عبدالجبار الغراب ||
مسلسل الأحقاد والكراهية والخبث الأمريكي الصهيوني الغربي تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو أزلي قديم جديد متجدد دائم وفي تواصل مستمر وعبر عدة أشكال وأفعال ومواقف وأحداث وأساليب وممارسات عديدة تقوم بها دول الشر والإستكبار العالمي وأعوانهم المدسوسين من ملوك وأمراء العرب المتصهينين وآخرين مغروسين بين خواصر البلدان العربية والإسلامية كجماعات أو تيارات أومنظمات يستخدمونهم لأجندات تخدم مصالح وأهداف أمريكا وإسرائيل في المنطقة.
فالمواقف المخزية والجبانة والوسائل العديدة المستخدمة والأكاذيب والمغالطات الكثيرة التي يقومون بها الأمريكان والصهاينة لإيجادها ذرائع لإفتعال المشاكل التي تؤثر في خلقها على الجمهورية الإسلامية كثيرة ولا تحصى , فالأنانية البغيضة المطلقة والواضحة لكل الأعمال الناجحة والتطور المتقدم والنهوض السريع الذي يحققه الشعب الإيراني وحقه المشروع في إنتاج الطاقة النووية أخرصت الاعداء واختلقوا مختلف الأسباب لجعلها عوائق تحد من التصاعد التكنولوجي السريع للشعب الإيراني فقامت أمريكا والغرب بالتجهيزات وتسخير مبالغ باهضه وبالمليارات الدولارات وإعدادها لآلاف الجواسيس والعملاء لإختراق الشعب الإيراني وإغتيال قادتهم والعلماء لتأخيرهم في مواكبة التقدم العالمي وجعله محتكرا عليهم فقط, وما حدث مؤخرا لإغتيالهم القائد العسكري العظيم حسن خدايي الا لحقد كراهية متزايدة لكل ما يمثل لعظمة إيران كقادة وعلماء ومثقفين وعسكرين.
فالحقد والخبث والكراهية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية من قبل الأمريكان والصهاينة هو تعبير ضعف ومزيد من الإفلاس التي قادتهم الى التخبط والتيهان وأودت بهم الى مستنقعات غريقة وشتات وهذيان في صحاري عديدة ومحيطات وبحار واسعة لا يجدون لهم مخارج او حلول لتصحيح او إعادة مسارات قد تجعلهم في مراكز القوة وبسط الهيمنة وفرض الشروط وإدخالها لتحقيق الأهداف والوصول الى الأحلام والأمنيات , ولهذا كانت لأمريكا وإسرائيل ومعهم الغرب دخولهم في معضلة كل الخسائر التي لحقت بهم في اليمن وسوريا والعراق ولبنان وفلسطين وقوة التصاعد المتواصل والبروز الكبير للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
لتظهر توالي الأحقاد الأمريكية الصهيونية والكراهية الغربية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية على خلفية إحتجاز الحرس الثوري الإيراني لسفينتين يونانيتين أبحرت بشكل مخالف وتجاوزت المياة الإقليمية, والتي ما كان لإيران الإقدام عليها الا لدلالاتها ورسائلها ردا على قيام السلطات اليونانية بالإستيلاء على ناقلة نفط إيرانية وبل ومصادرة حمولتها, لتخرج فورا السلطات اليونانية بتصريحات انهم سوف يرسلون النفط الإيراني للولايات المتحدة الأمريكية المنهوب من ناقلة النفط الإيرانية , هنا لم نسمع لا ردود ولا إستهجان ولا إستنكار غربي ولا أممي للتنديد بالقرصنة اليونانية, ليظهر وعلى الفور الحقد والكراهية لد الغرب والأمريكان عند إعلان الجانب الإيراني قيامة بعملية إحتجاز لسفينتين يونانيتين اختراقتا حدود المياه الإقليمية ليتوضح اساليبهم الشيطانية والكيل بمكاييل عديدة ,هنا توالت الإدانات على الجانب الإيراني ويخرج مسؤولين لوسائل الإعلام العديدة من الغرب كدول فرنسا وألمانيا يطلبون من إيران اطلاق السفينتين والامتناع عن أسلوب القرصنة.
فالثورة الايرانية بقيامها وضعت أسس جوهرية رفيعة لبلوغ مصاف الرقي والإزدهار بما يحقق آمال وتطلعات شعب إيران , وجعلت لذلك أهداف عديدة ينبغي لتحقيقها مواصلة العمل حتى الوصول الكامل لإنجازها فقد نظرت الى محيطها الإسلامي امتداد لتوحيد المسلمين تجاه قضيتهم فلسطين ومقدساتهم الواقعه حتى الصهاينة المحتلين , ورسمت لذلك عناوين هامة تكون منطلقا للوصول الى إسترداد هذه المقدسات فأولت القضية الفلسطينية جل اهتمامها وسخرت لذلك مختلف المقومات الضامنه لخلق كل نواحي الأصطفاف الإسلامي المتحد لمواجهة الصلف الصهيوني المتغطرس.
ليتحدد ومنذ الوهلة الأولى لإنطلاق الثورة الإسلامية تحديدها ليوم لتذكير المسلمين في كل أنحاء العالم بمقدساتهم المنهوبة فكان لآخر جمعة من شهر رمضان من كل عام هو يوم القدس العالمي ومنذ ذلك الحين وفي عام 1978 بالتحديد تاريخ لعظمة الاختيار الذي حدده ورسم لبناته الأولى السيد الخميني رضوان الله عليه, ليشتعل بذلك غليان الحقد والكراهية لد الأمريكان والصهاينة لما يتحقق من فواتح نور وشعاع إيماني ترسخ لكل شعوب العالم الإسلامي بإحيائهم السنوي وبشهر رمضان ليوم القدس العالمي.
وبالرسم الدقيق والتخطيط السديد لكل ما يعظم مكانة دول العالم الإسلامي كان لأهداف الثورة الإسلامية نجاحها الكبير في خلق التعاضد والتلاحم بين عديد الدول وشعوبها لإدراكهم مخاطر الغطرسة والهيمنة الإستكبارية لأمريكا وإسرائيل والغرب في الامتداد والتوسع والسيطرة وفرص سياستهم في المنطقة بما يحقق لهم
المكاسب والأحلام والنهب والإستحواذ على ثروات العرب والمسلمين ,وإشعالهم للحروب وتغذيتهم لها لأغراض خبيثة مبنيه على الانتشار والتمدد للصهاينة وتنفيذ مخططهم التوسعي بالإستيلاء على الدول العربية, فكان لعكس مخططاتهم بعثرتها السريع بوجود قوى لمحور المقاومة الإسلامية , والتي لعبت الجمهورية الإسلامية الإيرانية دورها الحسن المعين لتشكيل جبهة إسلامية مقاومه للأمريكان والصهاينة , لتتبعثر كل الأوراق وتتهاوى معها كل الحسابات المعدة والموضوعه لأمريكا والصهاينة , هنا ازدادت الكراهية والأحقاد والخبث تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجعلها ضمن برنامج الأهداف الانتقامية للغرب والأمريكان والصهاينة.
وما برز وبوضوح وللجميع وبالنجاح العظيم الذي حققته المقاومة الإسلامية في فلسطين وانتصارها التاريخي على الكيان الصهيوني بمعركة سيف القدس بعث رسائله المعززه لمدى عظمة الانتصار الفلسطيني الذي تحقق بمساعدة وإسناد كبير من قبل الجمهورية الإسلامية , والتي كان لأبطال المقاومة الفلسطينية تقديمهم للشكر الصريح للجمهورية الإسلامية الإيرانية لدعمها بالأسلحة والإنتاج والمعدات الذي طور القدرات التسليحية للمقاومة الفلسطينية وأصبحت قادرة على إنتاج الصواريخ البالستية وصناعة الطائرات المسيرة , وبمشاركة الخبراء الإيرانيين مع نظرائهم الفلسطينين في غرف عمليات إستخباراتية مقرها قطاع غزة في معركة سيف القدس وبشهادة قائد أركان كتائب القسام تأكيدها لمدى الأدوار العظيمة التي تقدمها الجمهورية الإسلامية لنصرة المقدسات المنهوبة والعمل على إستردادها كحق عام مشروع لكل عامة المسلمين.
والعاقبة للمتقين
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha