حازم أحمد فضالة ||
بدأ الموقف يتصعَّد بين لبنان (حزب الله)، وإسرائيل، بسبب عدم الاتفاق على ترسيم حدود الثروات (مصادر الطاقة)، في البحر المتوسط بين لبنان وفلسطين المحتلة، فأعلن الإعلام الإسرائيلي اليوم، الخبر الآتي:
(أعطى وزيرُ الجيش بحكومة الاحتلال الإسرائيلي، تعليماته لأذرع الجيش القتالية كافة، بالتجهيز لأيام من القتال؛ بسبب زيادة احتمال اندلاع جولة قتال مع حزب الله.)
انتهى
من أجل ذلك، نعرض قراءتنا بالأرقام، تقويمًا للموقف الإسرائيلي، وقراءةً في قدرته الميدانية، مستعرضين معادلة السقوف ونهاية نقطة وجود إسرائيل:
1- خسرتْ إسرائيلُ قيمة (السقف الزمني، والسقف البشري - سقف الدماء) بحرب تموز (2006) في مواجهة حزب الله، إذ كان الزمن (34) يومًا لا أكثر، استُنزِفَت فيه إسرائيل نهاية سقوفها.
2- هُزِمَت إسرائيل في معركة (سيف القدس) في: أيار-2021؛ داخل فلسطين؛ هزيمةً شاملة: حكومةً ومستوطنين في (11) يومًا لا أكثر! فهبط لديها (السقف الزمني) من (34) يومًا في (2006)، إلى (11) يومًا في (2021).
3- الاحتلالُ الإسرائيلي، هاجمَ المقاومة الفلسطينية (الجهاد الإسلامي)، واغتال بعضَ قياداتها بغارات جوية غادرة، في: 5-آب-2022، وبدأت المقاومة الفلسطينية تقصف الأرض المحتلة بالصواريخ… لكن! يوم: 7-آب-2022، بدأت تل أبيب تستنجد بالوساطات الإقليمية؛ أي: في اليوم الثالث للمعركة! فهبط لديها (السقف الزمني) من (34) يومًا في (2006)، إلى (11) يومًا في (2021)، ومن (11) يومًا في (2021)، إلى (3) أيام في (2022)!
4- إنَّ قراءة (السقف الزمني) للعدو، ترتبط معها قراءة (السقف البشري) أي: (القدرة على بذل الدماء)، وهذا تحكمه الجغرافيا العسكرية للمعركة، فالمعركة داخل فلسطين، غير المعركة مع حزب الله في لبنان وإدخال الجغرافيا السورية، وغيرها؛ عندما تشتبك (كتائب حزب الله) في معادلة (الاعتداء على القدس يعادل حربًا إقليمية)، ولن يكون حزب الله وحيدًا عند بدء المعركة، بسبب معادلة (حقل كاريش، وما بعد كاريش، وما بعد ما بعد كاريش)!
تقويم
1- إذا تورطت إسرائيل في حرب فعلًا مع حزب الله؛ فهي تفعل ذلك لتجد العذر والمسوِّغ القانوني المقبول لهرب الإسرائيليين من فلسطين، أي: (تطبيق واقع الحال).
2- إسرائيل وصلت إلى قناعة بضرورة تسريع السقف الزمني لقدرتها على الوجود؛ إذ لم يعد لديها أكثر من عقد ونصف في أعلى الاحتمالات، وهي نقطة النهاية التي حددها القائد الخامنئي (دام ظله)، في (2015)؛ إذ قال سماحته وقتئذ (لم يبقَ لإسرائيل غير (25) سنة).
3- الوصول إلى نهاية نقطة القدرة على الوجود، يكلفها خسائر باهظة.
4- إسرائيل ستعمل على تسريع الوصول إلى نهاية نقطة القدرة على الوجود، وتقصير المسافة، وتخفيض السقف، ولا يوجد عامل أكبر يساعدها على ذلك مثل عامل التورط في حرب الآن.