حليمة الساعدي ||
بعد ان خاب ظنهم وتكسرت زجاجات احلامهم على صخرة العقيدة الحقة بدأ صراخهم ووعويلهم يدوي سماء الوطن نحيبا على انكسارهم المخزي...
انهم البعثيون والنواصب الذي خسروا معركتهم مع الحشد في ميدان القتال الصلب ابان صفحة الغدر والخيانة داعش.
فلا زالوا مستمرين في محاولات بائسة ويائسة بغدر هنا وفتنة هناك.
هذه الفلول البعثية سولت لهم انفسهم الدنيئة ان يعيدوا بناء تشكيلاتهم القذرة والتهيئ لهجوم جديد في حرب جديدة. ولكن هذه المرة لن تكون صلبة بل حرب ناعمة بنعومة جسد الافعى وتنساب بين صفوف قوة سياسية شيعية رئيسية انسيابها في الماء العكر.
فتخللت صفوفهم حتى وصلت مركز القرار واعتمدت في حربها الناعمة الاعلام بكل وسائله لتأليب الشارع واحداث شرخ كبير في صفوف الشيعة وكذلك استخدمت عناصر رخيصة مستعدة لبيع الذمم وجعلت بين كل اثنين من الشيعة ثالث بعثي مهمته غسل ادمغتهم وتحريضهم ضد ايران وضد الاحزاب الشيعية وايهام الشارع العراقي بأن قرار الاحزاب الشيعية مرهون بالقرار الايراني وانهم في وضع التابع المطيع لسيده وهذا طبعا كلام غير صحيح بل انه كلام يستفز الجماهير ويجعلها تحمل ايران كل الخراب الذي احدثته الاحزاب السنية التي احتضنت القاعدة وداعش ومجاميع البعث وسهلت عملية ارجاعهم لأدارة الدولة ليس لأنعاشها، بل لأضعافها وتخريبها لانها بحسب رأيهم اصبحت دولة شيعية.
لكن هذه الافعى المنسابة سرعان ما انكشف سرها بشكل مفاجئ وغير متوقع جعلتها تتقلب حتى بان جسدها للعيان وانكشف سرها..
وحينها ما عادت الحرب الناعمة مجدية بعد ان انفضح مخططها وانعرفت عناصرها والمندسين المتصيدين بالماء العكر امثال سنان العزاوي وانور الحمداني والتشارنة وابناء الرفيقات وشخصيات سنية مؤثرة وشيوخ عشائر واحزاب لها امتداد بعثي وارتباط مشبوه بدول الخليج. فأصبحت الهتافات على المكشوف بلا حياء ولا خجل فقد توهموا انهم قاب قوسين او ادنى من اسقاط الدولة والانقلاب عليها..
وربما هذا هو ما اثار حفيظة السيد مقتدى الصدر فبادر بالبراءة ممن يريدونها دموية وغير سلمية،
وقلب الطاولة على الدواعش والبعثية وجردهم من ملابسهم التنكرية واسقط اقنعتهم فبان قبح وجوههم، فصار اللعب على المكشوف وفشل مخططهم الذي اعدوا له منذ زمن طويل بدأ مع بداية تشكيل حكومة عادل عبد المهدي وانتهى ساعة الخطاب الاخير للسيد الصدر..
لكننا تعودنا على ان خصمنا عنيد ولا يمل ولا يكل في مواصلة عرقلة اي حكومة شيعية لذا فالحيطة والحذر مابعد خطاب الصدر يجب ان يكون على درجة عالية للاسباب التالية.
١_ ان البعثيين الذين تلونوا بألوان شتى سيلجأون الى خطة بديلة وهي اغتيالات قيادات صدرية يلصقونها بفصائل بعينها خصوصا وانهم يدركون ان هذه الفصائل او الشخصيات على خلاف اصيل مع الصدر وتياره والعكس صحيح .
٢-ستظهر مجاميع مسلحة تدعي علنا ولائها وحبها لأل الصدر وللعراق لكنهم لن يأتمروا بأوامر الصدر المنسحب وانما واجبهم الوطني يحتم عليهم مواصلة مشواره في ملاحقة الفاسدين.. وطبعا هذه مجرد شعارات رنانة للابقاء على الوضع الداخلي ساخن وغير مستقر وتأليب الرأي العام على الاحزاب الشيعية وخصوصا تلك التي تحت خيمة تحالف الفتح علما ان هذه المجاميع مدعوما من الخارج .
٣-ان اعلان الصدر اعتزاله العملية السياسية نهائي لا يصب بمصلحة حاشيته التي تعودت على المغانم والسلطة ولديها خبرة متراكمة بقيادة قاعدة هشة مطيعة مسَتفَزَّة ديدنها الاعتراض والشغب والتظاهر على غير وجهة، وهذه المقومات كلها ستحفز شخصيات بعينها لتقمص دور الصدر ومواصلة المسير بحجة تحقيق الاهداف التي اشار اليها السيد مقتدى الصدر وهي حل البرلمان واعادة كتابة الدستور وتغيير نظام الحكم وجعله رئاسي.
٤- رئيس الوزراء الحالي يعمل جاهدا للبقاء في هذا المنصب وله اليد الطولى في الاحداث الدامية التي حدثت في محرم وصفر اذ انه سمح للمتظاهرين بدخول المنطقة الخضراء.
وفعلا نجح الاخير باضافة مدد غير دستورية لهذه الحكومة وهناك من يريد الابقاء عليها للعبث بموازنة العراق ومقدراته وابرم اتفاقيات تصب في مصلحة دولا خارجية على حساب مصالح الشعب العراقي لاجيال.
ولا شك في ان هذه الحكومة ابرامت معاهدات سيئة الصيت لصالح دولا عربية واقليمية على حساب العراق وتفويت فرصة انعاش اقتصاده من خلال تفعيل اتفاقية العراق و الصين
اتفاقية الحرير وتهريب الاثار العراقية وتفريغ الخزانه الفدرالية (البنك المركزي العراقي) من الاحتياطي العراق ونقله للسفارة الامريكية بحجة الامان والمحافظة عليها من الاحداث الاخيرة كل هذه المهام لاتعني شيء امام المهمة الكبيرة وهي التطبيع مع اسرائيل وتفعيل الصلاة الابراهيمية والقضاء على الاحزاب الاسلامية وخصوصا الشيعية..
٥- سيدخل داعش العملية السياسية من اوسع ابوابها وسيكون له دعم دولي كبير وسيشكل مع الاحزاب الكردية والسنية الكتلة الاكبر وستعود الشيعة اقلية سياسية كما كانت بعهد المقبور صدام ويعود سيناريوا المظلومية الشيعية وحينها ستنتفض عشائر الوسط والجنوب مدعومة من دول اقليمية بالاضافة لما لديها من سلاح وستكون هناك محاولات لاعلان اقليمي الوسط والجنوب.. ولأن هذا لن يصب في مصلحة بقية الاقاليم الطامعة بخيرات الجنوب حينها ستشهد الامة العراقية حرب الاقاليم وسنعود لمربع التدخلات الدولية وادخال العراق تحت الوصاية الاممية ومعاملته معاملة السفيه الغير قادر على ادارة شؤونه ...
هذه كلها مجرد تكهنات وتوقعات وقراءة مستقبلية ستحدث فعلا فيما لو ان قوى الإطار الشيعي ومن معها تكاسلت وماطلت في الاسراع من تشكيل حكومة قوية يترأسها رجل سياسة محنك يسحب البساط من تحت اقدام المغرضين بحركة استباقية هي تقوية القضاء ودعم الجيش والشرطة والحشد الشعبي وتوعية الناس كي لا ينخدعوا مرة اخرى وكذلك تنظيف الاعلام من القنوات الصفراء وملاحقة مثيري الفتن من المحللين الذين يتقاضون رواتب اضافية من السفارات.
ـــــــ
https://telegram.me/buratha