د. علي الطويل ||
أعلنت المقاومة الإسلامية اللبنانية "حزب الله" آنها أطلقت طائرة مسيرة فوق الأراضي الإسرائيلية، وأنها جابت مسافة 70 كم فوق المدن السرائيلية وعادة دون أن تكشفها رادارات إسرائيل ولا قبابها الصاروخية ولا طائراتها الحديثة، وجاء ذلك بعد يومين من إعلان السيد حسن نصر الله عن إنتاج اعداد كبيرة من الطائرات من هذا النوع، وزاد بأن من يريد الشراء فحزب الله مستعد ليبع منها،
اعلان حزب الله عن طائراته المسيرة وتجربتها عمليا فوق إسرائيل، جاء متزامنا مع اعلان الجمهورية الإسلامية عن إنتاج الصاروخ البالستي من الجيل الثالث والمتطور "خيبر شكن" او كاسر خيبر ليس مصادفة، وإنما فيه رسائل متشعبة وكثيرة لاطراف مختلفة،
فمن حيث التوقيت :
*يأتي هذا إلاعلان عن إنتاج الصاروخ الإيراني وسلاح حزب الله، في وقت تشهد مفاوضات الملف النووي الإيراني مراحل حساسة، تحاول فيها أوربا وأمريكا كسر الارادة الإيرانية في الحفاظ على مصالحها ومستقبل برنامجها النووي، الأمر الذي تقاومه ايران بشدة، وإنتاج هذا السلاح هو ورقة قوة في المفاوضات.
* التسريبات الأوربية ألامريكية التي تقول بأن هناك مفاوضات حول برنامج الصواريخ الإيراني، وإمكانية إدخالها ضمن الاتفاق النووي الإيراني، جعل ايران ترد ردا عمليا على هذه التسريبات بالرفض القاطع.
* من الرسائل الاخرى توجهها ايران لأوروبا وأمريكا، هي أن الحصار الذي يفرض عليها لم يؤثر عليها في تطوير اسلحتها وتطوير امكانياتها، وأنها تجاوزت تأثيرات هذا الحصار وقللت كثيرا من اثاره، فلا فائدة مرجوة لاوربا وأمريكا جعله ادات ضغط في المفاوضات النووية.
ومن ناحية نوعية السلاح:
فالصاروخ الإيراني يتمتع بمواصفات عالية من حيث الدقة والمناورة وتجاوز الرادارات والقباب الحديدية،ومداه البعيد، و طائرة حزب الله العصية عن الكشف والاستهداف فيهما رسالة بالغة بان حلفاء ايران باتوا يمتلكون تكنولوجيا السلاح فكيف بايران التي وصلت لهذه التكنلوجيا في ظل حصار لم يشهد له التاريخ مثيل، وبالتالي فإن كل تكنولوجيا السلاح الاسرائيلي باتت عاجزة امام محور المقاومة.
وفي كل هذه الحالات فإن إسرائيل اليوم تعيش المحنة الحقيقية خاصة وأنها عجزت عن اكتشاف طائرة حزب الله المسيرة او التصدي لها، ولاتعلم ماكانت مهمة هذه الطائرة، لذلك نجد تصريحات المسؤولين الاسرائيلين يسودها التخبط والتناقض حول ذلك.