موسكو تبعث رسائل تحذيرية للدول الخليجية والمخابرات الروسية تلمح إلى إمكانية تزويد الحوثيين بأسلحة "فتاكة" وولي العهد السعودي يرد " لن نقبل بتسييس قضايا الطاقة العالمية " ويدعو " بوتين " إلى التريث وعدم الاستعجال "ماذا حدث " ؟!
بعثت روسيا الاتحادية رسائل تحذيرية للدول الخليجية محذرة المملكة وباقي الدول في شبه الجزيرة العربية من مغبة الانخراط في الحرب الاقتصادية التي تقودها الولايات المتحدة الامريكية والدول الاوربية ضد موسكو على خلفية حربها مع اوكراينا.
وألمحت روسيا إلى إمكانية اعتراف موسكو رسمياً بجماعة الحوثي في اليمن وتزويدها بتكنولوجيا الصواريخ المتطورة ومنظومة الدفاع الروسية "S300" في حال لم تلتزم دول الخليج بالحياد واستجابة للخيارات التي قد تلجأ إليها أمريكا لسحب نفطها وغازها وتحويله من الضخ نحو شرق آسيا والصين تحديداً إلى الضخ نحو أوروبا فقط بهدف منع الغاز والنفط الروسي من الوصول إلى أوروبا.
تفصيلاً نشرت قناة “روسيا اليوم” التابعة للحكومة الروسية على موقعها الإلكتروني مقالاً للمحل السياسي الروسي المقرب من الكرملين، ألكسندر نازاروف، كشف فيه عن معلومات فيما يبدو أن الاستخبارات الروسية تعمّدت تسريبها لإيصال رسائل وتحذيرات نارية لحلفاء واشنطن في منطقة الشرق الأوسط والجزيرة العربية على رأسهم قطر والامارات والسعودية.
وبحسب المعلومات التي تضمنها المقال فإن من وصفتهم بـ“العلماء الحوثيون اليمنيون على وشك تحقيق اختراق بتكنولوجيا الصواريخ”، وهو ما اعتبره المحلل السياسي الروسي امرا يساهم في تعقيد الوضع في منطقة الجزيرة العربية التي قد تلجأ إليها أمريكا لسحب نفطها وغازها وتحويله من الضخ نحو شرق آسيا والصين تحديداً إلى الضخ نحو أوروبا فقط بهدف منع الغاز والنفط الروسي من الوصول إلى أوروبا وهو ما يمثل بالنسبة لموسكو “استخدام الغرب للقنبلة النووية الاقتصادية ضد روسيا” حسب وصف كاتب المقال .
ألكسندر نازاروف أشار في محتوى المقال إلى، أن علماء اليمن ( الحوثيين ) حققوا اختراق هائل ومفاجئ في تطوير تكنولوجيا الصواريخ وتابع: قد لا تكون المفاجأة الأخيرة .. مشيرة إلى أن من يصنعون ويطورون الصواريخ الباليستية الحوثية هم علماء يمنيون، على عكس ما ظلت القوى الغربية تروج له بأن مصدر الصواريخ الباليستية اليمنية والطائرات المسيرة هي إيران.
وقال المحلل المقرب من الكرملين إن “الاختراق الهائل والمفاجئ للعلماء الحوثيين اليمنيين في تطوير تكنولوجيا الصواريخ” والذي أصبحوا على وشك الوصول إليها “قد لا يكون المفاجأة الأخيرة”، في إشارة واضحة إلى أن موسكو قد تقدم المساعدة اللازمة للجماعة الحوثية لاستكمال اللمسات الأخيرة لتطوير هذه التكنولوجيا ووصولها للمرحلة النهائية.
وأورد بالإضافة إلى ذلك أن على دول الخليج “ألا تعول على وهم أن روسيا يمكن أن تعتبر المشاركة في الحرب الاقتصادية ضدها شيئاً عادياً”... مؤكداً أن موسكو لن تعتبر انخراط الخليجيين في الحرب الاقتصادية ضد روسيا إلا على أنه “مشاركة في الحرب الحقيقية”.
مراقبون اعتبروا المعلومات التي أوردها الكاتب في المقال تهديد روسي واضح باللجوء لهذه الورقة، عززه في سياق الفقرة ذاتها بعبارة “فكما يظهر الوضع في أوكرانيا، عندما يتعلق الأمر بالبقاء على قيد الحياة، فإن روسيا لا تتمسك كثيراً بالإجراءات الرسمية والبروتوكول الدبلوماسي”، وهي رسالة واضحة مقصود بها دول الخليج ودول منابع النفط في المنطقة.
المراقبون عدو المعلومات التي سربها الكاتب في المقال رسالة صريحة بأن موسكو لن تكون ملزمة بالقرار الذي صوتت مؤخراً لصالحه في مجلس الأمن بشأن منع توريد السلاح للحوثيين في اليمن وهذا واضح من عبارة “روسيا لا تتمسك كثيراً بالإجراءات الرسمية والبروتوكول الدبلوماسي”، بمعنى أنها قد تتجاوز هذا القرار وتقدم لجماعة الحوثي ما تحتاجه من معلومات بشأن تكنولوجيا الصواريخ التي ظلت القوى الغربية تروج بأن مصدر الصواريخ الباليستية الحوثية والطائرات المسيرة هي إيران.
وكان الكرملين قد أعلن عن مكالمة هاتفية بين بوتين وولي العهد السعودي في وقت سابق مشيرا إلى إن بوتين شدد على عدم القبول بتسييس قضايا الطاقة العالمية.
وذكرت "واس" أن ولي العهد السعودي أكد "موقف المملكة المعلن ودعمها للجهود التي تؤدي إلى حل سياسي يؤدي إلى إنهائها ويحقق الأمن والاستقرار، وأن المملكة على استعداد لبذل الجهود للوساطة بين كل الأطراف"
https://telegram.me/buratha