د.علي الطويل ||
ستة أشهر هي الفاصلة بين الانتخابات الإيرانية التي جرت امس وأعلن عن نتائجها اليوم ، والانتخابات الأمريكية التي جرت في نهاية العام المنصرم، فما بين العمليتين الانتخابيتين الكثير مما يقف عنده المراقب ،فامريكا التي تدعي رعايتها للديمقراطية في العالم ،كانت ومازالت تتهم إيران بأنها تنتهك الحرية والديمقراطية وحرية الرأي ولكن بمقارنة بسيطة تتجلى الحقيقة واضحة ناصعة ،فما هي أوجه المقارنة؟
*حاكمية القانون في ترشيح الشخصيات
ففي إيران لكل شخص لديه المؤهلات الشخصية وتنطبق عليه الشروط القانونية يمكنه الترشيح للانتخابات بلا موانع ولا عقبات ،بينما في الولايات المتحدة الأمريكية فإن المرشح هو ناتج عن اتحاد المال والمخابرات،فالشركات الكبرى وأصحاب رؤوس الأموال والمخابرات الأمريكية هي الفلاتر التي يخرج منها مرشح الرئاسة،
*اعداد المرشحين
في الأغلب الاعم فإن الانتخابات الإيرانية يتنافس فيها عدد لاباس به من المرشحين ،وذلك لإعطاء الناخب الفسحة في الاختيار وفق البرامج والرؤية التي يطرحها المرشح ،ولكن في الانتخابات الأمريكية فإن الناخب أمام خيارين الثالث لهما في أغلب العمليات الانتخابية التي جرت في أمريكا، وأن وجد فهو نادر جدا ،ومهما كانت طبيعة هؤلاء فإن الناخب مضطر لانتخاب أحدهما
* المناضرات
في أكثر المناضرات التي تجري قبل الانتخابات الأمريكية، فإننا نشهد نوعا من السقوط الأخلاقي والسباب والشتائم وطرح الفضائح الجنسية ،ونبش تاريخ المرشحين العائلي ،الامر الذي يعكس اخلاق من يتولون الرئاسة في أمريكا، بينما نجد المرشحين الإيرانيين يتحلون في مناضراتهم بالأخلاق العالية ،والادب الرفيع ،والتركيز يكون على انتقاد البرامج وخطط الإدارة، والابتعاد عن الإساءة الشخصية ،وهو مايعكس الالتزام الديني والاخلاقي للمرشحين ،
*التنافس
عادة مايكون التنافس بين المرشحين الإيرانيين تنافس شريف وتسابق في الخيرات ونادرا مانجد اتهامات او مخالفات بين المرشحين في حملاتهم الانتخابية ،بينما يسود الانتخابات الأمريكية الكثير من التهم والطعن في سلوك المرشحين أثناء الحملات الانتخابية وخاصة في مجال دفع الأموال وشراء الذمم ،
*المنهج والبرنامج
أكثر برامج المرشحين للرئاسة الأمريكية تكون إسرائيل وخدمة الشركات الكبرى في أولويات المرشحين ،وهو مايعكس تبعية المرشح وخضوعه لهذين الامريين، بينما تكون صيانة البلد والحفاظ على وحدته وسيادته ونظامه وخدمة الناس هي في صلب منهج المرشحين الإيرانيين
*شفافية الانتخابات
الانتخابات الإيرانية الاخيرة شهدت حالة عالية من الشفافية ولم تسجل فيها أي حوادث او مشاكل كبرى تؤثر على مجرى التصويت الا بشكل طفيف ولم تسجل شكاوي على عملية سير الانتخابات ،بينما شاب الانتخابات الأمريكية العشرات بل المئات من معرقلات التصويت وسجلت الشكاوى على انسيابية التصويت ،وعن عمليات منع الناخبين وقضايا فنية عديدة اتهمت بها أطراف من هذا المرشح اوذاك،
*اعلان النتائج
استمرت عملية العد والفرز في الانتخابات الأمريكية لأيام طويلة وشابها الكثير من المشاكل والمعوقات التي عرقلت سير العد والفرز،وسجلت العديد من المشاكل في عمليت الفرز الإلكتروني كذلك ، بينما في إيران فإن الانتخابات ونتائجها لم تستمر أكثر من 36 ساعة وأعلنت النتائج دون أية صعوبات او مشاكل ،
*الرفض والاعتراض.
في الانتخابات الإيرانية وبالرغم من وجود العديد من المرشحين الا ان جميع المرشحين قبلوا بنتائجها ولم يسجل اي اعتراض على ذلك ،بينما في الانتخابات الأمريكية الاخيرة فإن الاعتراض على النتائج أدى إلى رفضها ،بل أدى إلى نزول أنصار ترامب إلى الشوارع واقتحام مبنى الكونجرس ،ونزول الجيش لحماية البيت الابيض،وكادت هذه الاعتراضات ان تعصف بالنظام الأمريكي برمته خاصة وأن أنصار ترمب نزلوا باسلحتهم إلى شوارع الولايات الأمريكية، الامر الذي يثير العديد من الأسئلة حول شفافية نظام الانتخابات الأمريكية.
* التسليم والقبول
ظل ترمب والى هذه اللحظة يرفض نتائج الانتخابات ويرفض التسليم لبايدن بالفوز بناء على معطيات التزوير التي طرحها هو وانصاره والتي اتهموا بها بايدن وفريقه ،بينما نجد في الجانب الإيراني ان الرئيس روحاني قد زار الرئيس الجديد مهنئا حتى قبل الإعلان الرسمي للنتائج ،وكذلك المرشحين الاخرين الذين هنئوا الرئيس الجديد في الفوز .
فهل أمريكا ام الديمقراطية ام إيران؟
19/6/2021
https://telegram.me/buratha