عبدالجبار الغراب ||
كان للانتصار العسكري التاريخي الكبير الذي حققه الشعب الفلسطيني العظيم وعبر فصائل المقاومة الإسلامية في معركة سيف القدس ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي بشهر رمضان الماضي من عام 2021 ولمدة عشرة أيام :جوانبها الحادة الكبيرة في التأثير العام وعوامها المتتابعة البارزة للمزيد من الكشف والتوضيح , وأسلوبها الكاشف عن إضافات متلاحقة لمدى الضعف والهشاشة والإذلال الذي وصل اليه جيش الاحتلال الإسرائيلي وإفتقاره لأدنى الأدبيات الأخلاقية المعدومة في الأصل لديه لإنه جيش إحتلال ومغتصب لأراضي شعب منذ أكثر من 77 عام.
لتنعدم عند هذا الكيان الإسرائيلي الغاصب كل معاني القيم والمبادئ الإنسانية وتغيب مع كل ذلك جميع المقارنات لجعلها دلائل مفيدة وإيضاحات نافعة وتعريفات لإستدلالات لاجل تقيمها لما يحدث في الحروب , لتظهر وبوضوح وإتفاق لدى كل المنظمات الإنسانية لانعدام تمام ولا وجود لهذه الأدبيات بجانب الصهاينة سواء بإحترامهم للقوانين او المواثيق الدولية الخاصة بالنزاعات والحروب , لتكون لإغتيال الصحفية شرين ابو عاقله تداعياته الكارثية التي قزمت صورة كيان الاحتلال الإسرائيلي ووضعته في زاوية مغلقة سوف يكون لقادم الأيام او الشهور إخراجه عن دائرة الإحتماء بمن إوشكت عظمتها على الانتهاء هي أمريكا.
وعلى صعيد المواجهة للصهاينة مع المقاومة الفلسطينية في معركة سيف القدس ; إنكشاف سريع ومنذ أول اللحظات لإنطلاق الحرب لمشاهدة الجيش الإسرائيلي مهزوما متخذا من إطلاقه للشائعات والأكاذيب بالإعداد لإقتحام قطاع غزة محاولات لتحسين صورته بإنها عبارة عن خديعة , وهي في الأصل فشل ذريع لم يستطيع تحقيقه ليتم تحويلها إعلاميا لخطة منظمة أعدها الجيش الإسرائيلي لأجل قتل أكبر عدد ممكن من المجاهدين المقاومة الفلسطينية عبر الانفاق , والتي عجزوا عن استهدافها بآلاف الغارات بل حتى عجزت كافة وسائلهم وإمكانياتهم المتطورة في كشفها لهذه الانفاق.
لتتوضح تواليآ مختلف أساليب وممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة في أرتكابهم للجرائم المعتمدة وقتلهم المباشر للسكان الأمنيين في منازلهم بقطاع غزة وإستمرارهم الهمجي والجبان في قتل الصحفيين والمراسلين فكان لقصفهم لبرج الصحفيين ولمقرات عديدة تابعة لقنوات فضائية عربية وأجنبية بينها مقر قناة الجزيرة وغيرها من الوكالات الإعلامية الأخرى في قطاع غزة الا صور لإفلاس وسقوط عسكريا وإخلاقيا وإنسانيا,وهي ما عكست مؤشراتها السريعة لنتائج أولية لنتائج لهلاك وهزيمة الكيان الإسرائيلي في معركته مع فصائل المقاومة الفلسطينية.
فمسيرة الأعلام التي يقوم من خلالها المستوطنون الصهاينة كل عام برفع أعلامهم الإسرائيلية كحدث أتخذوه منذ عام 1967 سالكين فيه طرق للوصول الى حائط البراق واقتحام ساحات المسجد الأقصى الشريف ولأغراض عديدة خبيثة لإقامة داخل المسجد الأقصى صلواتهم المزعومة, وهي ما تشكل إستفزارا لمشاعر المسلمين في كل إنحاء العالم وليس في فلسطين فقط ,ليستخدمهم الإسرائيليين أساليب للعب بالنار وهي في تصورهم ووجهة نظرهم قد تدخلهم في العديد من الحسابات والتي قد تعيد له صورة لتحسين وضعهم المهزوز والمنكسر الناتج عن كارثة خسارتهم الشنعاء أمام فصائل المقاومة الفلسطينية قبل عام من الان , وبنفس هذه الأحداث المشابه لإنطلاق معركة سيف القدس وهو ما يسوق له الان جيش الاحتلال لواقع على انه عنده الإمساك بزمام الأمور ويمتلك القدرة على إشعال الحروب متى شاء , وعنده الإمكانية على تغير وتعديل مسار مسيرة الاعلام وتخفيف حدة التوتر.
وهذا ما يعزز للجميع مدى الضعف والإضمحلال والتهاوي الذي وصل اليه الكيان الإسرائيلي, فالتدربيات والتي وصفت بالأكبر في تاريخ كيان الاحتلال مستمرة في خارج الحدود ولمدة شهرين يعد من خلالها جيش الاحتلال الإسرائيلي نفسه لتعزيز قدراته على المواجهة المرتقبة والمحتملة والأكيدة مع محور المقاومة الإسلامية وفي هذا المقام يعتبر تفسيرا لإعتراف صهيوني ببلوغ التصاعد الكبير والتهديدات والمخاطر صوب الكيان الإسرائيلي وتغير موازين القوى وقواعد الاشتباك في المنطقة التي أحدثتها ونجحت في تحقيقها دول محور المقاومة الإسلامية.
فالإستفزازات الصهيونية للمسلمين جميعا وقيامهم بما أسموها مسيرة الأعلام وبكل عام تواصلت وبصورة كبيرة هذا العام وبمقاصد ومبتغات عديدة وضعها جيش الاحتلال ومن أجلها وقيامها اتخذت سلطات الاحتلال تدابير أمنيه لحمايتها , فمسيرة الأعلام الذي يقوم بها المستوطنين الصهاينة مسارها للدخول من باب العامود والتوجه عبر الحي الإسلامي , وهذا ما يخلق الصدام مع المسلمين قبل الوصول الى حائط البراق ثم العبث بباحات المسجد الأقصى واقتحامه لإقامة ما يسمونها صلواتهم , وهذا مجرد لعب بالنار له عواقبه المعروفة والمحسوبه من قبل الكيان الإسرائيلي لإرتكابه مثل هكذا مظاهر هي لا تصب في مصلحته مطلقا.
وهنا ومع التأكيد الثابت والواضح لقادة محور المقاومة الإسلامية بجعل الإعتداء على الأقصى بمثابة مواجهة مباشرة مع الكيان الإسرائيلي ليست مقصورة على الفلسطينيين فقط ولكن على المسلمين جميعا وهذا ما توعد به وأستمر في تكرار ذلك قائد المقاومة في لبنان الامين العام لحزب الله سماحة لسيد حسن نصر الله بجعل المعركة إقليمية شاملة اذا ما تم الاعتداء على المسجد الأقصى ,وكانت لتأكيداته الأخيرة وفي مناسبة عيد المقاومة والتحرير توضيحه الثابت لتحقيق ذلك المعادلة الجديدة في المواجهة مع الصهاينة وجعلها واسعة شاملة.
فدول محور المقاومة الإسلامية وأقوال قادتها يتبعها أفعال تأكيدية لإثبات الالتزام والتعهد بحماية الأقصى , فالأمريكان ومعهم الصهاينة يعرفون ويدركون مدى خطورة تكرار العبث والإقتحام للمسجد الأقصى وضرورة إتخاذ اللازم للعمل على تعديل مسار وطريق قيام المستوطنين بمظاهرة حمل الأعلام وجعل اذا ما تم إنطلاقها من باب الخليل وبأعداد قليلة والوصول الى حائط البراق ومن ثم الرجوع ,واضعين في ذلك العديد من الحسابات والمتضمنة في بعضها النوايا الصادقة والأقوال التي تصدر بحق ومصداقية لقادة محورالمقاومة الإسلامية بجعل الاعتداء على المسجد الأقصى مواجهة مع دول المحور الإسلامي ,ومنها التنامي والتصاعد والتطور الهائل في القدرات العسكرية لدول محور المقاومة الإسلامية كما في اليمن ونجاح جيشها ولجانها اليمنية في ضرب وإستهداف العمق الإماراتي البعيد عن اليمن بأكثر من 2500 كيلو متر وامتلاكهم لطائرات مسيرة وصورايخ بالستية قادرة من الوصول الى عمق الأراضي المحتلة وقدرتها على الاستهداف لمواقع ومنشآت هامة عسكرية وحيوية , وما تم كشفه وبظهوره الأول لقائد أركان كتائب القسام محمد السينواره وحديثه إعلاميا عن جود لغرفة عمليات عسكرية تدار من قطاع غزة مكونه من ضباط من حزب الله اللبناني ومن قيادات الحرس الثوري الإيراني الذين كان بدورهم العظيم في تحقيق الانتصار الكبير بمعركة سيف القدس على كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وأيضا وما خرج عن بعض فصائل المقاومة الإسلامية في العراق وامتلاكهم لطائرات مسيرة قادرة للوصول والذهاب لآلاف الكيلومترات, وما أحدثته الطائرة اللبنانية المسيرة في اختراقها للأراضي المحتلة وتحليقها المباشر ورصدها للمواقع وأخذها للاحداثيات ورجوعها بسلام الى أراضي لبنان وبإعتراف الصهاينة أنفسهم بعجزهم عن إسقاطها وفشلهم في المتابعة والتمكن منها , وأيضا ما يلحق بالصهاينة من عواقب وتداعيات بإغتيالهم الواضح والهمجي والجبان لمراسلة قناة الجزيرة الصحفية شرين ابو عاقله واقتحامهم لجنازتها : الا إضافات لسلاسل طويلة لها امتدادها العريض لجرائم وفضائع ارتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين والصحفيين عرب وأجانب ومن هذا فالكيان الصهيوني يخاف المواجهة مع محور المقاومة الإسلامية وسوف يخفف من حدة التوتر ويعمل على تغير مسار وطريق مسيرة الاعلام لان التصعيد يعني المواجهة مع محور المقاومة الإسلامية وهي النذير الخير والبشاره التي ينتظرها ويرتقبها كل المسلمون لبداية الزاول الأكيد للكيان الإسرائيلي البغيض.
والعاقبة للمتقين.
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha