة اسد بابل، فأعلن القائد البريطاني حضر التجول بعد ان اخذت قواته مواقعها ..وانتهى الفرهود بعد ان نهبت الجماهير الغاضبة من الاحتلال المحلات.
في اليوم التالي .. أبلغ الميجور المترجم بالذهاب لسوق الهنود لتقدير الخسائر ورفع اسماء المحلات المتضررة.. ويذكر المترجم حميد علي : حين علم اصحاب المحلات بخبر جرد الخسائر وشموا رائحة التعويض حتى بالغوا بتقدير الخسائر حتى ان القيمة وصلت الى 160 الف دينار..
يقول : وكنت خائفاً ان يتهمني الميجور بالمبالغة والاتفاق مع اصحاب المحلات لأني اعرف ان كل دكان لا يستحق اكثر من 100 دينار .. وعندما قدمتها للميجور وقعها بلا تدقيق قائلاً : من غرائب خصائص شعبكم عدم تقديره للمواقف ..فإنني وقعت ما قدمت لي رغم معرفتي بانها غير صحيحة ولكننا اشترينا بهذا المبلغ التافه سلامة جنودنا فالجندي البريطاني في حال مقتله يكلفنا 20 الف باون ونحن نعرف اننا سنسترجع هذه المبالغ بطرق اخرى من جيوبكم.
● مازالت هذه الخطط الى اليوم والشعب من يدفع الثمن دائما..
وها هي الحوادث تتجدد بطريقة مشابهة، ولازال شعبنا تمرر عليه هذه المكائد
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha