التقارير

الناتو يهدد السلام العالمي من خلال جعل الصين هي العدو 

1774 2022-07-09

متابعة وترجمة ـ فهد الجبوري ||

 

نشر الباحث والمؤلف والصحافي جوناثان كوك مقالة تحليلية حول حلف الناتو وموقفه الجديد تجاه بكين والذي يثير التساؤلات بشأن مزاعم التحالف بأنه " حلف دفاعي "

الكاتب كوك ، وهو مؤلف ثلاثة كتب حول الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي نشر مقالته الجمعه ٨ تموز في موقع ميدل ايست آي البريطاني .

·        فيما يلي خلاصة لهذه المقالة :

يقول الكاتب في مقدمة مقالته " وكما يقول المثل ، اذا كان لديك مطرقة فقط، فكل مشكلة تبدو وكأنها مسمار ، والغرب لديه منظمة معاهدة شمال الأطلسي ( ناتو ) - لذلك فإن أي بلد يرفض إملاءاته يجب ، وفق التعريف والوصف، أن يصبح تهديدا عسكريا هجوميا."

ويشرح الكاتب بقوله " وتلك هي جزء من السبب الذي جعل الناتو يصدر وثيقة " مفهوم استراتيجي جديد " الاسبوع الماضي خلال قمته في مدريد ، معلنا للمرة الأولى أن الصين تمثل " تحديا منظما " للتحالف ، الى جانب التهديد الأساسي من روسيا "

ويشير الى أن الصين ترى في هذا التصنيف الجديد خطوة حاسمة من قبل الناتو على طريق إعلانه هو ايضا بمثابة التهديد - حيث يقوم بترديد نفس نهج الحلف التصاعدي ضد موسكو خلال العقد الماضي .

ويقول " طبقا لتقرير في صحيفة نيويورك تايمز ، فقد وجدت الصين نفسها انها تصنف بشكل واضح وصريح " كتهديد " الاسبوع الماضي لولا ألمانيا وفرنسا ، اللتين أصرتا على تخفيف المصطلحات الأكثر عدوانية من أجل تفادي الأضرار التي تتعرض لها تجارتهما مع الصين في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا .

وفي مقابل ذلك ، يقول الكاتب ، ان بكين اتهمت الناتو بأنه " يهاجمها بخبث ويلطخ سمعتها " وحذرت من أن التحالف كان يريد " مواجهة استفزازية " . وليس من غير المعقول أن تعتقد بكين أن الناتو قد انحرف عن مجاله كمصلحة دفاعية مفترضة : وهي شمال الأطلسي .

وفي معرض تحليله لتوجهات الناتو الجديدة ، يقول الكاتب أن المنطق الراهن للناتو يطرح شيئا من هذا القبيل : أن الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط الماضي هو دليل على أن الكرملين لديه طموحات لإعادة الإمبراطورية السوفيتية السابقة في أوروبا . وإن الصين تقوم بتطوير قوتها العسكرية ولديها خطط إمبريالية مشابهة تجاه الدولة المنافسة والمنشقة تايوان ، وكذلك تجاه الجزر الغربية للمحيط الهادئ . وبسبب أن بكين وموسكو يقومان بتعزيز علاقاتهما الاستراتيجية بوجه المعارضة الغربية ، فإن الناتو عليه أن يفترض أن هدفهما المشترك هو إسقاط الحضارة الغربية .

أو كما أعلن بيان الناتو الاسبوع الماضي " فإن الشراكة الأستراتيجية العميقة بين جمهورية الصين الشعبية والاتحاد الروسي ومحاولتهما المشتركة والرامية الى تقويض قواعد النظام الدولي تتعارض مع قيمنا ومصالحنا " ، ولكن يقول الكاتب " اذا كان هناك جهة تقوم بتخريب قواعد النظام الدولي ، فهي حلف الناتو نفسه -أو الولايات المتحدة ، باعتبارها اليد التي تستخدم مطرقة الناتو "

وفي جانب آخر من مقالته يرى الكاتب " علينا أن نتذكر أن حلف الناتو كان ينبغي أن يحل نفسه بعد سقوط الاتحاد السوفيتي في عام ١٩٩١ . ولكن بعد ثلاثة عقود توسع على نحو كبير ، وهو تواق أكثر لتنمية موارده وقدراته "

ويضيف " وبالضد من كل النصائح ، وفي انتهاك لكل وعوده ، فقد رفض الناتو في المحافظة على " منطقة أمن " محايدة بينه وبين روسيا ، وبدلا من ذلك ، يقوم بتوسيع نطاقه حتى الحدود الروسية ، بما في  ذلك الزحف الخفي الى أوكرانيا ، البوابة التي غزت من خلالها الجيوش روسيا عبر التاريخ "

ومن القضايا التي أشار اليها الكاتب هي أن حلف الناتو وجه الدعوة لأول مرة لأربعة دول للمشاركة في قمة الناتو وهي استراليا ، اليابان ، نيوزيلندا وكوريا الجنوبية ، ولاشك ان فكرة إنشاء مجموعة " أربعة آسيا والمحيط الهادئ " المتحالفة مع الناتو تشير بشكل واضح الى الخطة  التي قام بها الحلف في الضم التدريجي لبلدان أوروبا الشرقية الى الناتو وهي السياسة التي بدأت أواخر عقد التسعينات ، والتي بلغت ذروتها في مغازلة أوكرانيا وجورجيا ، وهما يمثلان خطا احمر لروسيا منذ أمد بعيد .

ويتطرق الباحث في جزء آخر من مقالته الى التنافس الاقتصادي بين الصين والبلدان الغربية ويقول " في الحقيقة إن قواعد النظام الدولي تشمل ايضا مجموعة المؤسسات الاقتصادية الخاضعة للسيطرة الأمريكية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ، والتي تملي شروطا مجحفة على البلدان الأكثر فقرا في العالم - وهي في معظمها كانت مستعمرات سابقة للغرب - وإن الصين تمنح البديل لهذه الدول ، ومن خلال ذلك فهي تهدد تدريجيا بتآكل الهيمنة الاقتصادية للولايات المتحدة . وقد برز ضعف واشنطن الاقتصادي بعد قدرة روسيا على احتواء العقوبات الاقتصادية الغربية  التي ترتد سلبا على الاقتصاديات الغربية .

ويرى الكاتب أن الخوف الأكبر لواشنطن ، ومع ضمور عضلتها الاقتصادية ، هو أن الروابط التجارية الحيوية لاوروبا مع الصين وروسيا سوف ترى أن مصالحها الاقتصادية ، وفي النهاية ولاءاتها الأيديولوجية سوف تتحول شرقا بدلا من البقاء في المعسكر الغربي .

ويقول أن السؤال هو : ما مدى استعداد الولايات المتحدة للقيام بوقف ذلك ؟ حتى الآن يبدو انها جاهزة لجر الناتو الى تكملة عسكرية للحرب الباردة ، والمخاطرة بدفع العالم الى حافة الإبادة النووية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك