زيد الحسن ||
اجهزة الدولة بكل تفاصيلها تخضع لقوانين ثابتة تنظم العلاقة بين المواطنين وبين دوائر الدولة ، وكل الموظفين الذين يعملون في هذه الدوائر مكلفون بانجاز ما يحتاجه المواطن ، هذه قوانين كل الشعوب في الارض ، باستثناء العراق .
المواطن يخطئ المواطن يرتكب المخالفة ، وهذا بالطبع موجود وبكثرة ، لكن هناك مخالفات ترتكب يحاسب عليها المواطن وسببها تقصير من اجهزة الدولة ، لو كانت الجهة المسؤولة قد وضعت الحلول لعلاج المخالفات بدل معاقبة المخالفين لكنا وصلنا القمر من زمان مضى .
منطقة العبيدي في بغداد، هذه المنطقة التي تفتقر حتى للمدارس ، وضع للناس فيها فخ جميل ، فخ له واردات لم تحصل عليها ابار النفط ، وهذه الايرادات تاتي بعدد قليل من الموظفين ، ولو تكلم المواطن المخالف لاودع بالسجن مع تنظيم داعش .
رسالتي اليوم موجهة للمكتب الاعلامي لمديرية المرور ، والسبب ان مدير المكتب يسكن هذه المنطقة وهو اكثر الناس دراية بهذا الفخ الذي ياخذ قوت الناس ، صح ان المواطن في هذا الفخ يرتكب مخالفة مرورية ولكن طبيعة سير الشارع هكذا ، اصبح ذو مسلكين وكانه عرف تعود الناس عليه.
بين فترة واخرى تقف سيارة مرور يمتطيها فارس ذو نجوم كثيرة تعتلي كتفيه ، ويقف وقفة اللص الذي لايريد ان يراه احد ، ويقوم بقنص فئة واحدة من المخالفين ، فئة اصحاب السيارات الرخيصة ، لعلمهم انهم لاظهر لهم ولا سند ، وتنزل غرامة هذا الفارس فوق رقبة سائق ( السايبة ) وكأنه مقصلة من مقاصل الفرنسين ، تقطع قوت عيال المخالف لمدة شهر كامل ، نعم لمدة شهر لان غرامة السير عكس السير ( ٢٠٠،٠٠٠) مائتان الف دينار تتضاعف بعد مرور شهر .
راتب الرعاية الاجتماعية مائتان الف دينار ، وابسط مخالفة مرورية مائتان الف ، الم يفكر مشرع هذا القانون ان الله يرى ؟ ام ان خارطة هدم الانسان وصلت ايضا لرجال المرور ؟ اعيدوا النظر جيدا بقوانينكم وعقوباتكم ، وقبل ان تقطع الوصل الذي تعتبره مقدس ولايمكن التراجع عنه ضع لنا الجسور والانفاق وابني لنا طرق جديدة تتناسب مع ما سرقتموه بطرق شيطانية ، وكن شجاعاً ايضا وحاسب السيارات التي لاتحمل لوحات ، وحاسب السيارات ذات الدفع الرباعي التي اصلا لاتعترف بوجودكم .
بلادي اين تسيرين ، ولم هذا التخبط ، لا كهرباء ولا ماء ، ولا امن ولا امان ، حماتنا يقتلونا صبح مساء و بالقانون والتشريع ، ونحن المخالفون الخانعون وعن اوطاننا تائهون .