حليمة الساعدي ||
تأسست جمهورية الصين في سنة1911 بعد حكماً امبراطورياً استمر نحو 200 0 عام من سلالة الامبراطور الاول تشينغ..
واجهت الصين الحروب مع اليابان خلال الحرب العالمية الثانية فضلا عن الحرب الاهلية مابين الامبراطورية والمنشقين عنها وهم الشيوعيين الرافضين لدكتاتورية الحكم السلالة الامبراطوري.. كسب الشيوعيين الصينيين المعركة في الحرب الاهلية ضد خصمهم ( الكومنتانج) التي دارت على جزيرة تايوان التي سميت بالصين الشعبية واخذوا زمام الحكم فيها
بعدها شهدت الصين ازدهارا ونموا في جميع المجالات الاقتصادية والخدمية.وقد مرت الصين بمراحل متسارعة من النمو الاقتصادي والتطور العمراني منذ تأسيسها و ليومنا هذا. فمرحلة الصراع من اجل البقاء التي دارت مابينها وبين اليابان والحروب الاهلية صنعت فيها شعبا ذو ارادة وتصميم على تغيير الواقع الاقتصادي وكان الجميع متفق على ان انتصارهم الحقيقي ليس من خلال الالة العسكرية وانما من خلال الاقتصاد واكمال مشروعهم التاريخ (طريق الحرير) فقد اعقبت مرحلة الحرب العالمية الثانية والحروب الاهلية مرحلة الثورة الصناعية فقد شهدت الصين نهضة وازدهار صناعي وتجاري في جزيرة تايوان التي تعرف اليوم بالصين الشعبية (بعد ان انتصر الحزب الشيوعي الصيني في الحرب الاهلية 10/1/ 1949، . حيث اعلن ماو تسي تونغ جمهورية الصين الشعبية) ..
اصر الشعب الصيني على محاربة الفقر والنهوض بثورة صناعية وعمرانية غير مسبوقتين واعتمدت في عملها على الاسر المنتجة واهتمت بالنشئ وركزت على تطوير الصناعات الرقمية والبرمجيات والحاسوب وادخلتها في جميع المفاصل الصناعية والانتجاجية والتعليمية.. وقد ساعدها على ذلك وجود الايدي العاملة المواد الاولية مما دفع بكبريات الشركات العالمية ان تنقل معاملها ومصانعها الانتاجية من المنشأ الام الى الصين لتضمن مزيدا من الارباح وانتاجية بكفائة عالية وكلفة بسيطة وهذا بحد ذاته يعد تهديدا خطيرا على اقتصاديات الدول العظمى..
وكثفت الصين من الصادرات وفتحت لها قنوات تجارية مع جميع دول العالم ولم يفلت منها حتى الدول ذات الانظمة الرأس مالية فقد غزتها بتقنياتها الحديثة المتطورة وبأسعار رخيصة جدا مقابل مثيلاتها من الصناعات التي تنتجها غيرها من قبيل الصناعات الثقيلة كالاسلحة الحربية والمعامل والمصانع والسيارات والخفيفة والبتروكيماويات والمنتوجات الزراعية والصناعات الطبية والعسكرية وغيرها تباع في الاسواق بأسعار رخيصة مع انها تحمل ذات الجودة والتقنية التي تنتجها غيرها من الدول..
واصبحت الصين وتايوان مركز التجارة والصناعة العالمية بدلا من امريكا وأوربا و تحولت من مجتمع فقير متخلف تفتك به الامراض والمجاعات إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبرها واخطرها نموًا فهي اليوم تهدد اقتصاديات جميع دول العالم بما فيها امريكا واوربا ومما زادها خطورة على حلف الناتوا تحالفها مع روسيا وايران وتوقيع اتفاقية امنية واقتصادية تعرف( بمنظمة شنغهاي للتعاون) وقد جمع هذا التحالف قمة في يوم الجمعة المصادف14/10/202 2 تعرف بقمة سمرقند في اوزبكستان اعلن الرئيسان الصيني، شي جينبينغ، والروسي فلاديمير بوتن فيها ان بلديهما كثقل موازٍ للنفوذ الغربي وانهما ينتهجان مبدأ العدل والعقلانية خدمة للانسانية وقد جمعت القمة دولاً تختلف مع السياسة الامريكية في المنطقة و لا تجمعها علاقات طيبة مع الولايات المتحدة.
وصرح الرئيسان الصيني والروسي في قمة منظمة شنغهاي للتعاون، بأن هذه المنظمة اصبحت اليوم منافسة للمؤسسات الغربية .
ويبدو ان الصين اصبحت من الخطورة بمكان يجعلها قطب عالمي تهدد حلف الناتو من خلال تحالفها مع روسيا وايران مما دفع بالولايات الامريكية ان تحاول لي ذراعها بورقة انفصال تايوان عن الصين وبدا ذلك واضحا خلال زيارة بيلوسي لتايوان ومغازلتها بالدعم من اجل الانفصال عن الصين وهذا الامر في غاية الحساسية لدى الصينيين الذين يعتبرون جزيرة تايوان جزء لا يتجزأ منها وكادت الحرب ان تشتعل مابين الولايات المتحدة وبين الصين بسبب هذه الزيارة التي اعتبرتها الصين تدخلا في الشأن الصيني الداخلي وتهديدا لأمنهم....
المهم وبعد هذا السرد اين العراق من كل هذا السباق في ميدان التحالفات الدولية والاصطفافات القطبية؟
هل سيلتحق بمعسكر الناتو الذي بدى يتهاوى وتظهر عليه علامات الضعف والخوف من شتاء قارص.. لانه لايمتلك مصادرا للطاقة ويعتاش على خيرات الشعوب وهذا هو سبب تمسكه بالعراق ودول الخليج..
ام يلتحق بمنظمة شنكهاي للتعاون ويلتحق بالدب الروسي والتنين الصيني ويفعل اتفاقية الحزام والطريق ويحدث نهضة صناعية وتجارية كبيرتين في العراق ويوفر فرصا كبيرة للعمل ويحدث اعمارا ملحوضا للبنى التحتية والفوقية في البلاد...
هذه الاسئلة واكثر نطرحها على دولة رئيس الوزراء..
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha