عادل الجبوري ||
أكدت الأوساط والمحافل السياسية والإعلامية والشعبية العراقية أن الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني وآخرها اغتيال الصحفية الفلسطينية في قناة "الجزيرة" الفضائية في فلسطين المحتلة شيرين أبو عاقلة لا تختلف عن جرائم الجماعات التكفيرية كـ"القاعدة" و"داعش" في العراق، وشددوا على أن تلك الجرائم منافية لكل المواثيق والأعراف الدولية.
وتجمع مئات العراقيين من فئات وتوجهات اجتماعية وسياسية مختلفة مساء أمس الأربعاء أمام السفارة الفلسطينية في شارع السفارات وسط العاصمة بغداد، منددين بالجرائم الصهيونية، ومعبرين عن دعمهم وتضامنهم مع نضال الشعب الفلسطيني، ورفضهم لكل مشاريع التطبيع المذلة مع الكيان الصهيونني الغاصب.
وفي السياق نفسه، اعتبرت نقابة الصحافيين العراقيين في بيان أن تلك الجريمة البشعة التي أثارت استغراب العالم واستنكاره وتنديده، ممثلًا بمنظماته الدولية والصحافية، خرقًا فادحًا للمسؤولية الإعلامية وحرية العمل الصحافي، والتي تؤكدها القوانين والمواثيق الدولية، وطالبت "بإجراء تحقيق دولي عاجل للكشف عن الجناة".
وفي الوقت الذي أعلنت فيه تضامنها مع الصحافيين الفلسطينيين، دعت "جميع المنظمات والهيئات الدولية إلى الوقوف بوجه جيش الاحتلال الإسرائيلي للكف عن جرائمه التي امتدت هذه المرة إلى اغتيال الصحافيين الذين يؤدون واجبهم المهني، ومن دون مراعاة للقوانين الدولية التي تؤكد حماية الصحافيين وضمان سلامتهم".
من جانبه، عبّر المركز العراقي للحريات الصحفية عن إدانته الشديدة لجريمة اغتيال شيرين أبو عاقلة، داعيًا الصحافيين العراقيين الى تنظيم وقفات تضامنية "مع الزملاء في قناة الجزيرة للتنديد بجريمة الاحتلال".
كما عبّر الحشد الشعبي عن استنكاره الشديد لما أقدمت عليه قوات الاحتلال الصهيوني. وقال الحشد في بيان له "أمام الصمت الدولي على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق فلسطين وأهلها، واستمرار العدوان الغاشم في مخيم جنين الصمود، تناهى إلى الأسماع نبأ استشهاد الصحافية والمراسلة شيرين أبو عاقلة ابنة فلسطين الشجاعة والمثابرة والسبّاقة إلى الدفاع عن قضيتها منذ بدء مسيرتها بالعمل قبل عقدين ونصف، حتى لحظة استشهادها فوق تراب موطنها، موطن الفداء والتضحية والشهادة".
وأكد الحشد الشعبي تمسكه "بنهج الحقيقة والثبات الذي كانت شيرين أبو عاقلة الشهيدة رائدة من رائداته، وصوتًا عاليًا فيه، والذي سيبقى حتى بعد ارتقائها اليوم برصاص الغدر من سلاح المحتل المغتصب والزائل".
من جهته، أكد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الشيخ همام حمودي "أن اغتيال الاعلامية شيرين أبو عاقلة أثناء أداء رسالتها بتغطية الاقتحام الصهيوني لمخيم جنين، عمل إرهابي قذر لا ينفصل عن مجازر وجرائم هذا الكيان القمعي المحتل، الذي يستدعي من المجتمع الدولي وهيئاته الحقوقية وكل أحرار العالم إدانته بشدة، والمطالبة بتحقيق دولي، وعقاب رادع، ووضع حد لهذه السياسية الوحشية".
أما كتائب حزب الله، فقد اعتبرت أن اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، جريمة اخرى من سلسلة الجرائم الصهيونية التي تظهر مدى وحشية ذلك الكيان اللقيط، واستهتاره بالقوانين والأعراف الدوليّة، وانتهاكه المواثيق الأمميّة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، داعيةً جميع المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى اإتخاذ الإجراءات الرادعة إزاء هذه الجريمة النكراء التي تهدف إلى إسكات صوت الحقيقة، وفضح ذات الاحتلال الإجرامية.
في غضون ذلك، اعتبر عدد من الصحفيين والاعلاميين والناشطين العراقيين أن مشهد اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة من قبل الكيان الصهيوني يشبه الى حد كبير مشهد اغتيال الصحفية العراقية أطوار بهجت من قبل الجماعات التكفيرية الاجرامية عام 2006.
وقال مدير المرصد العراقي لحقوق الإنسان مصطفى سعدون إن صورة شيرين وهي مضرجة بالدماء أعادت لذاكرته الصحفية العراقية الراحلة أطوار بهجت التي قتلت عام 2006 عندما كانت في مهمة صحفية، اضافة الى العديد من الصحفيين الذين قتلوا وهم يرفعون راية الكلمة الحرة، كهشام الهاشمي وأحمد عبد الصمد وصحفيين آخرين في الموصل وبغداد وفي بلدان أخرى.
أما ديوان الوقف السني، فقد قال في بيان إنه "في مشهد حزين فجع العالم والصحفيون على وجه الخصوص بمقتل مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، وهي تؤدي واجبها في توثيق الاجتياح العسكري الصهيوني لمخيم جنين في الضفة الغربية، وهو استهداف مباشر وقتل مع سابق الاصرار والترصد". وطالب المجتمع العربي والدولي، والمدافعين عن حقوق الصحفيين وحرية الاعلام بإدانة قوات الاحتلال الاسرائيلي واتخاذ الاجراءات اللازمة لردعه ومحاسبته لاستهداف زملائنا والجرائم التي تحصل بحق المدنيين العزل.
وكانت السفارة العراقية في الاردن قد أصدرت بيانًا استنكاريًا شديد اللهجة، اعتبرت فيه "أن هذه الجريمة البشعة تضاف الى سجل الجرائم والانتهاكات الخطيرة التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني منذ عقود طويلة، ضاربًا عرض الحائط بكل المواثيق والقرارات الدولية التي تصب في جانب الشعب الفلسطيني"
وجددت السفارة التأكيد على "موقف العراق الرسمي والشعبي الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق الذي عانى الكثير ودفع ضريبة نضاله في سبيل تحرير أرضه".
ــــــ
https://telegram.me/buratha