عبد الحسين الظالمي ||
التربية والتعليم نقول محنة فعلا انها محنة فكل اطراف العملية التربوية بالعراق واقعين بين المطرقة والسندان من العائلة الى الطالب الى الجهاز التعليمي بين مطرقة الواقع المرير
وبين الطموح والامل في بناء جيل جديد يحصد مازرع الاباء .
لا احد يختلف على اهمية التعليم والتربية باعتبارهما
عماد البناء الحقيقي لان اصل البناء هو بناء الانسان والرقي به الى مستوى يجعلة قادرا على المساهمة في بناء المجتمع باعتبار الفرد هو اللبنة الاساسية في بناء هرم المجتمع وبدون بناء انسان واعي مدرك ومتعلم لايمكن بناء مجتمع متطور وراقي مهما بذلت من اموال وجهود .( النقش في الصغر كا النقش على الحجر ).
ولا احد يختلف ايضا على حقيقة كون التربية والتعليم هي ركن اساسي من اركان بناء لانسان
وهذه العملية لها محطات تبدء با الاسرة و المدرسة والجامعة والمجتمع ( البيئة الاجتماعية ) هي الاركان التي تؤسس وتصقل شخصية الفرد لتجعل منة عنصر فعال منتج او فاشل والسؤال الذي يطرح نفسه هل فعلا التربية والتعليم في العراق بمستوى هذه المهمة الكبرى ( تربية الجيل وتعليمة ) ؟ولغرض الجواب لابد من مناقشة اركان هذه المهمة ( الاسرة ، المدرسة ، الجامعة، البيئة ) .
الاسرة
............
تشكل الاسرة الحجر الاساس الاول ولبنة البناء الاولى في عملية البناء وعندما يكون الاساس صالح وسليم كان البناء صحيح وسالم وصامد امام اي متغيرات
والعكس صحيح ونتيجة ما يعيشة العراقي من اثار حروب وسياسات قمعية ومشاكل اقتصادية ساهمت في ارتفاع بيانات التفكك الاسري في المجتمع العراقي وكثرت الايتام ولارامل وشاع الطلاق بمعدلات مخيفة بالاضافة الى تراجع قيمي مقاس على ضوء الحاضر وليس مقارن بالماضي لان
العالم اليوم اصبح بيت واحد وليس قرية كما يقال سابقا نتيجة دخول التكنلوجيا حتى في غرف المنام
لذلك انعكس كل ذلك على دور الاسرة في بناء الطفل وتربية واعداده لدخول الركن الثاني وهو المدرسة بالاضافة الى الارث الاجتماعي وتعدد الانجاب مع انعدام ابسط الظروف المعيشية لاغلب العوائل من مسكن وتغذية وتطبيب مما جعل تربية الطفل عملية صعبة وعسيرة بالاضافة الى تدني المستوى التعليمي والثقافي لاغلب العوائل وجهلها باسسس وقواعد التربية الصحيحة هكذا يسلم الطفل الى المدرسة في اغلب الاحيان بدون تمهيد ( الروضة) لذلك يدخل خائف وجائع وقد لاتوفر الملابس ومتطلبات الدراسة للبعض منهم .
المدرسة
.................
انعكست الاوضاع العامة واثارها على الركن الثاني، وهو المدرسة والتي تعد من اركان البناء
فالمدرسة ( بناية و معلم ومنهج وطالب ).
لم تعد المدراس بالمستوى المطلوب لا من حيث الانشاء والمساحة ولا من الامكانيات المطلوبه ، اغلب المدارس بالية ومساحات ضيقة
لاتتوفر في اغلبها ابسط شروط التعليم من تبريد وتدفئة الى مجاميع صحية الى ساحات وحدائق
وحوانيت صحية بالاضافة الى النقص الحاد في اعداد المدارس مما جعل الدوام في المدرسة الواحدة يصل الى ثلاث وجبات بالاضافة الى حالات الاكتضاض في كل صف وهو خارج التصور فقد يصل عدد الطلاب في الصف الى اكثر من ستين طالب او طالبة بدون ابسط ادوات التعليم الحديث ( رحلة الجلوس مكسورة، السبورة قديمة ، المراوح السقفية اصواتها اعلى من الطلاب ، جام الصفوف مكسور ، ) على الطالب ان يجلب معه قنينة الماء لعدم توفر الماء الصالح اما المجاميع الصحية فيفضل الصبر لحين العودة الى المنزل اما الساحات فحدث ولاحرج ، هذا حال اغلب المدارس في عموم المحافظات .
المعلم ..المدرس ... الاستاذ
انسان يتاثر بالظروف التي تحيط به من المنزل الى وسيلة النقل الى الاجواء العامة المشحونة الى صف مكتض بحوالي سبعين طالب بمختلف المستويات ولامزجة ولادراك في صف غير مبرد
مع درجات حراره او باردة جدا كيف يمكن ان يتصرف ؟
كيف يمكن ان يفهم مادة لسبعين طالب ؟ مع العلم في الابتدائية والمتوسطة وحتى الاعداديه المعلم والمدرس ليس محاضر يلقي محاضره ويغادر يفهم من يفهم ونتهى الموضوع كما هو في الجامعة لذلك توثر هذه الظروف على مزاج المعلم وطريقة طرحه للمادة فربما يعصب او ينهر الطلاب وربما يظلم مما يترك اثر على نفسية الطالب وعلى تقبل الطالب لمادة هذا المعلم ناهيك عن افة التعليم الخصوصي والتي دمرت التعليم الحكومي
ورهقت كاهل صاحب الاسرة .اما الجامعه والتي هي حلم الطالب فاغلب الجامعات بناية وقاعة محاضرات وربما كم بوفيه او مجموعة اشجار
وشوارع اما تلك الاجواء التي كان يعيشها الطالب في جامعة بغداد ايام زمان فلم تعد كما كانت
المنهج .......
عدم استقرار المنهج وكثرة مرات تغيره بطرق لاتنسجم مع الظروف التي يعيشها البلد مع عدم توفر دورات تطوير لتلافي التفاوت الحاصل في تغير المواد حذفا او اضافة وادخال طرق ومبرهنات ومواد يحتاج المعلم ان يفهما قبل الطالب ويسيطر على المادة حتى يتمكن من ايصالها للاسف في السنوات الاخيرة برزت هذه المشكلة بشكل واضح وقد غفل واضعوا المناهج عن عدم قدرت العائلة في مساعدة الطالب لكثرة تغير المواد حتى ولو كانت العائلة متعلمة ( كانت الام المعلم الثاني للطالب اما اليوم فصعب المنهج على الام) ناهيك عن عدم توفر الكتب والكراسات .
الطالب .................
تطور الحياة وسرعتها وخصوصا التطورالتقني انعكس على وضع الطالب وفتح امامه وسائل
تبعده عن االدراسة والاهتمام بالواجبات وتعلمة سلوكيات لم تكن معروفة وتفتح عينية على طرق غش لم تكن معهودة ، مما جعل البعض منهم يسلكون طرق تعامل مع المعلم غريبة بالاضافة
التدخلات العشائرية واصحاب النفوذ بالعملية التربوية مما جعل الطالب يظهر بشكل ضعيف مهزوز وخائف اغلبهم يجهل حتى قواعد الاملاء
ناهيك عن الخط والاسلوب. او يكون متمرد لايطيق اي توجيه او نصح .
الخلاصة
مع ما ذكر فهل نحن امام بناء ناجح ام لا؟
كيف ناجح ونحن امام دخول شامل
يستوي فية المجد وغيرة، واما امام حرمان اعداد كبيرة من الطلبة بحجة الخوف من تدني نسبة النجاح في المدرسة، وهل يعقل ان نقول ان نسبة النجاح في الوزاري هي المعيار والشعبة التي فيها
خمسين طالبة تدخل منها ١٤ فقط وتحرم ٣٦ طالبة
فهل هكذا تقاس نسبة النجاح للعملية التربوية
خصوصا ونحن نتكلم عن سادس ابتدائي وثالث متوسط ٣٦ طالبة تبقى في نفس الصف وكيف نتصور طالب يعيد سنة كاملة على مادة واحد وربما نقص بضع درجات كيف يمكننا معالجة المدخلات والمخرجات ؟ وكيف يمكن ان نحل مشكلة النقص الحاد بالمدارس والمدخلات تتضاعف والمخرجات تتناقص على هيئة الراي في وزاةالتربية ان تعيد النظر ب سياقات التعليم بكل مفاصلة مدخلات ومخرجات ووسائل ودوات وان تعالج شروط منح المدارس الاهلية والتدريس الخصوصي ونسب الدخول
والنجاح في الوزاري ومشكلة انعدام الاراضي المخصصة للمدارس في المدن ولاحياء العشوائية ناهيك عن دورات التاهيل ووسائل التدريس وطرق التقيم واعادة النظر بطرق وضع الاسئله وطرق التصحيح ومغادرة المركزية خصوصا للسادس ابتدائي وثالث متوسط. والتوسع غير المدروس في التعليم الاهلي الذي اثقل كاهل الاسرة وهي تعيش سباق المعدلات وزخم القبول في الكليات وكارثة مابعد التخرج كارثة تحتاج الى خطط وليس خطة لاستيعاب هذا الكم الهائل من الخرجين وصل الى بطالة في الصيادلة واطباء الاسنان والطب العام قادم. القضية تحتاج ثورة للسيطرة على الوضع التعليمي والبناء من الالف الى ال ياء .
والله من وراء القصد .
/ السماوة
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha