متابعة ـ صابرين البغدادي ||
مع مواصلة التسليح الغربي لأوكرانيا وزيادة حدة المعارك والعقوبات والانقسام الدولي، لا تبرز أي بوادر تُذكَر لإنهاء الحرب
بعد موافقة الولايات المتحدة وبريطانيا على تزويد أوكرانيا براجمات صواريخ، طلبت أوكرانيا، مزيد من الأسلحة في ظل اشتداد المعارك في منطقة الدونباس لمواجهة روسيا.
في حين لم تخفت مطالبات الرئيس الأوكراني، فلاديمير زِيلنسكي، ومؤيديه في الغرب بإرسال مزيد الأسلحة، كان الرد الروسي بأنَّ المزيد من التسليح يعني إطالة أمد الحرب وصب الزيت على النار. فإلى متى تستمر الحرب الروسية الأوكرانية؟
· كوفيد22
وصف الرئيس الأوكراني، الهجوم الروسي على بلاده بالكوفيد22 وما من لقاحٍ له سوى الأسلحة والعقوبات، في خطابٍ ألقاه عبر الفيديو في أمسية احتفالية أقامتها مجلة التايم الأمريكية، ولم يفوت الفرصة للمطالبة بمزيد من المساعدات الخارجية، بحسب صحيفة الجارديان.
في وقت إلقائه الخطاب، واصلت المعارك على الجبهة الشرقية في مدينة سفيردونيتسك اشتدادها، وبحسب الرئيس الأوكراني “ستُحدِّد معركة سفيردونيتسك مصير إقليم الدونباس، لكنَّ قواتنا تعاني بسبب نقص المدفعية هناك ولو حصلنا على هذا السلاح سنتمكن من قلب موازين المعركة”، وفق الجارديان.
· مدفعية بولندية
في 7 يونيو، أعلن رئيس الوزراء البولندي، ماتياس مورافيكي، توقيع عقد مع أوكرانيا لبيع مدفعية هاوتزر من نوعية “155mm Krab” بقيمة نحو 700 مليون دولار تغطي نحو 60 مدفعًا، ومتوقع وصولها خلال 2022 و2023. وبحسب يوكرإنفورم، أرسلت بولندا سابقًا مساعدات شملت دبابات تي 72 وعددًا من مدفعيات فوزديكا، بقيمة 1.6 مليار دولار، ما يجعلها ثاني أكبر مصادر الدعم بعد الولايات المتحدة.
في السياق نفسه، حصلت أوكرانيا مؤخرًا على راجمات صواريخ متطورة من نوع “HIMRAS” ضمن حزمة مساعدات أمريكية جديدة، وتبعها موافقة بريطانيا على إرسال راجمات مماثلة من نوع “M270”، ما يمثل تطورًا جديدًا في عملية تسليح أوكرانيا استدعت معها تهديد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بقصف أهداف جديدة داخل أوكرانيا.
· حلم قديم
في 27 فبراير 2022، قال المفوض الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إنَّ “الاتحاد الأوروبي سيزود أوكرانيا بالطائرات الحربية”، لكنَّه عَدَلَ عن التصريح لاحقًا بقوله: “هذه الطائرات لن تكون من الاتحاد، بل قد تتبرع بها إحدى دوله باتفاق ثنائي”.
كان الرئيس الأوكراني، أعرب في لقاءٍ مع الكونجرس الأمريكي أوائل مارس عن حاجة بلاده الماسة إلى طائرات حربية لمواجهة الهجوم الروسي، وحينها كان منتظر أن تزوّدها بولندا بطائرات ميج 29 مقابل حصول الأخيرة على طائرات أمريكية حديثة، لكن الولايات المتحدة رفضت المقترح، بحسب شبكة سبوتنيك.
· إحياء الحلم القديم
بعد نحو 3 أشهر على رفض المقترح، أعاد قائد القوات المسلحة في كاليفورنيا، اللواء ديفيد بالدوين، إلى الواجهة فكرة تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة، مطالبًا المسؤولين الأمريكيين والغربيين بسرعة بحث المقترح مجددًا، منوهًا بأنَّ إرسال مقاتلات ميج السوفييتية يمثِّل أفضل خيار في الوقت الراهن، وأنَّ العمل جارٍ بين مسؤولي بلده وأوكرانيا بشأن المقترح، بحسب موقع بوليتيكو.
وتابع بالدوين: “ضباط القوات المسلحة في كاليفورنيا على اتصال يومي مع الجنود والطيارين الأوكران لبحث التكتيكات والأفكار”، مشيرًا إلى أنَّ ما يناقشه الطرفان هو أي الطائرات أفضل لحالة أوكرانيا. من ناحية أخرى قال المتحدث باسم القوات المسلحة في كاليفورنيا، المقدم براندون هِل، إنَّ قرار إرسال الطائرات من عدمه بيد البيت الأبيض والبنتاجون.
· أمل كييف
بحسب شبكة بلومبرج، فالأمور بالنسبة لأوكرانيا ليست سيئة بالمطلق، رغم المكاسب الروسية على الأرض. فقد أخذت قوتها العسكرية تتزايد مع تلقيها مدفعية بعيدة المدى وأسلحة متطورة أخرى من الدول الغربية، فضلًا عن حصولها على خدمات أفضل أجهزة الاستخبارات في العالم.
في المقابل، يُحتمَل تراجع القوة العسكرية الروسية في حرب طويلة، لأن الاقتصاد الروسي وصناعة الدفاع فيه يواجهان عقوبات قاسية، فضلًا عن وهن الروح المعنوية لقواتها مع تزايد الخسائر. وبوقوف الغرب خلف أوكرانيا، يمكنها أن تأمل في إضعاف الجيش الروسي وتحطيمه في نهاية المطاف، ومن ثم ربما استعادة بعض الأراضي التي أخذتها موسكو.
· إلى متى تستمر الحرب؟
المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أجاب عن السؤال في مؤتمر صحفي بقوله: “تنتهي العملية العسكرية الخاصة عندما تحقق أهدافها”، بحسب وكالة تاس الروسية. وكان الرئيس الروسي أعلن عدة أهداف من هذه العملية، منها اجتثاث النازية في أوكرانيا ونزع سلاحها.
من جانب أوكرانيا، فإنَّ القوات الأوكرانية ستقاتل ما دامت القوات الروسية على أراضيها، لكنَّ المواجهة مرهونةً باستمرار الدعم العسكري. ويرى المحلل السياسي، أليكسي مورافيف، أنَّ الحرب ستطول مع الأمل الأوكراني والغربي بإنهاك روسيا والتغلب عليها في نهاية المطاف،
· الحرب مستمرة
وفق وكالة تاس الروسية، أعلنت وزارة الداخلية الروسية إنشاء إدارة خاصة لمساعدتها على تنفيذ القانون العرفي إلى جانب مساعدة الوزارة على تنسيق قواتها حال فُرِضَت حالة الطوارئ أو أطلقت عملية لمكافحة الإرهاب، ما يشي باستمرار الحرب.
وصعَّدت موسكو الحرب النفسية ضد الجنود الأوكرانيين، فوفق معهد دراسات الحرب أبلغت إدارة المخابرات الأوكرانية في 8 يونيو أنَّ القوات الروسية ترسل رسائل تهديدية لأجهزة الجنود الأوكرانيين تدعوهم فيها إلى الخيانة وإلقاء السلاح والاستسلام أو الانشقاق والفرار إلى روسيا.
ومع مواصلة التسليح الغربي لأوكرانيا وزيادة حدة المعارك والعقوبات والانقسام الدولي، لا تبرز أي بوادر تُذكَر لإنهاء الحرب، لا سيّما أنَّ الأصوات الداعية إلى وقفها وبدء محادثات سلام لا تحظى بزخمٍ مماثل لدعاوى إرسال مزيد من الأسلحة وفرض عقوبات جديدة التي لا تُربط بشرط البدء بمسار دبلوماسي جاد، بحسب العضو السابق في مجلس الأمن القومي الأمريكي، ستيفِن سايمون.
ـــــــ
https://telegram.me/buratha
