د. حيدر سلمان ||
من الضروري ان نلقي الضوء على الموقف الامريكي من القضية الفلسطينية الذي يشهد تغيرا واضحا عن الادارات السابقة وهو استكمال للتغيرات التي قامت بها ادارته لعكس كل ماتسببت به ادارة ترامب.
يجب ان نبدا الحديث بخبر قبل قليل: ""الكابينت الاسرائيلي يصوت لصالح ايقاف الحرب مع غزة"".
🔸️ امر لافت جدا
الواضح انه ولاول مرة في تاريخ العلاقات الامريكية الإسرائيلية هناك توجه كبير من داخل الولايات المتحدة لانصاف الفلسطينيين مع استمرار اسرائيل بابتلاع الاراضي والتطهير والتهجير العرقي.
الموقف الامريكي جاء مغايرا عن ما دابت اليه المواقف الامريكية في الادارات السابقة، وقد بلور ذلك الموقف تصريحات وزير الخارجية الامريكي "انتوني" بلنكن الذي ذكر ولعدة مرات انه يجب ايقاف الحرب ولا يجوز تهجير الفلسطينيين من القدس الشرقية ذاكرا تحديدا "حي الشيخ جراح"، ليتبعها ب " حق اسرائيل بالدفاع عن النفس" وليس العكس، وهو ما دأب عليه اغلب وزراء الخارجية السابقين، بالاضافة الى تركه موضوع الحرب الدائرة في غزة، وذهابه الى الدول الاسكندنافية، وحديثه عن المناخ، ولا كانه هناك حرب تدور في فلسطين او اسرائيل "لمن يريد تعدد التسميات".
من جهة اخرى موقف الرئيس الامريكي جو بايدن نفسه الذي لم يصرح بشيء برغم كثرة اسئلة الصحافة وليحاصر بكم كبير من الاسئلة ويرى تظاهرات ميشيغان في ديربورن ذات الغالبية العربية.
ثم ياتي تصريح وزير الدفاع الامريكي "لويد اوستن" ليوضح موقف الادارة الامريكية اكثر من غيره الذي لم يذكر حق اسرائيل بالدفاع عن النفس بل صرح مرتين لاغيرها:
🔹️الاول: انه ياسف لسقوط ابرياء من الفلسطينيين والاسرائيليين.
🔹️الثاني: حيث صرح امس بنبرة اقرب ما تكون الى امر للاسرائيليين ب "انهوا الحرب"، وهو ما صوت عليه الكابينت الاسرائيلي قبل قليل فيما يبدو انه استجابة للرغبة الامريكية وما ذكرت من تصريحات.
بالطبع هناك مواقف ضاغطة اخرى في الداخل الامريكي منها السيناتور "بيرني ساندرز" ونواب اخرين منها "رشيدة طليب" واخرين، ناهيك عن تصاعد اصوات محلية امريكية تشبه تعامل اسرائيل بنظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا السابق.
بقي موقف الداخل الامريكي سياسيا، مع كل ما ذكرت، قوي لصالح اسرائيل بوجود اللوبي الضاغط لصالح اسرائيل في الحزب الجمهوري ككل، وجزء كبير من الحزب الديمقراطي، وما ذكرناه يبقى لافتا جدا كتغير واضح، حيث بقيت رواية اللوبي الضاغط لصالح اسرائيل، يرى انها حرب ايرانية ضد اسرائيل بالوكالة، فيما يبدو انه تاويل من اللوبي لصالح تغيير القناعات الامريكية المتصاعدة لصالح الفلسطينيين.
🔸️ شرق اوسطيا
للان لايوجد موقف عربي لصالح الفلسطينيين يستطيع ان يفاوض للضغط لزيادة هذا التغيير في قلب صانعي القرار في واشنطن، مع ميول شبه واضحة من دول عربية كثيرة لصالح اسرائيل اصلا برؤية مترسخة ان ما يحدث في غزة يحدث بامر من ايران.
🔸️ عراقيا
الموقف العراقي هذه المرة موقف واضح اكثر من باقي الدول العربية بميول شعبية وسياسية وحكومية نحو القضية الفلسطينية وهو امر لم يتغير برغم تعدد الانظمة في العراق.
ومن الجدير بالذكر هنا تحديدا، ان الحكومات العراقية بعد ٢٠٠٣، بشكل متواصل حافظت على علاقة جيدة بنسب متفاوتة، مع الادارات الامريكية ويمكن استغلال ذلك الان مع ادارة امريكية موقفها يشهد تغيرا نحو اسرائيل.، ناهيك عن كون ادارة بايدن تريد عكس كل ما قامت به ادارة ترامب السابقة التي اصدرت قرارات بوهب كامل القدس الى اسرائيل ما اعتبره كل دول العالم ضد قرارات مجلس الامن الدولي القاضي بحل الدولتين كحل وحيد.
مع ما ذكرت ارى ان على العراق بالتفاوض لصالح الفلسطينين او رعاية مفاوضات امريكية فلسطينية او تقريب وجهات النظر لصالح الفلسطينيين مراهنا على ما ذكرت من علاقة عراقية امريكية ويجب ان نذكر نجاح الحكومة العراقية بتقريب وجهات النظر بين ايران والسعودية ورعاية لمفاوضات بين عدوين لدودين في بغداد. وسبب ذكري للعراق دون غيره واضح حيث لا موقف عربي يستخق الذكر ولا موقف تركي قريب من ادارة بايدن التي تكرر دوما ان تركيا اصبحت دولة معادية وتقترب قدما من علاقة الولايات المتحدة مع ايران مع فوارق معروفة.
🔸️ خلاصة ما اريد ايصاله:
ادارة بايدن للان قراراتها تبدو متوازنة وجيدة وتحاول عكس كل ما سببته ادارة ترامب السابقة وهذه فرصة تاريخية يجب على الاحزاب العراقية و رؤوساء الكتل والحكومة العراقية كذلك، النظر لها على انها امر من الضروري استثماره جيدا وعدم النظر بزاوية ضيقة واستعداء امريكا دون اي سبب او داعي خاصة وان من تسبب بفوضى الشرق الأوسط وتحديدا ترامب لم يعد بالسلطة اصلا.
https://telegram.me/buratha