جلسة مهمة لفتت أنظار المحب والعدو، ومفاوضات "طولية عريضة" انتهت عند قرع جرس مجلس النواب، فدخلت الكتل السياسية الى قبة البرلمان باحلام إنهاء "أزمة الاختناق" والمضي لأول مرة بصورة رسمية نحو تشكيل "الحكومة المرتقبة"، فنجح ائتلاف الدولة باجتياز مطب رئاسة الجمهورية الذي وقع به مسبقاً "التحالف الثلاثي".
وفي وقت سابق من اليوم، افتتح رئـيـس مـجـلـس الـنـواب مـحـمـد الـحـلـبـوسـي أعـمـال الجلســـــة السادسة من الـــدورة الخامسة في السنـة التشريعية الأولى / الفصـــل التشريعـــي الثاني، والتي خصصت لانتخاب رئيس الجمهورية.
*انهاء احلام التعطيل
الاطار التنسيقي دخل في خندق سياسي محفوف بالمخاطر، الا إن النجاحات الاخيرة وحث جميع الكتل السياسية على إكمال مسيرة العملية الديمقراطية أزاحت عنه ثقل "الانسداد العالق" وبددت احلام الكثيرين بعد توافق اغلبية الكتل السياسية تحت راية "ادارة الدولة"، حسب القيادي في دولة القانون عباس المالكي.
ويقول المالكي في حديث لوكالة / المعلومة /، إن "هناك أطراف حكومية مستفيدة من بقاء الوضع الحالي، وكذلك وجود أطراف سياسية متنفذة في البلاد مستفيدة من وجود الحكومة الحالية، وسيطرت خلال الحكومتين الحالية والسابقة على مفاصل ووزارات وإدارات الدولة والمنافذ الحدودية وأموال الدولة".
ويضيف، أن "هذه الجهات الحكومية والمستفيدة من الحكومة تسعى إلى المماطلة والتسويف وتأخير عملية حل المشكلة السياسية؛ لان بقاء الوضع على ما هو عليه يصب في صالحها". ويتابع المالكي: "الاطار التنسيقي ورغم كل المعوقات التي وقفت امامه تمكن من عبور خندق الانسداد السياسي".
*انتصار جديد
من جانبه، عد المحلل السياسي حسين الكناني تحقيق نصاب جلسة رئيس الجمهورية وحضور اكثر من 277 نائباً "انتصار جديد" لائتلاف ادراة الدولة، فيما أكد أن انهاء ملف رئيس قصر السلام ستكون بداية الخروج من الانسداد السياسية.
ويؤكد الكناني في حديث لوكالة / المعلومة /، إن "الاطار التنسيقي استطاع أن يحقق تقدما كبيرا خلال المرحلة الحالية بدءاً من تشكيل تحالف مع بقية المكونات تحت تحالف "ادارة الدولة".
ويشير الى، أن "تحقيق نصاب رئيس الجمهورية وجمع أكثر من 277 نائبا والتصويت على اختيار احد مرشحي الرئاسة والان هو بصدد انهاء هذا الملف يعد انتصارا جديدا لهذا الائتلاف".
ويوضح الكناني، أن "حل مسالة رئاسة الجمهورية ستكون بداية الخروج من انسداد العملية السياسية"، لافتا الى ان "الخطوة المقبلة ستمثل بتكليف مرشح ادارة الدولة لرئاسة الوزراء لتشكيل الحكومة الجديدة".
*فقدان الاحلام
تجديد الولاية حلم يراود الكثيرين، الا أنه صعب المنال، ففشل رئيس الجمهورية السابق برهم صالح بكسب ثقة البرلمان، فأنهزم امام صديق الامس وسلم كرسي الرئاسة الى مرشح اغلبية الكتل السياسية "عبد اللطيف رشيد".
وانتخب مجلس النواب، اليوم الخميس، عبد اللطيف جمال رشيد رئيساً لجمهورية العراق.
وقالت الدائرة الإعلامية للمجلس في بيان إن "عملية العد والفرز لاختيار رئيس الجمهورية (الجولة الثانية) انتهت، وكان عدد المقترعين 269".
وأضافت، أن "عبداللطيف محمد جمال رشيد حصدت 162 صوتاً، مقابل 99 صوتاً لبرهم صالح "، مبينة أن "عدد الأوراق الباطلة هو 8 أصوات".
الى هنا أنتهت عشرة أشهر من المعاناة، انسداد مزمن، خلافات سياسية، وفشل حكومي، وانتهى زمن حكومة جثمت على قلوب العراقيين، مرحلة جديدة ستبدأ بتكليف "محمد شياع السوداني" لرئاسة الوزراء، لكن يبقى التساؤل المستمر هل ستكون كما سابقاتها أم ستحقق ما دعت لها وما يسعى اليه شعب التضحيات
https://telegram.me/buratha