فهد الجبوري ||
يذهب الناخبون في الكيان الصهيوني الى صناديق الاقتراع يوم غد الثلاثاء ٢٣ مارس لانتخاب أعضاء
الكنيست ، وهي الانتخابات الرابعة خلال عامين، مما يشير الى استمرار الأزمة السياسية بسبب عدم تمكن أي من الأحزاب الكبيرة من تحقيق النصاب المطلوب لتشكيل الحكومة ، مما يضطرها الى الائتلاف مع الاحزاب الصغيرة ، وهذا الذي حصل في المرات الثلاث السابقة ، ولكن سرعان ما تبرز الخلافات بين أركان الحكومة خصوصا مع وجود بنيامين نتنياهو على رأسها ، والذي تسعى بقية الأحزاب الى إزاحته من هذا الموقع بسبب تهم الفساد التي من المتوقع أن تستأنف محاكمته عليها في نيسان القادم .
ولمعرفة المزيد عن هذه الانتخابات ، نشرت صحيفة الغاردين البريطانية تقريرا فيما يلي ترجمته:
الشكوك تحوم حول محاولة نتنياهو كسر الجمود السياسي
من المقرر أن تجري في اسرائيل الجولة الرابعة من الانتخابات الثلاثاء ، بالرغم من أن النتائج سوف تمدد بكل بساطة الجمود
السياسي الذي تعيشه اسرائيل منذ سنتين ، وقد يقود الى إجراء جولة خامسة من التصويت .
إن عدة محاولات فاشلة لتشكيل حكومات مستقرة بعد انتخابات سابقة غير حاسمة قد تركت البلاد في أزمة مستمرة، وحالما يتم الاعلان عن النتائج صباح الاربعاء ، فإنه من المتوقع أن تدخل اسرائيل في مباحثات سياسية مكثفة قد تستمر عدة اسابيع. إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الزعيم الأكثر خدمة في هذا المنصب قاد حملة انتخابية ذات شقين : حيث يحاول توظيف الاختراقات الدبلوماسية مع الحكومات العربية التي لم تكن صديقة لاسرائيل، وحملة التطعيم الناجحة في بلاده.
ومازالت استطلاعات الرأي تمنح حزب الليكود تقدما، حيث من المحتمل أن يحصل على ٣٠ مقعدا في الكنيست الذي يتألف من ١٢٠ مقعدا، وهو أكثر من المعارضة بعشرة مقاعد.
وما زال نتنياهو لم يحصل على تعهدات كافية من الأحزاب الصغيرة للانضمام اليه، والتي سوف تكون اساسية لتشكيل حكومة ائتلاف ذات أغلبية، وكما هو المتعارف عليه في النظام السياسي الاسرائيلي .
إن سياسيين بارزين في الانتخابات الثلاثة السابقة مازالوا منافسين لنتنياهو بالرغم من أنهم قد غيروا الولاءات وكونوا احزابا جديدة خلال حالة الجمود السياسي المضطرب.
إن التغيير الرئيسي هو أن زعيم المعارضة السابق بيني غانتس قد رأى أن حزبه " أزرق و أبيض " قد خسر دعما مهما ، لأنه قد راهن من قبل على اقصاء نتنياهو ، ولكنه في النهاية انضم الى حكومته، مبررا ذلك بضرورة جلب الاستقرار خلال الوباء، ومع ذلك كان ينظر الى التحول على أنه استسلام لنتنياهو.
و ما تزال أحزاب اليسار الاسرائيلية مهمشة، مما يعني أن أيا سيتزعم الحكومة القادمة يتوقع أن يستمر في النهج المتصلب بخصوص الاحتلال المستمر للأراضي الفلسطينية.
هذا و إن السياسيين من الأقلية العربية ذات الحجم الكبير في اسرائيل ، والذين فازوا بحصة جيدة من المقاعد في الانتخابات السابقة قد يترنحون، في العام الماضي اصطفوا مع تحالف ضد نتنياهو اطلق عليه القائمة المشتركة والتي أصبحت تشكل ثالث أكبر قوة في الكنيست، ولكن اتفاقهم قد تمزق.
وربما سيواجه نتنياهو التحدي الأكبر من حليفين اثنين سابقين ، وهما الحليف السابق الذي تحول الى منافس جدعون ساعار، والذي انشق عن الليكود وشكل حزبه الخاص به وهو " الأمل الجديد "، بالرغم من أنه لم يحقق النجاح مثلما كان متوقعا ، والثاني هو نافتالي بينيت وزير الدفاع السابق في حكومة نتنياهو يقود حزب " يمينه " أو اليمين ، وقد يصبح الشخصية
الرئيسية بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات ، وبدء المساومات السياسية للاحزاب .
ويقول عفيف بوشنسكي المستشار السابق لنتنياهو أنه إذا لم ينضم بينيت الى نتنياهو ، فإنه من غير المرجح أن يحصل على الرقم السحري لتشكيل الحكومة وهو ٦١ مقعدا.
إن نافتالي بينيت هو صانع الملوك، إذا قرر الانضمام الى نتنياهو ، فإن نتنياهو سوف يشكل الحكومة، ومع ذلك والقول لبوشينسكي تبقي هناك شكوك كبيرة حول الانتخابات ، حيث ليس من الواضح كم من الناخبين سوف يشاركون في التصويت، بعد الاعياء الذي أصابهم من ثلاثة دورات انتخابية متعاقبة ، وبسبب أن القانون الاسرائيلي ينص على أن الاحزاب يجب أن تحصل على ما لايقل عن ٣.٢٥٪ من كل الاصوات حتى تدخل الى الكنيست ، وقد تؤدي التغييرات الجزئية في صناديق الاقتراع الى التأثير على النتائج بطرق غير متوقعة.
ويقول بوشينسكي أن كل شيء قد يحدث، واليوم قبل الانتخابات يختلف عن اليوم الذي بعدها ، إن اليوم الذي يأتي بعدها سوف يكون " مستشفى مجانين ".
https://telegram.me/buratha