عيسى السيد جعفر ||
نشرت الكاتبة رندا حبيب في عام 2015مقالاً, عن المخاطر التي يتعرض لها الأردن, نتيجة السياسات الخاطئة التي التزمت بها المملكة, طيلة السنوات السابقة, مما أنتج خطرا كبيرا يحيط بالمملكة, وقد تناولت أمور مهمة, مع إغفالها لبعض النقاط, هنا نحاول إن نكمل الصورة, كي تتوضح الرؤية للقارئ.
ما إن تقدمت داعش باتجاه الجنوب السوري, حتى أثارت الرعب من فتح جبهة بالاتجاه الأردن, مما دفع بالمملكة, للقيام بنشر تعزيزات أمنية كبيرة على حدودها مع سوريا, فالخطر كبير ويحتاج لهمة, وإلا لتم ابتلاع الأردن, وإعلان دخولها كجزء من الاقتتال, الحاصل في المنطقة, خصوصا إن الآلاف في داخل الأردن هم من المؤيدين لداعش, وهكذا مواجهة تحتاج لخطط إستراتيجية, قبل إن يسقط عرش الهاشميين في الأردن.
وتأتي قصة اسر الطيار الأردني , وموضوع إسقاط طائرته , ومطالبة داعش بسجناء من تنظيم القاعدة مقابل الطيار, كمخرجات كلها تثير رعب داخل الأردن.
جانب أخر للخطر, إن الأردن ملاصقة لمحافظة الانبار العراقية, والتي تمثل اكبر حاضن للجماعات المسلحة المتطرفة في العراق, والعمليات العسكرية مستمرة منذ أشهر, وهناك حركة عبور للحدود بين البلدين مستمرة, فيصعب السيطرة تماما على الحدود, ما يعني تأسس خلايا بين البلدين, وممرات عبور للسلاح, لذلك الخطر ليس فقط من جهة الشمال, بل من جهة الانبار يمثل قنبلة موقوتة, قد تزلزل المملكة بأسرها.
لم يتوقف الخطر على حدود الأردن مع سوريا والعراق, بل ها هي إسرائيل تتحدث عن اقتراح لرئيس وزراء الدولة العبرية , بنشر قوات إسرائيلية على طول الحدود, لمواجهة خطر الحركات الجهادية, فضلا عن أن الأردن يعتمد بشكل معلن ورسميا، على الغاز الإسرائيلي بعد تعسر وصول الغاز المصري, مما ولد ردة فعل عنيفة داخل الخط المتشدد, وهنا تكتمل إضلاع الخطر الذي يهدد المملكة الأردنية.
الخطيئة الكبرى التي وقعت بها المملكة, هي مشاركتها مخابراتيا في عملية سقوط الموصل, وإخبار عن معسكرات تدريب خاصة, تحت مظلة أمريكية لداعش العراق, ودعمها للجماعات المسلحة في سوريا, دعم بكل أنواعه, بالإضافة لاحتضانها شخصيات معادية للعراق, ورموز البعث وبقايا عائلة طاغية الأمس, كل هذا ينذر بانقلاب السحر على الساحر, وما زرعه الأردن سيحصد ثمره غدا.
يمثل الأمر تحدي كبير للتحالف الدولي, ولإعلانه عن نيته نصرت الخير, وتحقيق العدل, والانتصار على الأشرار, الذي شكلته أمريكا وأوربا, لدحر عصابات داعش الهزيلة, فها هي تهدد بتمدد جغرافي جديد, مما يؤكد الأفكار المطروحة التي تقول إن التحالف الدولي وجد لدعم داعش, وليس لدحره, وإلا كيف مع ألاف الطلعات الجوية وداعش يمتدد ويقوى خصوصا في سوريا والفلوجة والموصل.
الأردن اليوم إن أراد إصلاح حاله, يحتاج لرؤية مختلفة عن حاضره, تتمثل في قطع خطوط التمويل, عن الجماعات المسلحة في العراق وسوريا, وفتح صفحة جديدة مع الحكومتين العراقية والسورية, وتطهير أرض المملكة من بقايا البعث, والقيام بحملة أمنية, لمطاردة رؤوس الجماعات الإرهابية في الأردن, مع غلق كافة معسكرات التدريب, بالإضافة لاستخدام سياسة الحياد, بعد الغرق في الوحل الأمريكي.
فقط هكذا يمكنها إن تنجو, من مستقبل مرعب ينتظرها ألان, و ليس المهم أن تخطا, لكن المهم إن تصحح خطأك.
https://telegram.me/buratha