متابعة ـ جدل فاضل الصحاف ||
في حين أن عدم إدانة السعودية لاتفاق التطبيع أثار التكهنات بأن الرياض ستنضم إلى الاتفاق، بعد عام من صفقة إبراهام، إلا أن هذا التوقع لم يتحقق بعد. لكن في السنوات الأخيرة، أظهرت سلسلة من الإجراءات الرمزية أن استعداد الرياض للتحرك في هذا الاتجاه قد ازداد بشكل كبير.
وفي أحدث مثال على ذلك، أعلنت شبكة "كان" التابعة للكيان الصهيوني، أن طائرة الكيان الخاصة غادرت مطار بن غوريون مساء اليوم الاثنين ووصلت مطار الملك خالد الدولي بالرياض بعد توقف بضع ساعات في عمان صباح الثلاثاء. جاء هذا الإجراء بعد وصول أول رحلة جوية من المملكة العربية السعودية إلى الأراضي المحتلة. يتم فهم أهمية الإجراءات الرمزية للسعوديين هذه الأيام من خلال النظر إلى أداء البحرين والإمارات كدولتين خطتا الخطوات الأولى في دول مجلس التعاون الخليجي للتطبيع. قبل عام على الأقل من الإعلان عن الاتفاقية، اتخذت حكومتا البحرين والإمارات العربية المتحدة إجراءات سياسية مثيرة للجدل (مثل عقد اجتماعات دولية بشأن تنفيذ صفقة القرن) وإجراءات غير سياسية (مثل سفر الوفود الأكاديمية والدينية وإرسال الرياضيين إلى الأراضي المحتلة)، وهذا قلل تدريجياً من الحساسيات الموجودة للتطبيع، وجهز العقل العام للمضي قدماً في هذا المشروع. ومع ذلك، فمن المؤكد أن الحاكم السعودي سيتخذ إجراءات رمزية لقياس ردود الفعل الداخلية والخارجية وتقييم معارضة مجموعة من المحافظين الدينيين، والترويج لنمط الحياة الغربي مع المظاهر الفاحشة غير الإسلامية.