التقارير

من يحكم الولايات المتحدة الامريكية؟

2441 2022-08-23

عدنان جواد ||   في الآونة الاخيرة شرعت بتلخيص ما اقراه من كتب ، ففيه فائدة للقارئ ولنا حتى لا ننسى ما نقرا، ملخص من كتاب زيارة جديدة للتاريخ للكاتب المصري محمد حسنين هيكل، بعض الكلام منقول نصاً والاخر مضموناً، وهو يدور عن لقاء الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل مع رئيس مؤسسة واسرة ( ديفد روكفلر)، يصف الكاتب روكفلر بانه قليل الكلام، وانه يساله وبالمقابل هو يسمع ويجيب ويسال، ودائماً مقابلاته في الطابق(35) في بنك (تشيز ما نهاتن) وهو يقع في وسط وول ستريت حي المال والاعمال في نييورك، يحوي لوحات مشهورة ايطالية وفرنسية، وانه بابا البنوك الامريكية، وهو احد الاقطاب المهيمنة في الولايات المتحدة الامريكية، والسؤال المطروح والذي يتبادر لذهن الناس، من يقود الولايات المتحدة الامريكية؟، فهل الرؤساء الذين يجلسون في البيت الابيض هم الذين يحكمون ويديرون الامور، ام هناك اطراف اخرى تحكم، فتضاربت الآراء عن مصدر القرار في الولايات المتحدة الامريكية، فالشيوعيون لديهم نظرية تقول: (ان من يحكم البيت الابيض ثلاثة اطراف"وول ستريت" حي المال والاعمال في نيوورك وال(سي_ اي _ اية) وكالة المخابرات الامريكية، وال (بنتاغون) قيادة القوات المسلحة الامريكية)، اما نظرية الليبراليين فهي معاكسة للشيوعيين وهي تقول: (ان المجتمع الامريكي مجتمع مفتوح يستطيع اي فرد  ان يصبح رئيساً ويحكم، حرية بلا قيود من عرق او جنس او دين او مصلحة) ، فمثلاً (ترومان )صاحب محل خردة ، و (جونسن)راعي بقر من تكساس، و(كارتر)مزارع فول سوداني من الباما، و( ريغان) ممثل من هوليود، وصلوا الى كرسي الرئاسة باقتراع عام،  والجواب على هذا السؤال مسالة بالغة التعقيد والاهمية، سبق وان وصفت " دايفد روكفلر" بانه بابا البنوك  الامريكية، وانه رئيس حكومة الظل، فاسرته تسيطر على اكبر بنوك امريكا" تشيز ما نهاتن" و "ناشيونال سيتي" وعشرات البنوك غيرهما، فالقوة الاقتصادية والمالية الهائلة هي من تدير القرار السياسي الامريكي، ويقول الكاتب سالته بصراحة ما علاقة المال بالسياسة؟ وكان رده ببساطه انهما وجهان لعملة واحدة، ولكن نحن بصراحة نعمل بصمت باقل قدر من الكلام، فكل ما تكلمنا كشفنا عن مواقعنا فتضيق امامنا مساحة الحركة وحرية التصرف، وسؤال اخر من الكاتب ل"ديفيد روكفلر" وتحديداً في سنة 1975 لماذا لاتستثمرون في مصر؟ فاجاب ان راس المال الامريكي لن يذهب الى مصر وهذا في مصلحتكم على اية حال لماذا؟  لانكم ببساطة لا تستطيعون ان تتحملوا راس المال الامريكي، فعندما يخرج راس المال من بلاده ويرتحل، فهو يفعل ذلك من اجل الربح لايستطيع تحقيقها في بلاده، فان نسبة الربح في السوق الامريكي من 15- 16%، اما اذا خرج فلابد ان يزيد ربحة على الاقل من 30- 35% وعندما يخرج الى منطقة قلق وتوتر سياسي فلابد ان تكون لمخاطرته ثمن، ومنطقة الشرق الاوسط منطقة قلق وتوتر سياسي، حتى اذا وقعتم اتفاقية مع اسرائيل، فالسلام لن ياتي من توقيع المئات من الاوراق، وانما تاتي عن طريق ممارسة السلام، وتبادل للمصالح، وتطبيع كامل مع اسرائيل، وهذا يحتاج وقت، يقول الكاتب تطرقنا في كلامنا عن "السادات" و "هنري كيسنجر" وانه واسع العلم وشديد الذكاء، وكان في وقتها وزير للخارجية ومستشاراً للامن الوطني في زمن الرئيس الامريكي "جيرالد فورد" ،  وهو كان يعمل لدى عائلة " روكفلر"قبل تسلمه السلطة وبعدها يعود لنفس المؤسسة، وهنا يتولد انطباع بان "دافيد روكفلر" هو من يحكم القرار الامريكي. لنتعرف اكثر عن هذه العائلة ومن اين اتت، ان عمر التجربة الامريكية (6) قرون من القرن السادس عشر، وكيف هاجرت الناس من القارة العجوز الى العالم الجديد( امريكا) ، فمرت باستثمارات وتنقيب وبناء الى ان وصلنا الى القرن العشرين، الذي اصبح قرن الامبراطورية الامريكية، وبدا نفوذها يتوسع اثناء الصراع الكبير بين الغرب والنازية، لقد ذهبت الى اوربا لتشارك في هزيمة المحور، وتاخذ ارث هذه الامبراطويات المتهالكة التي لم تعد قادرة على مجاراة امريكا، كان جد" جون روكفلر" مولوداً لمهاجر الماني تزوج من مهاجرة اسكتلندية، وكان غريب الاطوار، وادعى انه حكيماً يعالج الامراض المستعصية بالشعوذة والدجل، ثم دخل السجن باغتصاب شابة صغيرة السن، لكن زوجته الاسكتلندية هي التي حفظت البيت ورعت الاطفال حتى بلوغهم، فهي من وجدت لابنها " جون روكفلر" وظيفة ككاتب حسابات في احدى الشركات، كلفته الشركة ان يدرس الاحتمالات الاقتصادية والمساحة لمساحة واسعة من الارض في ولاية بنسلفانيا حصلت عليها الشركة بالتوسع على حساب احدى قبائل الهنود الحمر، فاذا هو يكتشف في الارض بترولاً، ثم يجعل الاستكشافات لنفسه بوضع اليد عليها، ثم صاحب بئر بترول، ثم حقل بترول، ثم مجموعة حقول، فاصبح مليونيراً في سنوات معدودة، واستغل ثروته بتوسيع نفوذه ورشوة اعضاء الكونكرس ليصدروا له ما يشاء من تشريعات، ولكي يخفي هذا الاستغلال ويرضي ضميره، بانشأ مؤسسة خيرية للتعليم، وانشا عدد من الجامعات، فكان اغلب الرؤوساء والمخططين هم من موظفي مؤسسة "روكفلر" وما تسمى بالمؤسسة الشرقية، وبعد الحرب العالمية الثانية واكتشاف اسرار الطاقة النووية والقنبلة الذرية، وظهور منافسة اخرى وهي مع الاتحاد السوفيتي، ونشوء صراع بين الراسمالية والشيوعية، وهذا الصراع ليس صراع حروب بين الدول وفي ميادين القتال وساحاتها، وانما اصبح صراعاً في بيوت الناس وعقولهم، فيصبح المفكر جزءاً من المؤسسة، وهم مديروا العقول. انتقل الصراع وفي خطوته الاولى في التحرك للحصول على امتيازات في بترول الشرق الاوسط وتسهيلات لعبور اجوائه، رغم ان بريطانيا وفرنسا كانتا هما المسيطرتان عليه، فهي عملت من وراء ظهر لندن وباريس ، وتعاملت مع الاطراف المحلية مباشرةً، ورغم غضب بريطانيا تشرشل لكن لايمكن كسب الحرب ضد هتلر بدون المجهود الامريكي، والخطوة الثانية، خوفاً من ان تذهب اوربا باتجاه الشيوعية، تحرك الرئيس الامريكي "ترومان" بمشورة "دين اتشيون"وهو محامي شركات في واشنطن ووزير خارجية ايامها، يقترح فيه تقديم مساعدات وقروض لاوربا تحت اسم مشروع "مارشال" لابعاد اوربا عن الاتحاد السوفيتي،  وان يعيد بناء اوربا بجهد امريكي لاينسى فضله وان هناك وحدة ومصلحة وامن مشترك، ومن ثم تتخلى بريطانيا عن اليونان فتتركها لامريكا فتساعدها حتى لاتقع في ايدي الشيوعيين، وتركيا ايضاً حصلت على المساعدات، وسمي هذا "بمبدا ترومان" فتحولت القوة والامبراطورية من اوربا الى الولايات المتحدة الامريكية، وبدات بالغرب اولاً وهي تحمل معها القوة، ومؤسسات للتفكير، ومراكز للبحث والدرس واعداد الخطط، وفي نهاية الحرب كان مرشح المؤسسة الشرقية " ايزنهاور" باعتباره الجنرال والقائد العسكري المنتصر في الحرب، ووزير دفاعه " ويلسون" وهو ايضاً رئيس مجلس ادارة " جنرال موتورز" الذي شاع قوله الماثور(ان ما هو في صالح شركة جنرال موتورز هو في صالح الولايات المتحدة الامريكية بالتأكيد)، وهذا يعني ان المصالح الصناعية والتجارية والمالية اصبحت دولية، وهي من تتحكم بالعلاقات الدولية، وهذه المصالح تنشيء مؤسسات تحمل في الغالب اسماء اصحابها "روكفلر" – " فورد" –" كارينجي" – "راند" وغيرها، تلك المؤسسات يتم  فيها استقطاب خبراء في الاقتصاد والسياسة والادارة والقانون، وهي تجتذب الالاف من المفكرين من الجامعات من الاذكياء في اختصاصاتهم، وتنشيء مراكز للدراسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية، تعطي بدائل، وخبرات، وتصورات ، واقتراحات. وفي المحصلة النهائية فان المصالح واحدة وهي منسقة ومنسجمة، وانه الصراع في بيوت الناس، وان الصراع بين القوتين العظيمتين وسباق التسلح وهي صناعة " روبرت ماكنمار" وزير الدفاع في عهد "كنيدي" ورئيس مؤسسة فورد قبل ان يكون وزيرا للدفاع، والحرب النووية كانت ولازالت مستحيلة لان فيها انتحار الانسانية،  وفي نهاية المطاف امامهم خيارين ، اما الاتفاق مع السوفيت على وقف التسلح او مواصلة السباق، حيث ان العالم منقسم بين دول مع الاتحاد السوفيتي ودول اخرى مع الولايات المتحدة الامريكية،  وخاصة في العالم الثالث، وقف السباق كان مرفوضا من جانب واشنطن لاسباب اقتصادية وعلمية وصناعية، فصناعة السلاح من اهم الاركان في الاقتصاد الراسمالي، فهي تبيع اسلحتها التقليدية الى حلفائها في الشرق الاوسط، وسباق التسلح كان احد اسباب استنزاف موارد الاتحاد السوفيتي، وان الولايات المتحدة الامريكية اغنى من الاتحاد السوفيتي بمرتين على الاقل، والاتحاد السوفيتي سوف يضطر لمجاراتها للحفاظ على مركزه في العالم، لكنه يخسر الكثير من موارده في سبيل ذلك، وهو لايستطيع بيع اسلحته لاصدقائه مثل ماتبيع واشنطن اسلحتها لحلفائها، فاصدقائه فقراء، فهو يقدم اسلحة رخيصة لاصدقائه المناضلين ضد الراسمالية والامبريالية، فخصص 40% من دخله لتطويرقدراته الدفاعية،  فسباق التسلح اصبح هو الحرب ذاتها، اضافة الى توفراسباب السعادة لدى الناس في ظل الراسمالية في حريتهم ومعايشهم وفي الملبس والمسكن والتعليم والرعاية الصحية والتامينات، راس المال الامريكي ضرب العقيدة الشيوعية، فالمجتمع الشيوعي يعاني الحاجة والتقشف وكثرة الشعارات والخطابات الفارغة جعجعة طحن ولكن بدون طحين، والمجتمع الامريكي الراسمالي نموذجاً للغنى والرفاهية، فسباق اللتسلح سوف يضرب العقيدة الشيوعية ذات الثروة الاقل والفائض يجد طريقة للتخطيط لاسقاط الخصم. قال " دايفد روكفلر": في شهر سبتمر عام 1973 في حوار مع الكاتب محمـد حسنين هيكل (تشغلكم ازمة اقليمية لديكم وهي ازمة الشرق الاوسط، واما نحن فالذي يهمنا هو الصراع على مستقبل العالم)،  واضاف ان مصير العالم هنا يتقرر يعني في افريقيا واسيا، وحسب ما تختارون الراسمالية ام الشيوعية، وقبل ان ينصرم القرن العشرين سوف يتقرر كل شيء ويحسم، فاذا اخترتم جميعاً طريقنا في الحياة فسوف يكون النصر النهائي لنا، واذا اخترتم طريقة الاتحاد السوفيتي فسيكون النصر النهائي لهم، وان امتلاك القنبلة قصده النووية لن تحسم الصراع على العالم وانما الذي يحسمه اختياركم، رد عليه الكاتب ان الاتحاد السوفيتي يساعدنا في اسيا وامريكا اللاتينية وافريقيا بالسلاح الذي ندافع به عن استقلالنا، وهو الذي يبيع لنا المصانع ويشترك معنا في بناء السدود وغيرها من المشروعات الكبرى،  رد " دايفد روكفلر" (سوف يضطرون الى تقليل مساعداتهم لكم يوماً بعد يوم فما لديهم محدود وسوف ينفذ، الا اذا سلمتوهم ثرواتكم وانتم لن تقبلوا بذلك)، ان راس المال الامريكي استطاع ان يهاجم العقيدة الشيوعية ويرغمها على تحويل موادردها من عملية صنع الرخاء لشعوبها الى عملية تدعيم الامن لدولتها، ولعبت المؤسسة العسكرية السوفيتية دوراً في ذلك، وهي من جلبت ب "خروشوف" الى السلطة ثم في اخراجه وفي اختيار " بريجينيف" بدلا منه، ونفس الشيء حدث مع "اندريوف" ثم مع " تشيرنيكو"، والولايات المتحدة الامريكية ومن اجل استنزاف الاتحاد السوفيتي وبسبب سباق التسلح قد استدانت من الخزانة الامريكية، اكبر دين وطني، وجرى تدوير كل ثروات البترول العربي في البنوك الامريكية على شكل سندات خزينة امريكية لمدد قد تصل الى(25) سنة، وحتى اوربا شعرت ان حليفها الامريكي قد سلب منها مغانم بترولها، فبريطانيا كانت تحصل بنسبة 60% من بترول الشرق الاوسط سنة 1952 في مقابل 10% للولايات المتحدة الامريكية، وانقلبت النسبة ففي سنة 1982 اصبحت حصة بريطانيا 10% و 60% للولايات المتحدة الامريكية، وفرنسا بدات تشعر بالقلق من تصرفات امريكا وانها هي من ترفع اسعار البترول في العالم، منذ العام 1973- 1974هذا الامر سبب مواجهة بين رئيس خارجية فرنسا " ميشيل جويبر" حين قال ل "هنري كيسنجر" : (هل تظن اننا لا ندرك خطتكم،انتم ترفعون الاسعار وسوف تتركون لاصحاب البترول جزءً من ثروتهم الجديدة واما الباقي فانه سوف يجد طريقه الى بنوككم وخزائنكم) فرد عليه "كيسنجر" ( ببرود لا يعنيني ما تدركونه اوما لا تدركونه المهم ان تفهموا ان مشروع مارشال قد انتهى الان). كل هذه السياسات كانت تقوم بها " المؤسسة الشرقية" لصالح الولايات المتحدة الامريكية وهي تواصل عملها بنجاح ظاهر وباهر براس مال كبير ضد الشيوعية وعن طريق سباق التسلح، فصناعة الصواريخ والطائرات ومركبات الفضاء، ترافقها صناعات الكترونية وصناعات اخرى، فتكونت شركات ضخمة مثل " بوينج" ، " روكيل" ، " ماكدونالاند دوجلاس" ، " اي – بي – ام" ، " جنرال دايناميكس" وكانت لهذه المصانع الكبيرة دورها في التاثير في القرار السياسي، وايضاً استقطبت اصحاب العقول ومديري الاموال والخطط ، وسميت " حزام الشمس" او " المؤسسة الغربية" وهي اضافت نوع اخر من الخبراء في مجال تخصصهم، وفي عهد الرؤساء " نيكسون" ، " ريجان" اصبح البيت الابيض الغربي ، ومدينة للفن باكملها وهي هوليود، فتم تقسيم الولايات المتحدة الامريكية الى مؤسستين واحدة شرقية تشمل الشرق الامريكي، وواحدة غربية بنفس الشكل والحجم والهدف في الغرب الامريكي، وخلفهم جيوش جرارة من المديرين والمحامين والمفكرين والسياسين والاجتماعيين، توفرت لهم فرص الابداع والمعرفة وانضاج القرار، وهم يسيرون حسب المنهج والمعيار الامريكي وهو البرغماتية ( المنفعة). هناك الكثير من الادلة والاحداث التي تدل ان تلك الشركات الكبرى هي من تحكم العالم، ففي سنة 1952 اصدر الدكتور مصدق  قراراً بتاميم النفط الايراني، حاولت بريطانيا باعتبارها تمتلك امتياز الشركة البريطانية –الايرانية، بانقلاب عسكري على حكومة مصدق ، ولكنها ترددت خوفاً من زعزعة الثقة وتاثيره على بقية النظم المنتجة  للنفط في المنطقة، فاقدمت شركة " جولف" الامريكية للبترول والكثير من اسهمها مملوكة لاسرة "مورجان" اسرة توازي في الغنى اسرة" روكفلر" على التخطيط والاقدام وتمويل محاولة انقلاب ضد مصدق، وكلف " كريمت روزفلت" وهو ينتمي الى المؤسسة الشرقية، وكلف بالمهمة من قبل المخابرات المركزية الامريكية التي كانت تحت رئاسة " الان دالاس"  فينجح " كيرمت" في التحضير للانقلاب وتنفيذه، فيعود الشاه ويجهض قانون تاميم النفط، فتحصل شركة "جولف" على النصيب الاكبر في الشركة، ويحصل "كريمت" على منصب مستشاراً خاصاً للشركة، و "دايفد روكفلر " يصبح مستشاراً اقتصادياً وسياساً للشاه، واصبح بنك" تشيز ما نهاتن" البنك المعتمد لايداع كل اموال بيع كل عوائد البترول الايراني. والمثال الاخر ما سمي "بنادي السفاري" في افريقيا، في اوائل السبعينات كان يحكم زائير نظام الجنرال" موبوتو" وواجه خطر الانقلاب عليه بسبب فساد الحكم وسوء الادارة وتبديد الموارد، فكانت مصالح عائلة "روكفلر" وبواسطة بنك "تشيز مانهاتن" والشركات العاملة فيه كبيرة جداً حتى قيل اذا سقط نظام "موبوتو" ربما يفلس وراءه بنك " تشيز مانهاتن"، وكان جيش الخلاص الوطني بقيادة الجنرال "بومبا" والذي اخذ يزحف نحو موطن اغنى مناجم النحاس في افريقيا، وكان الخوف واضحاً لدى ساسة واشنطن من تكرار نموذج فيتنام في افريقيا، وفجاة ظهر ما اسموه " نادي السفاري" وهي هيئة للتدخل المسلح السريع انشات من دول هي مصر والمغرب والسعودية وايران، حلفاء واشنطن، والتي بدات عملياتها بالتدخل في زائير والقضاء على حركة عصيان الجنرال "بومبا" وتثبيت الجنرال " موبوتو" على عرش زائير، فارتفعت اسهم بنك" تشيز منهاتن" . يقول الكاتب ان للولايات المتحدة الامريكية مصالح كبرى وكنزاً كبيراً في الشرق الاوسط، وهي تريد ان تحافظ عليه، ومطلبها الاول هو تامين الجو العام في المنطقة وان يسود السلام في الشرق الاوسط، ويصل العرب الى صلح تام مع اسرائيل، وحاولت في ايام الشاه في ايران، والسادات في مصر، وقد التقى "ديفد روكفلر" بالسادات ووعده بفتح فرع لبنك " تشيز منهاتن" في مصر، اذا تم ذلك، وان الولايات المتحدة هي من تتحكم باسعار البترول بواسطة افتعال حروب وازمات محدودة، ففي حرب اكتوبر تضاعف سعر البترول عدة مرات، والذي تولى الرفع للاسعار هو الشاه" محمـد رضا بهلوي" وهذا يعني انه ليس ببعيد عن شركة"روكفلر" ومصالح الولايات المتحدة الامريكية، ويقول سمعت عن خطر الاموال العربية الفائضة والتي شبهها بقطعة ضخمة من الحجر انكسرت من قمة جبل وهي تهدد بالسقوط في اي لحظه، فاذا سقطت وتدحرجت كانت خطراً على كل الناس، ونشرت مجلة " الايكونوميست" والتي تملكها اسرة مالية في بريطانيا هي اسرة" روتشيلد" وهي من اكثر مجلات اوربا نفوذاً، ذكرت احصائية طريفة مضمونها ان العرب الان في وضع يمكنهم شراء مؤسسات الغرب الكبرى، وفوائض البترول العربي خلال(6) اشهر تستطيع شراء اسهم شركة " اي- بي – ام" وفي غضون (4) اشهر تستطيع شراء كل اسهم شركة" اكسون" وفي (16) يوماً تستطيع شراء كل اسهم بنك " امريكا"، ثم قفزت فجاة فكرة تدوير اموال البترول العربي وتنظيم حركته، وتم اقناع الكونكرس على تشريع قولنين تسمح للبنوك الامريكية بتدوير الاموال العربية، ولكن البعض ابدى مخاوفة بان قد تتحول الاموال الى وسيلة ضغط من قبل العرب على السياسة الامريكية، ولكن البعض الاخر وهو الاكثر قال بالعكس، فوجود هذه الاموال العربية في ايدي البنوك الامريكية يجعل السياسة الامريكية اقوى في مواجهة العرب، فقسم من الاموال تم تجميدها في مشروعات كبيرة، وقسم اخر ساهم في تمويل ابحاث السلاح الامريكي والذي ساهم في تقدم امريكا في تكنلوجيا السلاح،  وقد ذكر قول مأثور عربي(لا يفل الحديد الا الحديد)  ، فهل لازالت للعرب بعد بقية من حديد لم تتحول الى سلاسل وقيود،  وهذا يثبت ان ما يقود ويحرك سياسية الولايات المتحدة هي المصالح، وان ايهام الناس ان تلك الانظمة في الدول العظمى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية تسير وفق منطق العدل والحق والقانون، ولو انهم طبقوا تلك المعايير(العدل والقانون) كان عليهم  ان يسلموا الامبراطورية الى الهنود الحمر ويعودوا الى اوربا.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك