زيد الحسن ||
عندما اصبح التحنيط متاحاً للطبقات المتوسطة والدنيا في مصر القديمة، بدأ المحنطون في قطع قلوب الطبقات الدنيا سراً حتى لايشاركوا الطبقات العليا في الحياة الاخرة، حيث كان القلب يعتبر مقر الروح و وسيلة الى الوصول الى الحياة الاخرى.
لم يترك الانفلات بالعراق شيئا لم يصله ويتجذر به، حتى اصبحت لدينا قناعات اننا نصرف ايامنا ونستعد للرحيل، كارهين هذه الحياة وزاهدين الزهد كله في اعمارنا، ايامنا الرتيبة يتخللها فواجع ومصائب، لايمكن للانسان من تحملها، وعجيب امرنا نتحمل ونصبر بل و نبتسم بعد ثوانِ من كل فاجعة.
الانهيار في المؤسسة التعليمة شماعة الوباء جاهزة لتعليق هذا الفشل على الوباء، لكن مايحصل ولربما ما يتغافله البعض ان شبابنا يتوجهون نحوا الهاوية، ونراهم بأم العين، بل الادهى و الامر لايمكننا السيطرة عليهم احياناً، المخدرات في كل مكان وفي ابسط المقاهي، وانظار الحكومة ضعيفة جداً بل انها قد تساوم من اجل مكسب، لان الفساد اصبح الاعم والفائز والغالب، احداث من عمر الثانية عشرة الى الثامنة عشرة يتناولون المخدرات في وضح النهار وفي المناطق السكنية وبحماية الشرطة لو حصل شجار في المقهى.
( التارتان ) هذه التسمية حديثة العهد، وهي ايضا مكسب من مكاسب الفشل الحكومي، الدولة العاجزة عن القضاء على البطالة وفتح العمل وعن بناء الاماكن الترفيهية والملاعب النظيفة، تركت بعض المستثمرين من عشاق المال الحرام يضعون السم في العسل لشبابنا اليوم، ملعب ( تارتان ) لكنه في الحقيقة منتجع (للاركيلة ) وشرب المخدرات والعاب القمار، وياسادة هذه الاماكن التي اتحدث عنها في مدننا الفقيرة فقط وتحديداً في جانب الرصافة، لاننا من الطبقة المتوسطة و الدنيا في المجتمع رغم نفي اهلنا هذا الامر، اذهبوا الى هذه الاماكن و دققوا النظر فيها ستجدون الادهى و الامر، ستجدون سماسرة و فتوات الحارات المصرية في الافلام، وهم يبيعون الاولاد جميلي الطلعة فيما بينهم، اقسم برب الكون انها كارثة الكوارث، وتحدث يومياً ومازالت تحدث، ولاحل حكومي جذري ينقذ الشباب، وان اراد الاهل التصدي لهذه الاعمال فالف عدوا سيواجهون وربما سيتهمون انهم مثيرو للشغب وقاتلي الحرية.
صالات القمار الكبيرة في الفنادق الفارهة الفارعة الشاهقة في كل شيء، من نصيب علية القوم و البعض من رجالات الدولة، فيها تدار و تحاك المؤامرات الوسخة والمنحطة، منها تصدر اوامر القتل والتنكيل والتخويف، ولها حصانة والبعض من التقديس، لن يقدر عليها رجل شرطة ولا راهب او قديس، ارباحها مهولة وستدخل في موازنة البلد هذا طموحها وسيتحقق لانه هدف من اهدافهم.
خذوا كل شيء بربكم، خذوا الاموال والكراسي، خذوا الوزارات وابعدوا عنا المآسي، قلوبنا معقودة بقلوب ابنائنا الشباب، فهم الوتين وهم نياط القلب والروح، وهم مانرجوا ان نتركه من اثر قبل ان ننتقل الى الحياة الاخرة.
https://telegram.me/buratha